الرأي

حكومة البوكو

خليل محمد سليمان

حقيقة يجب ان يعلمها الجميع، وكتبنا من قبل ان سعر الوقود في السودان اعلى سعر على كوكب الارض.

هل تعلم عزيزي عندما تجاوز سعر جالون البنزين لخمسة دولارات في كلفورنا غادرها 30% من سكانها؟.

هل شاهدت عزيزي تسجيل لسيدة امريكية وهي تبكي، وتندب حظها عندما وصل سعر الجالون الى هذه الاسعار الجنونية، والقياسية التي لم يسبق ان وصلتها في التاريخ.

مع العلم ان الحد الادنى للإجور لا يقل عن 13 دولار للساعة في افقر الولايات الامريكية.

كل ذلك كان نتيجة لحرب اوكرانيا وهي في بداياتها، وما احدثته من ربكة وخلل، سرعان ما بدأ التعافي، والإستقرار بفضل التدابير الإقتصادية المحترمة في الكثير من دول العالم التي تعمل لأجل شعوبها.

في السودان حيث تحكمه عقلية البوكو ظللنا خارج حركة التاريخ، والحاضر، والمستقبل “إنه كوكب السودان”.

هل تعلم سيدي اننا تجاوزنا الاسعار العالمية قبل حرب اوكرانيا بكثيييير.

بالامس تم الإعلان عن اسعار جديدة للمواد البترولية بأسعار تقل عن السابق، فبعد هذا الإنخفاض يظل السودان الاغلى حسب الاسعار العالمية.

المعلوم انه دخلت البلاد كمية من الوقود البوكو، ايّ والله بوكو..

يعني حسب التعريف تسمى سوق سوداء.

يعني عمل عصابات، وأفراد خارج إطار الدولة، والمؤسسات.

يعني وجود اموال خارج الاطر القانونية يعني (غسيل اموال) يمكن إستخدامها في ايّ انشطة محرمة.

“بالبلدي كدا تغيب الشفافية، والمؤسسية” يعني لا يمكن معرفة سعر الشراء الذي بموجبه يُحدد سعر البيع.

الخلاصة ..

عدنا الى المربع الجهنمي حيث تتعامل الدولة بروح العصابة ليُدير امرها سماسرة، وتجار تنشط تجارتهم في عرض البحار من مواد مهربة، واسلحة، وغسيل الاموال، وما ادراك ما المخدرات.

تراكم هذه الافعال سيضعنا في عزلة جديدة لأن كل حركة التجارة الدولية مراقبة، وتخضع الى معايير.

اخيراً ..

سعر اللتر اليوم يساوي سعر ملأ التنك ثلاثة مرات تقريباً ايام اللص المخلوع مع ذلك الحال وصل من السوء الى سقوط النظام، وذهابه الى مزابل التاريخ، وبذات القدر الآن الحال يغني عن السؤال.

يعني المسألة ليست في غلاء الاسعار، او رخصها.. الامر يرتبط بالدولة ذات المؤسسات التي تعمل حسب القانون، حيث الشفافية.

إنها التجارة التي تملأ جيوب السماسرة، واللصوص حد التخمة، قل السعر، او زاد، وتحرم كل فئات الشعب من الغذاء، والدواء، والحياة الكريمة.

كسرة ..

اسألوا الفريق ابراهيم جابر عن السمسرة في عرض البحار ، والتجارة في الظلام، من بترول، وسلاح، وكل انواع المحرمات..

نفس الملامح، والشبه، ومكانك سر ايها الشعب المكابد الصابر المحتسب.

*نقلا عن الراكوبة

[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى