الرأي

تهنئة لعمومية الأطباء: الثورة نقابة ولجنة حي…!

إن الرمز الذي يجسّده دكتور مأمون لا يقف فقط على المعاني الإنسانية التي تتصل بمهنة الطب وإنما يمتد الأمر إلى قيم الوطنية والحرية والديمقراطية والعدالة

(الثورة نقابة ولجنة حي) نعم ما أذكى وأجمل وأشمل هذا الشعار..! حيث لا بد من إغلاق المنافذ أمام الفلول الذين يتلصّصون في مواقع العمل وفي زوايا الأحياء ينشرون السموم ويريدون إيقاف دولاب الثورة عن الدوران حتى ينجوا بجرائمهم وسرقاتهم.. إنها لصفعة محُكمة في وجه الفلول ومن أجل تعافي الوطن من هذه الشراذم.. حتى ينطلق إلى الأفاق المُزهرة الواعدة..!
من هنا كانت نسائم العافية التي جاءت مع النجاح الباهر لجمعية الأطباء العمومية وانتخاب اللجنة التمهيدية للنقابة.. وكان من حُسن الفأل ومن تجليات هذا اللقاء المبارك أن شرّفه بالحضور الطبيب الباسل الإنسان (دكتور مأمون حسين) الذي جسّد مِن على كرسيه المتحرّك قيم المهنة وهو يشد على أيدي رفاقه الأطباء وأجيالهم الجديدة ويقول (لا تدعوا الطب يدخل السوق).. عبارة موجزة تحمل في تضاعيفها من المعاني ما لا تتسع له الصحائف..!
إن الرمز الذي يجسّده دكتور مأمون لا يقف فقط على المعاني الإنسانية التي تتصل بمهنة الطب وإنما يمتد الأمر إلى قيم الوطنية والحرية والديمقراطية والعدالة عندما وقف هذا الرجل كالطود الشامخ أمام جبروت الإنقاذ وهو يتلقّى حكم الإعدام باسماً مرتاح الضمير حتى أخاف (رعاع بيوت الأشباح) وجهاز أمن المخلوع بكل مَنْ فيه من أدعياء جبناء و(لاحسي كوع)..! بل لقد زلزل الرجل أركان الاخونجية وشيوخ ضلالهم وهو يرفض أن يستعطف أو يسترحم أو يتزحزح قيد أُنمُلة من موقفه بعد أن نقلوا زنزانته إلى جوار المشنقة واخذوا (مجدي ورفيقه) من أمامه إلى مقصلة الإعدام.. وظل الرجل على إقراره بمسؤوليته عن إضراب الأطباء بجِنان ثابت لا يحدّث نفسه إلا بالثبات على المبدأ (مكانك تُحمدي أو تستريحي)..!
لا بد أن تتوالى الجمعيات العمومية حتى تعود الحركة النقابية إلى ازدهارها.. فالنقابات هي عماد الحكم المدني.. وهي مع الأحزاب والكيانات السياسية والمدنية صمام الأمان والحماية للوطن من غيلان الشر وهواة الانقلابات التي أوردت بلادنا موارد الهلاك وجعلتنا في مؤخرة ركب العالمين.. وما انقلاب البرهان هذا إلا مثالاً للخراب العميم الذي تجلبه الانقلابات للأوطان..!
لقد سارت نقابة الأطباء على حذو نقابة الصحفيين الأحرار الذين اقتلعوا نقابتهم بممارسة ديمقراطية راقية من الأفاعي الذين كانوا يتسلّطون عليها لمناصرة الانقلابات وتزييف تمثيل الصحفيين.. وكانوا بحق (تربية إنقاذية خالصة) لا يفهمون من الركوب على ظهر النقابة غير (تحدير العمائم ولفح الشالات) والسفر للخارج والولوغ في الاختلاسات وسداد الدين لأولياء النعمة الحرام والدفاع عنهم حتى وهم يقتلون الناس في الطرقات..!
لا بد من الإسراع بإعادة كل النقابات عبر جمعياتها العمومية وفاءً لاستشهاد (على فضل ورفاقه) تحت أيدي الزبانية.. فلا يكفي عودة نقابة أو نقابتين..(عصفور واحد لا يصنع الربيع)..!
تهنئة خالصة للمُنتخبين لنقابة الأطباء التمهيدية… ومن المعلوم أن للأطباء السودانيين بالخارج هيئات وكيانات نقابية على درجة عالية من التنظيم والكفاءة.. ظل قلبها على الوطن وإنسانه وقدّمت خدمات جليلة عديمة النظير على طول (الثلاثين الكبيسة)..! وهي تضم أطباء على قدر عالٍ من التأهيل وحُسن الصيت والوطنية الباذخة…. وكانوا بحق سفراء للوطن بالخارج.. في حين كان معظم الذين تسنمّوا دبلوماسيتنا الرسمية في (عهد الإنقاذ الأغبر).. والآن تحت هذا (الانقلاب الأرعن) ممن ينامون ويصحون على الامتيازات وعد الدولارات.. ولا يعرفون من عملهم غير (تقديم أوراق الاعتماد) ثم يولون أدبارهم لمواطني المهاجر..!!
مرحباً بعودة النقابات.. ولا نامت عين المزوّر الأكبر (صاحب نقابة المنشأة) التي لا تجمع غير المتبطّلين والعطالى ولميم ورميم الأرزقية…!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى