الرأي

دعاء مُضاد لمساعي وكيل وزارة الخارجية..!

نقول لوكيل وزارة الخارجية: لا كلل الله مساعيكم بالنجاح..! حيث انك تريد أن تمنح شرعية غير مُستحقة لهذا الانقلاب الأبتر وتستشفع له لدى المنظمات الإقليمية والدولية.. نعم لا وفق الله مساعيكم ولقاءاتكم في أديس أبابا… وهي دعوة موجّهة للمولى عز وجل.. ولا حجر على الدعاء..خاصة وأن دعوة )الوطن المظلوم( ليس بينها وبين الله حجاب..!!
نهج وكيل الخارجية ومطالبته بفك تجميد نشاط السودان في الاتحاد الإفريقي أشبه بنهج قادة الانقلاب الذين يلوحّون بورقة الاتفاق الإطاري ويعملون على إجهاضه في ذات الوقت..ولكنهم يريدون أن يتكسّبوا منه (الله لا كسّبكم)..!
يريدون الهدايا دون أن يوفوا بالاستحقاقات.. والاتفاق لا يزال حبراً على ورق..وورقاً على حبر..! .بل إنهم يهددون بالانسحاب منه كل يوم ولكنهم يريدون أن يتاجروا به في استجداء الأموال.. بعد أن وصل الحال باعترافهم إلى العجز حتى عن توفير مرتبات العاملين..!!
أنهم يمنحون الشعب (حبالاً بلا ماعز)..ويريدون من الآخرين أن يمدّوا انقلابهم بالعلف والتبن واللبن.. ويريدون أن تتدفق عليهم دولارات وبركات العالم الخارجي في تسويق خبيث لاتفاق لم يتقيّدوا حتى بإظهار احترامهم له.. دعك من مطلوبات إنفاذه وتهيئة مناخ نجاحه.! ثم يأتي دور مناصري الانقلاب أو الذين أبقاهم على رأس الخدمة المدنية والوزارات (حسب ظن الانقلاب الحسن فيهم) وأنت تعلم يا صديقي معنى أن يظن بك الانقلاب ظناً حسناً.. (هنا عليك أن تتحسّس رأسك)..! فهذا معناه ان الانقلاب يرى فيك سوءاً يشبه سوءته.. وإن لم يكن ذلك فهو -على اقل تقدير- يرى فيك (هشاشة وطنية) أو ميلاً للانتهازية (لا قدر الله) أو قبولاً للاذعان.. أو الطمع في المناصب.. أو انه يرى فيك استصغاراً للقيم والمبادئ في مقابل المنفعة الشخصية… وإذا أجاز الانقلاب شخصاً في موقع قيادي بمؤسسة أو هيئة أو وزارة فمعنى هذا انه يدمغه بدمغة الفلول..وهذا كلام عام يشمل كل الذين قبلوا بأن يكونوا بيادق في أيدي الانقلاب..!
دعوة وكيل وزارة الخارجية (السفير دفع الله الحاج) إلى فك تجميد أنشطة السودان في الاتحاد الإفريقي يجب الحذر منها..فهي (دعوة ملغومة) تريد تسويق الانقلاب للمجتمع الإقليمي والدولي؛ إنها إشارة مفخخة يجب التوقي منها..!! فالاتحاد الإفريقي ليس كله (عسل على لبن) ففي تلافيفه كما ثبت من وقائع سابقة متواطئون وبعض الذين يقبلون (المظاريف) أو (المصاري) كما يقول الشوام..!
لقد حاول الوكيل مثلما يفعل البرهان وقادة الانقلاب التلويح بأن السودان يشهد (تطورات ايجابية في العملية السياسية) بما يستدعي عدم تجميد نشاطه في الاتحاد الإفريقي.. ودعا الوكيل مجلس السلم والأمن الإفريقي إلى أن يلعب دوراً فاعلاً (كما قال) لدعم المرحلة الحالية..(يقصد مرحلة السلطة الانقلابية) التي لم تتوقف حتى الآن عن قتل الناس وقهرهم وتعطيل حكم القانون بل الاجتهاد في صناعة المناوئين لاتفاقها الذي وقعته بيدها.. وتريد أن (تسترزق) من خلاله..! ودونك مساعي الانقلاب في تجميع الفلول وخطابات البرهان وكباشي وجبريل ومبادرة (الشيخ الجد) ولقاء المخابرات المصرية و(لميم وخميم ملتقى القاهرة)…!
يقول وكيل الخارجية إن تجميد الاتحاد الإفريقي لنشاط السودان سيحرم الأسرة الإفريقية من مساهمة السودان الايجابية في الشأن الإفريقي.. أي مساهمة يمكن أن يقدمها هذا الانقلاب الجاهل..؟! وأين هي (التطورات الايجابية المضطردة) التي يتحدث عنها السيد الوكيل..؟! وأين هي (الخطوات المشجعة التي اتخذتها حكومة السودان) على حد قوله.؟! هل هناك حكومة في السودان أصلاً..؟! .. ألم يستمع السيد الوكيل إلى قادة الانقلاب أنفسهم يقولون إنهم عجزوا على مدى 16 شهراً وحتى الآن من تشكيل حكومة بالبلاد..؟! هل يقصد (حكومة الوكلاء) التي لا مثيل لها غير سلطة الاحتلال البريطاني التي كان يسخر منها الصحفي الوطني الرفيع احمد يوسف هاشم ويسميها (حكومة المفتشين)…الله لا كسّب الإنقاذ..!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى