الرأي

خطاب بايدن وصفحة أبوهاجة السوداء


د. محمد عبد الحميد
جاء خطاب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة 2022م، وقد ركز على ما أسماها (حرب الرجل الواحد) في أوكرانيا، وإصلاح الأمم المتحدة بتوسيع عضوية مجلس الأمن، والتغيرات المناخية وآثارها على غرق ثلث أراضي باكستان، والجوع الذي ينهش في أحشاء القرن الأفريقي، والحد من انتشار الأسلحة النووية في إيران وكوريا الشمالية.
كما تطرق لحقوق الإنسان في فنزويلا، والهدنة في اليمن، وجهود المصالحة في إثيوبيا، والصراع الفلسطيني- الإسرائيلي وضرورة العيش المشترك، ونضالات الإيرانيات الباسلات في شوراع طهران من أجل الحرية، وشَجَبَ نزعات تطرف حركة طالبان تجاه النساء والفتيات وحرمانهن من حقوقهن الأساسية، واضطهاد الأقليات في بورما وسنجار بالعراق.
بيد أنه لم يأت على حرية سُلبت في وضح النهار من السودان، ولا لآمال عريضة قد دُحرت تحت سنابك المصفحات والمجنزرات في شوارع الخرطوم، ولا لموت مجاني لشباب عاري الصدر أمام آلة قمعية باطشة. يبدو أن الحكاية قد تمت روايتها من البداية للنهاية في الغرف المغلقة قبل أن يُسمح لها أن تُتلى من على منبر الأمم المتحدة الحر، وأن صفحة حالكة السواد قد تم التوقيع فيها بالأحرف الأولى سرعان ما سيكتشف الثوار الأحرار فحواها، أن سيد البيت الأبيض -وبعد أن جردَ حسابات الربح والخسارة- لن يصيخ السمع إلا لمَن يضمن له “الاستقرار” ثم “الاستقرار” ثم “الاستقرار”. وأن صكاً بشرعنة الديكتاتورية قد مُنح مع تأشيرة الدخول لبلاد العم سام، ليتسنى لرواة الحكاية أن يسردوها من البداية للنهاية، أو هكذا قالوا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى