ثورة لا تعرف الانكسار..!!
د. مرتضى الغالي
ما لم يفهمه الانقلابيون ان هذه الثورة لن تنكسر وانها جاءت من مخاضات عظيمة.. وان الشعب قد ادرك سوء ما تركته الانقاذ خلفها من شرور وادران وعاهات ولا يهم كثيرا او قليلا اذا جهلت او تجاهلت بعض القوى الاقليمية او حتي العالمية ما يدور في السودان وغفلت عن ارادة شعبه التي يعلنها شباب الثَورة كل يوم بمواكب الفداء المتتابعة حتي اقترب عدد الشهداء منذ (انقلاب تصحيح الاوضاع) من المائة شهيد.. وما يزيد عن 4 الاف من المصابين تتنوع حالات اصابتهم (وهي نياشين بطولة وكرامة) من فقدان اطراف وعيون الى عاهات وتشوهات مستديمة وحالات شلل علاوة على. الطرد من الوظائف وتزييف اتهامات وتلبيس جنايات من اخونجية ينطقون بلسان الشرطة والنيابات.. كل هذا ويعلن مستشار البرهان العسكري عن اغرب َيمكن ان يسمعه االانسان من قلب للحقائق.. فقد قال (معاليه) ان استهداف القوات النظامية استهداف للامن القومي..و لا يمكن السماح باستمرار الفوضى..!!! هذا هو الكلام العجيب الذي صرح به مستشار البرهان: فمن الذي يستهدف القوات النظامية.. ؟ومن الذي يطلق الفوضى في البلاد..؟؟ ومن الذي قتل 93 من الشباب المسالمين الذين يدعون للحرية والعدالة وتتم مواجهتهم بالرصاص الحي في الرؤوس والصدور.. بينما لا احد يتصدى للصوص المسلحين وجماعات النهب والعصابات الذين يقتلون الناس داخل البيوت وفي الطرقات.؟
هذا هو ماظللنا نسمعه َونراه من قادة الانقلاب منذ اليوم الاول لهذا الفعل المشؤوم الذي صدر عن نوايا انقاذية خبيثة لمنع وصول الثورة لاهدافها وبهدف حرمان الشعب من ثمار تضحياته وخنق معيشته والحط من قدر الوطن عبر هذا الانقلاب المشؤوم.. ولا تفسير لهذا الانقلاب غير أنه وليد الخوف من دولة القانون والعدالة ومن ملاحقة الحرامية والقتلة ومن منع سرقة موارد الدولة واعادة عوائد ثرواتها للخزانة العامة.. هذه هي الدوافع الحقيقية وراء الانقلاب.. وكل ما عدا ذلك اكاذيبو (جلافيط) احاديث سخيفة مقززة لا يقبلها (مخ الديك) مثل الحديث عن تصحبح مسار الفترة الانتقالية واستعدال مسيرة الثورة..!! والناس يرون اعادة تمكين الانقاذيين واطلاق سراح اللصوص واعتقال الثوار ومعاقبة من اوكلت لهم الثورة مهمة تفكيك نظام الانقاذ ودفن (جيفة المؤتمر الوطني) حزب العار وبؤرة الاجرام وملتقى اللصوص ومعول الخراب.. صاحب التدمير الممنهج للوطن والمسؤول الاول عن تلطيخ وجه السودان بالأوحال والقاذورات ونشر الفساد بكل ضروبه.. والانتهازية وقلة القيمة في اسوأ صورها وافظع تجلياتها..!
هذا هو حديث (معالي) مستشار البرهان العسكري.. الشباب يستهدفون القوات النظامبة و(سيادته) لن يسمح بالفوضى… هو يعلم ان انقلابهم يرعى ويدعم الانفلات..!! فهل الفوضى في التظاهر السلمي ام في قتل 93 شابا في مسيرات مَدنية سلمية. واصابة الالاف بالرصاص.. هل الفوضي في المسيرات السلمية ام في نهب الممتلكات وانتهاك حرمات المتاجر واقتحام البيوت والميادين بمن يرتدون الازياء النظامية…؟!
هل اليوم هو السادس من ابريل.. اذن انه لقاء الثورات ومواكب الاحرار ومهرجانات الفداء .. انها ثورة ديسمبر جامعة نداءات الحرية والكرامة.. ولا نامت اعين الجبناء..!!
