تغذيةصفحات متخصصة

تغذية .. أعداد ابتسام محمد جمعة

علم التغذية وأثره العلاجي والصحي
حقيقة أن الغذاء الجيد والصحي يقي من الأمراض ويظهر الإنسان بشكل أبهى وأجمل وهذا الأمر مثبت بالأدلة العلمية الدامغة، فمنذ قرون خلت طور الإنسان علم التغذية وعلاقته بالصحة حيث عرف الإيطالي سانتوريو أول من أدخل التغذية في مجال البحث العلمي ونشر نتائج ما قام به عام 1614 حيث قام بمراقبة نفسه وقياس وزنه قبل وبعد الأكل وأثناء العمل والراحة والصيام والنوم والتعرق ووزن الأكل والشراب مقارنة بوزن البول والبراز ومن ثم أتت المحاولات والبحوث العلمية واجتهاد العلماء ليظهر الفرنسي لافوازيي الذي جاء بالمعارف الفزولوجية الأولى للأكسدة الكيماوية حيث درس العلاقة بين الغذاء والمأكول وضياع حرارة الجسم وكمية المستنشق وكمية غاز الكربون وكمية الحرارة التى ينتجها الجسم، تأتي نتيجة لحرق الأغذية مشابهة لاحتراق الأغذية خارج الجسم وخلص الى أن الضياع غير المحسوس من الغذاء ناتج عن ضياع ثاني أكسيد الكربون وليس التعرق غير المحسوس وأيد ذلك سانتريو وفي نفس الحقبة ظهر الدكتور جميس ليند الذي أكد أن بعض الأغذية تحتوي على مواد تمنع ظهور المرض وتعمل على الوقاية منه. وأثبت ذلك أنه نجح وأبهر العالم في علاج مرض الأسقربوط بعصير الليمون فقط وهو مرض من أعراضه نزيف اللثة والهذيان وآلام المفاصل ثم الموت وخلص أنه
مرض بسيط سببه نقص فيتامين (سي) وعلى هذا النهج تطور علم التغذية وزادت الحاجة والأهمية العلاجية.
كل شعوب الحضارات القديمة كانوا يعتمدون الغذاء كعلاج للأمراض كالحضارة اليونانية والطب الصيني والحضارة الإسلامية، وأوضحت الكم والكيفية ومن ثم بنى الدين الإسلامي قاعدة عظيمة تبين أصناف نعم الله في الأرض من تنويع وتوازن واعتدال استند عليها أطباء العرب كحارث بن كلدة في التداوي من الأمراض واستفاد مما ورد في القرآن بصريح العبارة فيه شفاء للناس ومن ثم تطورت المفاهيم الغذائية فأصبحت التغذية ضرورية في حياة المسلم في أنها تعين على تقوى الله والطاعة والعبادات وينعكس ذلك في وضاءة الوجه. كما أنها ثؤثر على سلوك الإنسان لذلك من المهم الاهتمام بمراتب الغذاء الثلاثة وهي الحاجة والكفاية والفضيلة .
للغذاء والتغذية الجيدة القدرة على إعادة ما أفسده الزمن ليشرق الإنسان بصحة جيدة على صعيد الشكل والمظهر والتفكير والحالة المزاجية والنفسية والعملية والعقلية والنشاط البدني لذلك نصف من تغير حالهم (بالترطيب) لأنه تحسنت لديهم علامات التغذية الجيدة. تحصلوا على الكمية الكافية من العناصر الغذائية، فالنظام الغذائي ضروري لتوفير الطاقة والبناء والحفاظ على أعضاء الجسم، ولعمليات التمثيل الغذائي المختلفة .

 

أهمية التغذية لمقاومة الأمراض والشيخوخة .
الفيتمينات والمعادن والأحماض الدهنية مهمة لصحة الجسم.
يتأثر الجلد والشعر والعيون بعوامل الطبيعة والعمر وتحديات يومية كمان أن التغيرات في الحالة الغذائية تغير في مظهرهم ووظيفتهم ومن أهم علامات التغذية الجيدة بشرة صافية مشدودة وجيدة اللون – الفك جيد التكوين والأسنان منتظمة- الشعر صحي وغير مقصف. – عيون صائبة براقة لا تتأثر سريعا بالضوء، وهذا ما يصبو إليه كل إنسان لذلك يجب أن نعرف الأسرار الغذائية التي تجعل الجسم يتمتع بالصحة وينعكس الأمر على المظهر الخارجي في الجمال والإشراق، السر هو التغذية السليمة وتناول الغذاء الغني بالفيتمينات والمعادن الضرورية، فيما يلي سنتعرف على أهم الفيتامينات والمعادن والمشاكل الناتجة من نقصها .
– فيتامين ب 12
‏له العديد الوظائف الفسيولوجية الهامة في الجسم لأنه يعمل كأنزيم قرين لعدد من الانزيمات ولتصنيع البروتين والدهون والأحماض النووية يساعد في تكوين خلايا الدم الحمراء في النخاع الشوكي.
‏يعمل على تصنيع مجموعة الميثيل وتحويلها الى حمض الفوليك. كما أنه مهم جدا للجهاز العصبي إذ إنه يحافظ على أغلفة الميلين التى تحيط وتعزل بعض الألياف العصبية.
‏يساعد على تحويل حمض الفوليك الى حمض الفولينك اللازم لتكوين كريات الدم الحمراء بصورة طبيعية في نخاع العظم.
‏ أعراض نقصه
‏الإصابة بالأنيميا (أنيميا أديسون) وتتميز بكبر كريات الدم الحمراء وانخفاض مستوى الهيموغلوبين، ونقص فيتامين ب12 يتسبب في ‏حدوث خلل في الجهاز العصبي نتيجة تحلل أغلفة الميلين مما يؤدي الى تخدير الشفاه وصعوبة المشي وبرودة الأطراف.
‏اختلال البصر من غير علة عضوية ظاهرة وتعرف الحالة بالكمش الغذائي.
‏الشعور بالضعف واللا مبالاة وآلام الظهر
يسبب نقصه في مظاهر جلدية، البهاق، التهاب الفم، تغيرات الشعر .
مصادر فايتمين ب12
الحليب والكبد والكلى والزبدة والدجاج والأسماك والخميرة والجبن والبيض النيء والحبوب البيضاء والخضروات الخضراء مثل السبانخ والفول السوداني والفواكه مثل التفاح والبرتقال وغيرها.
سوء الامتصاص هو السبب الأكثر شيوعًا لنقص فيتامين ب12 ومع تقدم العمر ينخفض معدل الامتصاص وخاصة لدى النباتيين نتيجة لعدم تناولهم الأغذية الحيوانية.
-فيتامين سي
من أكثر الفيتامينات التي علا شأنها وحظي برواج واستحسان كبير من علماء التغذية لأنه من أفضل مضادات الأكسدة يساعده على الوقاية من السرطان ويساعد في تكوين الكولاجين في التئام الجروح ويدخل في تركيب المواد اللاحمة الموجودة في الشعيرات الدموية، يحسن من أداء الجهاز المناعي، مهم جدا لأيض بعض الأحماض الأمينية لذلك يؤثر على بريق الجلد ونضارته.
أعراض نقص فايتمين c :
الأسقربوط هو مرض نقص فيتامين سي يتجلى في
انخفاض إنتاج الكولاجين وزيادة الهشاشة
الإصابة بالأديما والالتهابات المتكررة
حدوث نزيف في اللثة وتساقط الأسنان
بطء التئام الجروح نتيجة لعدم تكون مادة الكولاجين
مصادر فيتامين c
الجوافة، الفلفل الأخضر ، فواكه الحمضيات، والقونقليز الخضروات الخضراء والبطاطاس والطماطم والجبن والحليب وغيرها.
– فيتامين هـ
هو فيتامين معروف وهو ضروري لصحة الجلد. وذلك لأن فيتامين (هـ) أحد مضادات الأكسدة الفعالة. يتم تقليل ظهور البقع العمرية والتجاعيد وعلامات التمدد والخطوط عن طريق استخدام منتجات غنية بفيتامين هـ.
-مصادر فيتامين هـ
يتوفر في الأطعمة مثل الزيتون وبذور عباد الشمس والفول السوداني واللوز وجنين القمح والخضروات الورقية .
ويوجد في المنتجات التي تحتوي على ألفاتوكوفيرول .
– فيتامين أ(A)
يساعد على الرؤية في الضوء الخافت ويدخل في تكوين صبغات الإبصار ويساعد على تصنيع الأغشية المخاطية المبطنة لقرنية العين، يساعد على نمو العظام والأسنان.
أما النقص يؤدي الى الإصابة بضعف النظر والعمى والإصابة بجفاف القرنية كما يؤدي الى جفاف الجلد وتخشنه .
مكونات فيتامين (أ) تقوي الأوعية الدموية الدقيقة للعين وتؤخر شيخوخة أنسجتها وتمنع التلف، يؤدي دورا هاما في تقليل ومكافحة إرهاق العيون.
‏مصادر فيتامين أ
‏ الفواكه الصفراء، الجزر والمشمش والباباي والبطاطاس والقرع والذرة، الخضروات، البروكلي، الخس، الملفوف، الملوخية، وللاستفادة وزيادة الامتصاص يجب تناولها مع مصدر فيتامين ه الموجود في زيت جنين القمح وزيت الزيتون بإضافته
أهمية مضادات الأكسدة لصحة الجسم .
وحتى تكتمل صحة الجسم لابد له من الحصول على كمية كافية من مضادات الأكسدة، وهي مواد غنية بالفوائد الصحية وفعالة في الحد من أضرار الجذور الحرة والكولاجين والإيلاستين، الألياف التي تدعم بنية الجلد، وفي منع التجاعيد وغيرها من علامات الشيخوخة المبكرة.
هناك مغذيات مضادة للشيخوخة الموضعية تنقسم إلى أربع مجموعات من المواد التي تطبق موضعيًا وهي قادرة على عكس التغيرات الجلدية التي تظهر مع تقدم العمر عن طريق تحفيز تكوين ألياف الكولاجين والإيلاستين، وهي على النحو التالي:
زيوت الأفوكادو وفول الصويا
والصبار مشتقات فيتامين أ
أحماض ألفا هيدروكسي
معادن مضادة للأكسدة يحتاجها الجسم
1 – معدن السيلينيوم .
هو معدن مضاد للأكسدة مسؤول عن مرونة الأنسجة. كما أنه يعمل على تجنب تلف الخلايا بواسطة الجذور الحرة. يساعد على حدوث الأكسدة الفسفورية لإنتاج الطاقة تحتوي العلامات الجلدية المصاحبة على نقص تصبغ الجلد والشعر وتبييض الأظافر. قد يلعب دورًا مهمًا في الوقاية من سرطان الجلد، حيث يمكنه حماية الجلد من التلف الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية المفرطة.
مصادر السيلينيوم
يوجد في الحبوب الكاملة والبذور والثوم والجوز البرازيلي والبيض والأرز البني وخبز القمح الكامل والمأكولات البحرية مثل التونة وسمك السلمون.
معدن الماغنزيوم
يعمل على تنشيط عضلات القلب ويساعد على نقل المنبهات العصبية من خلية الى أخرى وضروري لعملية ارتخاء العضلات عن طريق تنشيط الإنزيمات التي تقوم بهذه العملية.
نقصه يسبب تشوش وفقدان الإحساس بالمكان والزمان، آلام وتشنجات في العضلات والرجفان والرعشة، حركات غريبة وشاذة في عضلات الوجه والعين.
من آثار نقصه؛ التعرق الشديد والتقيؤ والإسهال.
مصادر الماغنيزيوم
الصويا والمكسرات والحنطة السوداء والحبوب غير المقشورة والفاصوليا والبازلاء، نخالة القمح والخبز الأسمر، البيض.
أهمية الأحماض الدهنية :
كشفت دراسات عديدة أن اختلالات سريرية محددة ترتبط بنقص الأحماض الدهنية الأساسية بمجموعة من مشاكل تظهر بوضوح على جلد الإنسان. في صورة الجلد الجاف والمثير للحكة والآكولة وتقشر واحمرار والتهاب. تساقط الشعر علامة مميزة لنقص الأحماض الدهنية.
يرتبط تناول مستويات عالية من أحماض أوميغا 3 الدهنية بانخفاض عوامل الالتهاب . بالإضافة إلى ذلك، هناك دراسات توضح أن زيادة تناول أحماض أوميغا 3 الدهنية من خلال اتباع نظام غذائي غني بالأسماك والمأكولات البحرية يؤدي إلى انخفاض معدلات الإصابة بالأمراض الالتهابية.
وتعد الأحماض الدهنية ضرورية لرطوبة الأعين الجافة المرتبط باستخدام العدسات اللاصقة كما تعتبر حوامض الاوميغا3 والأوميغا6 الدهنية في المرتبة الأولى التي تعزز الإفرازات المرطبة للعين.
ويمكن الوقاية من أعراض نقص الأحماض الدهنية بتناول ملعقة أكل من الزيوت النباتية غير المشبعة.
أهمية السوائل للجسم
شرب الماء والسوائل طوال اليوم تضمن الترطيب المناسب للجسم ويساعد في تقليل جفاف الجلد يجب تناول حوالي 6-8 أكواب من الماء يوميا.

عيادة التغذية :
خضروات مفيدة للصحة
البقدونس :
مصدر ممتاز لفيتامينات سي يحتوي كل 100جرام منه على 200 ملغ فيتامين سي ويحتوي على فيتامين أ٫ ب والمغنزيوم والكالسيوم والبوتاسيوم ويحتوي على زيوت عطرية والفلافونويدز لذلك يمنح الطاقة ويسهم في تعديل المزاج فهو منشط يكافح التعب والتوعك الناتجين عن تقلبات الطقس. يسهل عملية الهضم ويخفف من المغص والغازات وعسر الهضم وشراب المغلي منه مدر للبول ما يجعله مفيدا في حالات احتباس الماء والبول والإصابة بالالتهاب واضطرابات الدورة الشهرية، كما أنه يقلل من فقر الدم لأنه يحتوي على الحديد يمكن تناول البقدونس عصيرا منعشا بإضافة النعناع والليمون.
الملوخية ( الخضرة )
من الخضروات الورقية والمفضلة لدى الكثيرين لما تتميز به من طعم وسهولة الهضم يتناولها الجميع في موسمها طازجة أو مجففة في فصل الصيف، وعرفها العالم مطبوخة وتفرد بها السودانيون مفروكة فقط ولكن يكمن سر حبها لأنها غنية بمكوناتها الغذائية كالماغنسيوم والبوتاسيوم والكالسيوم والحديد وفيتامين أ و ب، وتحتوي على نسبة عالية من الماء .
نصيحتي
التغذية من أنجع الحلول العملية الآمنة لمنع أو الحد من الجفاف وشيخوخة العيون والجلد، فحاولوا قدر الإمكان تحسين مستوى تغذيتكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى