الرأي

حجة البرهان الباطلة: إعادة دمج (الجزء الذي لا يتجزأ من الجيش)..!!

افتضح بالكامل موقف البرهان وجنرالاته و(وقفوا عراة في السهلة)..في موقفهم الأخير من التحجج بضرورة الإسراع بدمج قوات الدعم السريع في الجيش ورهن الاتفاق السياسي بهذه الإجراء..!!
وحتى نوضح ما نريد قوله نحن لا نتحدث هنا عن الدعم السريع ومشروعية أو عدم مشروعية دمجه في الجيش..ولا نتحدث عن الاتفاق الإطاري..نحن نتحدث عن موقف البرهان وجنرالات الانقلاب وهذه (الخرخرة) التي لا تليق حتى بصبيان الملوص..! فقد انزلق هؤلاء الجنرالات الانقلابيين إلى حجة سقيمة مضحكة وأصبح دمج الدعم السريع فجأة (حجوة أم ضبيبينة) والقصبة التي يريد بها البرهان وجنرالات انقلابه عبور النهر..والهروب من استحقاقات الواقع والتملص من التزامات الفترة الانتقالية وعرقلة العودة للحكم المدني..بدلاً من إنهاء هذا الانقلاب الفاجر..!
الأرانب في جحورها تعرف إن هذه الحجة التسويفية التي لجأ إليها البرهان ومكوّنه الانقلابي حجة باطلة و(حيطة مايلة)..فهو يشترط تحديد مواقيت عاجلة لدمج الدعم السريع في الجيش ..! طيب لماذا لم يقم البرهان بهذا الدمج بعد سنتين من السلطة المطلقة بعد انقلابه وهو على رأس الجيش ومعه جنرالاته الانقلابيين وبيدهم كل السلطة لأن الانقلاب (سلطة مطلقة) ولا يحتاج إلى شرعية ليعوس (ما يريد عواسته) بغير استئذان من أحد..فالانقلاب هو حُكم (جبري قسري مُغتصِب) وحالة استثنائه ينفرد فيها حفنة من الجنرالات بفعل ما يروق لهم بغير قانون وبغير إذن من الشعب أو البرلمان أو القوى السياسية…فلماذا لم تقم بهذا الدمج يا شيخنا البرهان ويا كباشي ويا إبراهيم جابر ويا جنرالات الانقلاب الشطّار المغاوير الحريصين على وحدة الجيش وقوميته..!!
عندما كان الناس يعترضون على قوات الدعم السريع وما تقوم به باعتبار انها مليشيا خارج الجيش..ماذا كان يقول البرهان..؟!. لقد كان البرهان يقسم بكل (أنبياء بني إسرائيل) بأن الدعم السريع هو (جزء لا يتجزأ من الجيش).. كان البرهان يؤكد ذلك في أي مكان يتحدث فيه وفي كل حارة ومنعطف وميدان و(بنطون)..وهو يشوّح بيديه ويفرد أصابعه العشرة..فما الذي جعل الدعم السريع يحتاج إلى دمجه في الجيش مرة أخرى..وهو جزء من الجيش..!
ما الذي جعل الدعم السريع (فجأة) كياناً خارج الجيش يحتاج إلى (إعادة الدمج)..؟!! لا بد أن وراء الأشجار أموراً أخرى طرأت على البرهان وجنرالاته وجعلتهم يلجأون إلى هذه هذا الموقف المهترئ الذي يماثل الخرقة البالية و(المُعراكة) التي انقضت عليها السنين في (مسح الدوكة)..!!
لقد تسرّبت أقوال من إطراف الثلاثية التي تعمل على تيسير الحوار بين إطراف العملية السياسية وهي أقوال مخجلة سوف تلتصق بوجوه جنرالات الانقلاب والبرهان..فقد قال أحد هؤلاء الأجانب: من المؤسف أن البرهان وجنرالاته يساومون بأبناء شعبهم..!
هذا موقف مؤسف لا يليق برجال كبار السن وضعتهم (الصدفة التعيسة) أو وضعوا هم أنفسهم في مكان لا يجوز فيه اللعب لأنه يتعلق بمصير وطن مثل السودان بكل عظمه كيانه وتاريخه وارثه وشعبه.. !وهو موقف لا يليق بمن يدّعون تمثيل كيان كبير مثل الجيش السوداني..وبعد ثورة مثل ثورة ديسمبر العظمى التي فتحت أبواب الصباح وأشرعة الأمل لمعانقة فجر الحرية والعدالة والسلام…!
إذا كان هذا هو موقف البرهان أو فلول الإنقاذ التي تقف خلفه وأمامه..فهو في كل الأحوال موقف خؤون يرمي إلى تخريب الفترة الانتقالية وإشعال الفوضى..وإذا تم ذلك بوهم وأد الثورة فإنها من (أحلام الجعارين) التي يؤذيها شذى الورود..هذه مصائر وطن لا تقبل التلاعب..وهذه ثورة استشهاد وفداء ووصية شهداء..!
ماذا يريد هؤلاء (العنقالة) بالوطن..؟ كما يقول محجوب شريف (كفايه…كفايه../ كفايه جراح / أي زيادة حنبقى نفايه / ويبقى الطمي في العين سفايه / وكل وطنّا بيوت أشباح..) الله لا كسّبكم..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى