تصعيد البرهان وحميدتي مفتعل للهروب من المساءلة
الخرطوم – علي التاج
قال الخبير العسكري، استاذ العلاقات الدولية والدراسات الاستراتيجية، اللواء ركن معاش محمد خليل الصايم، إن التصعيد العسكري الذي نشب بين الجيش والدعم السريع، مفتعل، بواسطة عناصر النظام البائد التي نشطت في تأجيجه.
واستبعد الخبير العسكري في تصريح لـ(الديمقراطي)، تطور التصعيد إلى نشوب حرب بين الطرفين، مشيراً إلى أن الأزمة سياسية يريد من خلالها قائد الانقلاب عبدالفتاح البرهان وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، ضمانات لعدم المساءلة القانونية.
وأضاف: “الشعب يتمسك بالقصاص للشهداء والمفقودين والجرحى، لذلك كل واحد منهم يبحث عن سحب نفسه من المساءلة”.
وهاجم الصايم، تحركات فلول نظام المخلوع البشير، وقال إنها “بدأت تنشط بصورة كبيرة، منها تنفيذ إفطارات وفعاليات رغم أنه تنظيم محظور من النشاط، والسلطات تغض الطرف عنهم، ما يؤكد أن لديهم صلة بما يحدث في المشهد السياسي خاصة مسألة التصعيد العسكري”.
وأوضح الخبير العسكري، أن الوضع الاقتصادي لا يسمح بتمويل حرب حال قيامها، مشيراً إلى أن الحرب المقبلة حال قامت ستكون أهلية تقضي على الأخضر واليابس.
وما انفكت قيادات فلول النظام البائد تلوح بالإرهاب وصناعة الفوضى في البلاد، ومن أبرز مخططاتها التي حذر منها مراقبون في وقت سابق هي النفخ في نار الفتنة بين الجيش والدعم السريع، لتندلع حرب يعود بعدها الكيزان للسلطة على جثث الشعب السوداني.
وقال مصدر لـ (الديمقراطي)، إن “البرهان يلتقي مع الفلول لأنه يعتمد تاكتيك حافة الهاوية كحرب نفسية لإخضاع الدعم السريع تحت سلطته، بينما يستفيد الفلول من تعبئة البرهان ومن التنسيق معه لحدود معينة، إلا أنهم يريدونها حرباً حقيقية يلقون فيها بالبرهان والدعم السريع معاً في الهاوية”.
وتفاقم التوتر بين الدعم السريع والجيش بعد إعلان قائد الدعم السريع اعتذاره عن انقلاب 25 أكتوبر، بعد أن اكتشف أنه كان يهدف لإعادة النظام البائد، ثم ألحق هذا الاعتراف بتأييده الاتفاق الإطاري.
ورغم أن مراقبين يشككون في دوافع حميدتي لتأييد الاتفاق الإطاري القاضي بسلطة مدنية كاملة، إلا أن المؤكد أن حميدتي فَهِم أن خيار عودة النظام البائد يعني تصفيته وقواته بالعنف الباهظ.
ويختلف حميدتي عن البرهان في أن الأخير يريد مواصلة انقلاب 25 أكتوبر وحيازة السلطة المطلقة عاجلاً، بتحريض ودفع فلول النظام البائد والمخابرات المصرية، فيما يبدو حميدتي أكثر صبراً ينتظر لحظات مواتية أكثر لاحقاً.