أعمدة غير يوميةالرأي

حاجة التومة بت خيرالله.. الانقلاب.. وأحمد وحاج أحمد

مجدي إسحق

گأنه البارحة….
عندما دخلت طوالي على حاجة التومة أصلا الباب مقلوع من زمن جدي الطيب لمن كسره بيده من الزعل بعد أولاد عمه جو بالليل من البلد وهم ماشين الغرب قالو يبيتوا عندو… دقوا الباب ومافي زول سمعهم… وطوالي واصلوا في سفرهم…. الحله كلها بتتذكروا شايل الفاس وبكسر في الباب وهو بيقول (بابا بيصد الضيفان حرم علي حرمان)…
في تحت شجرة النيم الكبيرة لقيتها متوسدة توب الزراق ومتكية على عنقريبها الهبابة وقدامها جبنة القهوة… وظاهر عليها الضيق والزهج.. وقبل ما ترد السلام كويس قالت لي (المابزهجني شنو انت عارفني ما بدور الكلام المغتغت وفاضي وخمج)…. قلت ليها قولي بسم الله واحكي لي الحاصل شنو ان شاء الله خير…. إتكت وصلحت توبها وكبت لي فنجان وقالت (الخير بيجئ من وين.. وفي خير الدنيا دي فيها زي شيخ بابكر والمفعوص سيد الجزار) (صحي نحنا العملنا للحنابر قنابر.. وبقى عندهم رأي)
(ياولدي الحصل مشيت الصباح على الجزار اجيب الخضار واللحمة القى الناس زهجانة و متجمعة قالوا ما في ضبيحة الليلة… والخضار ما جاء لانه اللوري مالقوا ليه جاز) (في نص الناس شيخ بابكر وسيد شاقين حلاقيمهم على الناس ويقولوا ليهم ده كله منكم شلتوا ود العمدة الزول السمح وخليتو البلد ما سكنها ناس اللجنة الشعبية)…. والله يا ولدي ما إستحملت الكلام الفارغ ده ووقفت ليك عليهم وقلت ليهم (هوووي يا شيخ بابكر وياسيد… بطلوا الاستهبال والمسخرة وماتل خبطوا الكلام وتكوجنوهوا… مافي فرق بين أحمد وحاج أحمد) (نحنا ود العمدة طردناه وتاني ما بيمسك رقبتنا .. والعمودية مافي ليها رجعة واللجنة الشعبية دي برضه بنطردها وبنجيب اولادنا ويمسكوها لكن ما بنرجعها لي ود العمدة الحيران). (اللجنة الشعبية هي ذاتها فرقها من ود العمدة شنو ما هم ناسو وجماعتو مش ياهم ناس حسن ود السرة وصديق الغفير) (لمن جو يختاروا الناس لي اللجنة شاوروا زول ولا اختزناهم نحنا… ما كلها طبخوها مع مفتش المركز صاحب ود العمدة… ولا قايلننا ماعارفين… العربيتوا كل ماتجئ الحله بتتملي بصفائح السمن والعسل من ود العمدة… )

(صحي ود العمدة في زمنه كان مخوفكم وبيجيب ليكم الخرفان من قطعانوا والخضار من زراعته بيحدد السعرو ما بيهموا حال الناس وانتو ساكتين عشان خايفين وفيكم المستفيدين) (صحي زمان الكان بيسرقنا ودالعمدة وحده… وقادر على جداده وقاهرهم… لكن بعد مافات هو لسه ماسكنا بس من بعيد بعد ما سلمها لي جماعته… منو العمل للجداد ريش غير ودالعمدة.. قاعد في ديوانه وبيحرك فيهم.. منو الخلى ود السرة يمسك اللجنة وصديق المابيفك الخط يمسك التعاون) (صحي بقت ليكم حارة لمن ود السرة بقى يأكل من جهة وصديق يلغف من جهة وكل واحد بقى سيد البلد و يعمل الدايره …ونسيتوا الجابهم منو والبحركهم منو) قلت ليهم ورفعت ليهم اصبعي في وشهم المسنوح دااك

(ود العمدة كان مصيبة ربنا ريحنا منها… لا بنندم على مشيته ولا بنتحسر على زمنه.. بالعكس كل يوم بنلعنوا وكل ما تضيق علينا الليلة بنرفع يدنا ونقول الله يجازي الكان السبب…. الجاب مصيبتنا الهسه دي.. الله لا يبارك فيهم وفي ود العمدة لأنه هو سبب المصايب وللإبتلاء والخازوق الحاصل ده كله من أيده وهو العملوا فينا… الله لا بارك فيهو)…..
ياولدي مافي فرق بين أحمد وحاج أحمد..
ملامح جلستي مع حاجة التومة وهي زعلانه.. لم تفارقني… تستحضرها آلام الحاضر المأزوم.. وأفكر في من في نفسه مرض ليقارن بين مصيبة امبارح وكارثة الليلة؟
نراهم شامتين الليلة على وضع البلد.. يتحسروا على عهدهم المأزوم… كأن الحاضر ليس نتاجهم وسوء صنيعتهم.. وكأنه ماضيهم لم يكن منبع كارثتنا ومصيبتنا… وهم يعلمون لا فرق بين أحمد وحاج أحمد الا بمستوى السوء والفساد.. ولا فرق بين دقن الضلال والنفاق وبندقية القهر والإستبداد… فكلاهما من نفس المصدر.
فمن الذي هدم جهاز الدولة وجعله تابعا للتنظيم؟
من الذي جعل من الجيش يفقد كرامته وهيبته…. يفقد دوره المقدس حاميا للوطن والمواطن بل ليصبح مجرد سلاح في صدر المواطن يحمي النظام ويغض الطرف عمن يحمل السلاح ويعوث في الوطن فسادا ونهبا.. بل يؤدي له التحية عن ذل وهم صاغرون؟؟
من الذي جعل الوطن فريسة الميليشيات التي صنعتها اياديهم فخرجت على القانون فاصبحت عبئا ووبالا تنهب الموارد وترعب المواطن وتستلب الوطن وتصبح كارثته الأكبر..
من الذي فتح الوطن للمصالح العالمية فدخلت وتغلغلت تستلب موارده ليصبح ضيعة تسرح فيها الدول والمنظمات الامنية والعصابات ومعاقل الإجرام؟
فمن الذي أطلق شيطان القهر من قمقمه.. بل من صنع شيطان القمع واعطاه شرعية من روحه وصفاته الهالكة؟؟وهل هناك فرق بين شيطان اليوم ومن صنعه في الأمس القريب..
هي تساؤلات لو عاشت حاجة التومة لواجهت شراذم الافك وخفافيش الظلام لما زادت على ما قاله شيخ بابكر بأن ما تعمله بإيدك يغلب أجاويدك… ولنظرت في ملامحهم الكئيبة ولبصقت على تاريخهم الذي افرز واقعنا ومازال يخنقنا… فلا فرق بين لحية الضلال وبندقية القهر التي أنجبتها….
لوقفت حاجة التومة صامدة تصارع واقعنا الأليم الذي جاء من رحم الماضي القبيح.. كلاهما وجهان من القهر، الفساد. لا مفر سوى تجاوزهم.
ولو عاشت حاجة التومة لقلنا.. مرحبا بالوعي.. الذي يرى كارثة اليوم ابنة فجيعة الأمس… ولا يجامل بين سوء أحمد وقهر حاج أحمد وسننحني للشجاعة والوضوح وعدم المساومة بينهما لأن الحاضر القمئ هو إمتداد لماضي القهر والفساد وابنته التي لا يستطيع إنكارها… وسنقف نصدح بكلماتها.. وسنقول نعم لا فرق بين أحمد وحاج أحمد…..
وسنهتف حاجة التومة للسيادي..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى