الرأي

دبوس كيزان أم جِرٍِق

دبابيس

ابووضاح

من أشهر أقوال الشاعر العراقي أحمد مطر مقولة يقول فيها: “انهم يكذبون بمنتهى الصدق ويغشون بمنتهى الضمير وينصبون بمنتهى الأمانة ويخونون بمنتهى الإخلاص ويُدمّرون بلدانهم بكل وطنية ويقتلون أخوانهم بكل إنسانية”…..

ويقول الكاتب المغربي أحمد عصيد في تعليقه على البيان الذي أصدرته لجنة الأخلاقيات التابعة لحزب “العدالة والتنمية” (وهو حزب الاسلاميين في المغرب الشقيق) والبيان متعلق بوزيرين من عضوية الحزب خالفا القانون وانكشف امرهما فاصدر الحزب بيان يقول إن الوزيرين قد خرقا القانون فعلا، لكنه يتدارك ويقول إنهما فعلا ذلك بكل “نزاهة” و”شفافية”…..

وعلق الكاتب المغربي أحمد عصيد على ذلك قائلا:

إن لـ”الإخوان” مشروع دولتهم الخاصة ولهم منطقهم الخاصة ولغتهم الخاصة ومفاهيمهم التي ليست كمفاهيم غيرهم، ومن هنا صعوبة العمل معهم بدون مشاكل، ولهذا فربما في منطق هؤلاء يجوز ما لا يجوز عندنا في اللغة المعتادة……

وفي بلدي بلد الخير والطيبة….

عراب الاسلاميين د. الترابي

نبتسم عندما نقرأ مثل هذه التعليقات من اخواننا العرب عن الاسلاميين……

لييييييييه؟؟؟؟

لأننا نعرف ذلك منذ زمن……

فنحن جربنا دولة الاسلاميين ولازلنا نعيش التجربة ونعرف الاسلاميين (In & out) بجميع انواعهم…..

فنحن عاشرناهم وهم في طور الثعلب المكار ابان ديمقراطية 1964 ثم في طور الحرباء ابان المصالحة مع النميري…..

ثم عشناهم وهم في طور الموية تحت التبن ابان الديمقراطية الثانية التي انقلبوا عليها بعد أن كبرت اسماكهم في الموية تحت التبن…..

فظهروا في المرحلة الجديدة في انقلاب 89 منهم التمساح الذي يبلع دون ان يمضغ ومنهم والهامور والبلطي والقرقور والقرموط والقريدس والجمبري والكابوريا……

ثم خلعتهم ثورة ديسمبر وحبس منهم من حبس وهرب من هرب واختفى بين الحشائش النيلية من اختفى ولكن الثورة غفلت عن نوعين منهم وهما سمك البَرَدَة والقواقع المبرومة حادة الرأس…..

و(البَرَدَة) وتعرف في مناطقنا باسم أم جِرِّق (بكسر الجيم وكسر وتشديد الراء) هي سمكة تصدر تيار كهربائي يصعق كل من يمسك بها لذلك اذا علقت في شباك الصيادين فانهم يلقون بها في البحر مرة أخرى…..

والبردة اذا صادفت شخص يعوم في البحر فهي تستطيع أن تشل حركته وتغرقه مهما كان سباحا ماهراً…..

أما القواقع المبرومة حادة الرأس وتعرف عندنا بالسرينكال فهي توجد على الشاطئ وتطعن القدم اذا وطئها الانسان وهي الناقل الرئيسي لطفيل البلهارسيا…..

ولا أحد يشكك في أن حكومة انقلاب الموز هي امتداد لحكم الاسلاميين ولكن هذه المرحلة تتميز بأن معظم اسماكها من نوع البردة أو (أم جرق)، من قادة القوات النظامية بانواعها الحلال منها والحرام والمليشيات المسلحة التي اعتلت الساحة في غفلة من الزمن واصبح من الصعب الامساك بها…..

فمن ذا الذي يستطيع أن ينكر أن الشق العسكري في الحكومة الانتقالية قد صعق الشق المدني ولحقه امات طه…..

ومن ذا الذي يستطيع او يدعي انه يستطيع أن يلمس الدعم السريع دون أن يموت او تشل اطرافه…..

وقس على ذلك مليشيات الحركات المسلحة وتمازج وما ادراك ما تمازج….

ولا ننسى القواقع من الكيزان ودورها في نقل البلهارسيا الى جسد الوطن العزيز، لتظل تنخر فيه من الداخل الى أن يخر ميتا……

فالقواقع موجودة في جميع اجهزة الدولة وخاصة الاجهزة الأمنية والمالية والقضائية والاعلامية وهم يكذبون بمنتهى الصدق ويغشون بمنتهى الضمير وينصبون بمنتهى الأمانة ويخونون بمنتهى الإخلاص ويُدمّرون بلدانهم بكل وطنية ويقتلون أخوانهم بكل إنسانية”…….

بلد تقول معمول لها عمل…..

يفكوها من كيزان السجم تقع في كيزان الرماد…..

ثم السلام على من اتبع الهدى ولا سلام على أي ظلام جهول……

….ء…..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى