الأخبار

سقوط شهيد برصاص قوات الانقلاب بالخرطوم

الخرطوم – الديمقراطي

أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، مساء اليوم الأربعاء، عن استشهاد ثائر برصاص قوات الانقلاب، خلال قمعها لمواكب 6 أبريل بالعاصمة الخرطوم.

وقالت لجنة الأطباء في بيان إن “روح الشهيد الطيب عبدالوهاب، 19 سنة، ارتقت إثر إصابته برصاصة أطلقتها قوات السلطة الانقلابية على متظاهرين في ضاحية شرق النيل بولاية الخرطوم، حيث اخترقت الرصاصة الشريان الفخذي للشهيد”.

وأكدت اللجنة أن “قوات الانقلاب اعتدت كذلك على الأطباء والكوادر الطبية والصحية بمستشفى شرق النيل، ما أدى لإغلاق  قسم الطوارئ بالمستشفى”.

وقال البيان: “للسادس من أبريــل مجده ورسالته القوية في بريد الانقلابيين، ولا زالت السلطة الانقلابية لا تعي هذه الرسالة، وتستخدم العنف المميت تجاه الثوار السلميين، ولا زال الثوار متمسكين بسلميتهم التي أثبتت قوتها ضد الرصاص والترسانة الأمنية”.

وأكدت لجنة الأطباء “ارتفاع العدد الكلي للشهداء الذين حصدتهم آلة الانقلاب القمعية منذ الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي إلى (94) شهيداً، يظلون أعلاماً بارزة لثورة ديسمبر المجيدة ويُخلّدون في التاريخ أبداً”.

وكانت اللجنة قد أطلقت تحذيرات بأن “مواكب 6 أبريل  تواجه عنفاً مفرِطاً تمارسه عليها قوات الانقلاب التي انتشرت في العاصمة الخرطوم والأقاليم بكثافة منذ البارحة، وأعدّت ما استطاعت من بطش تظن أنه سيرهب السيول المندفعة”.

وأكدت  أن قوات السلطة الانقلابية هاجمت مواكب مدينة الخرطوم، كما هاجمت المتظاهرين في مدينة أمدرمان بينما كانوا يتأهبون للإفطار بمحيط البرلمان، “دون مراعاة لحرمة الشهر الكريم”.

ورغم تراجع المواكب إلى شارع الشهيد عبد العظيم إلا ان القوات الأمنية تعقبتها مستخدمة الرصاص الحي وسلاح الخرطوش، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى في صفوف الثوار، بينها حالات تحتاج إلى تدخل جراحي.
وأشارت إلى ان سلطة الانقلاب تستخدم كل الوسائل غير المشروعة التي جُبِلت على استعمالها، لغرض إخافة الجماهير من الخروج مجدداً، كما تقوم باستخدام بعض العصابات للتغلغل داخل المواكب لإيقاع الإصابات وسط الثوار باستخدام الأسلحة البيضاء.

وحذرت لجنة الأطباء قوات الانقلاب “مما تقوم به من سلوكيات مجافية لقيم الشهر الكريم ونائية عن المبادئ الإنسانية”.

وكانت  مليونيات 6 أبريل قد انطلقت في وقت سابق في عدد من المدن السودانية، منددة بالانقلاب العسكري، ومطالبة باستعادة مسار الانتقال الديمقراطي بقيادة مدنية، لكن القوات شرعت على الفور في عمليات القمع، خصوصاً في مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر.

وقمعت قوات الانقلاب العسكرية مواكب المحتجين في مدينة بورتسودان، مستخدمة العنف المفرط بالضرب والغاز المسيل للدموع والمطاردة والاعتقال.

ورصدت (الديمقراطي) محاصرة قوات الانقلاب لموكب الثوار بالقرب من شركة (MTN) واعتقال عدد من الثائرات والثوار هناك، وضربهم بالسياط والخراطيش.

كما استمرت قوات شرطة الاحتياطي المركزي في مطاردة الثوار المحتجين بـ “البكاسي” داخل سوق بورتسودان، وقال محتجون: “السلطات الانقلابية تمارس عنفها المفرط تجاه المواطنين السلميين بإطلاق الغاز المسيل للدموع والضرب بالخراطيش في نهار رمضان”.

وفي مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان خرج آلاف المتظاهرون ينددون بالانقلاب العسكري، مطالبين برجوع العسكر للثكنات وحل الميليشيات المسلحة. وتكررت ذات المشاهد في مدن سودانية عديدة منها: ودمدني، عطبرة، سنار، والقضارف.

وتأتي احتجاجات السادس من أبريل 2022 بالتزامن مع حلول ذكرى 6 أبريل 2019، التي وصل فيها المحتجون إلى محيط القيادة العامة للجيش، وبدء اعتصام استمر حتى إسقاط نظام البشير.

ومنذ ثلاث سنوات درج السودانيون على الاحتفال بهذه الذكرى من خلال تسيير المظاهرات والطواف على منازل شهداء الاحتجاجات، ورفع اللافتات التي تطالب بتحقيق شعارات الثورة في الحرية والسلام والعدالة.

ويشهد السودان احتجاجات مستمرة منذ (5) أشهر تقودها لجان المقاومة والقوى الثورية المناهضة للانقلاب، للمطالبة بالحكم المدني واستعادة مسار الانتقال الديمقراطي.

وكان الفريق عبد الفتاح البرهان قد انقلب على الحكومة المدنية بقيادة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، في 25 أكتوبر الماضي، وأعلن حالة الطوارئ وعطل الوثيقة الدستورية، واعتقل قادة القوى الثورية بمن فيهم حمدوك.

ومنذ انقلاب 25 أكتوبر، ظلت الاحتجاجات مستمرة بوتيرة متصاعدة، في وقت تواجه فيها من قبل الأجهزة الأمنية بالعنف المفرط، ما أدى إلى سقوط (93) شهيداً وآلاف الجرحى – بحسب رصد لجنة أطباء السودان المركزية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى