تحقيقات

تجاوزات في توزيع سلة رمضان.. شهر المساكين

 

مواطن: سلة رمضان توزع بـ (المحسوبية)

اشتكت مجموعة من المواطنين المستحقين للزكاة، من عدم حصولهم على سلة رمضان من قبل العاملين على توزيعها، في الوقت الذي كشف فيه مصدر بديوان الزكاة عن فساد وتجاوزات في توزيع سلة رمضان، ودلل على ذلك بعدد الشكاوى التي تصل الديوان من قبل المستحقين.
واتهم مواطنون ديوان الزكاة بـ (المحسوبية) والتجاوزات، مع عدم إشراك بعض أئمة المساجد في اللجان المسؤولة.
تحقيق – نسيبة فرحان

شكاوى المحتاجين
كشف مصدر مطلع بديوان الزكاة عن وصول العديد من الشكاوى إلى الديوان بسبب عدم وصول سلة رمضان لمستحقيها، وقال: “عدد الشكاوى التي تصل الديوان ضد مندوبي التوزيع الذين يتم اختيارهم عبر المحليات كبير جداً، مما يدل على عدم وصول الدعم المتمثل في السلة للمحتاجين”.
حجم الدعم
كشف الأستاذ فيصل حسن آدم، مدير المصارف، وممثل الأمين العام لديوان الزكاة الاتحادي، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في ختام زيارته لولاية القضارف، عن حجم ميزانية الدعم السنوي لشهر رمضان، وذلك لتدشين برنامج ما يعرف بـ (عطاء الإحسان)، أن ديوان الزكاة رصد مبلغ (856.27) مليار جنيه لبرنامج شهر رمضان المبارك للعام 1444هـ ، ليستفيد منها أكثر من (128.686) ألف أسرة وفرد في جميع أنحاء البلاد، وإطلاق سراح عدد (3000) نزيل من السجون على مستوى السودان، وذلك بعد إجراء عمليات الحصر وتحديد المستفيدين لتغطية برنامج (فرحة الصائم)، وإطلاق سراح نزلاء السجون، والعفاف، وأهل الخلاوي، ودعم المتعففين، والقوافل الدعوية، بالإضافة إلى دعم الأسر المتعففة.

سيدة تنتقد عدم إشراك النساء في توزيع الزكاة

ديوان الزكاة
قال مصدر مطلع بديوان الزكاة في تصريحات لـ (الديمقراطي)، إن ديوان الزكاة يقدم مليارات الجنيهات لكرتونة رمضان وفرحة العيد في كل عام للفقراء والمتعففين، حيث بلغ إجمالي المبلغ لكل ولايات السودان لهذا العام (856.27) مليار جنيه.
وصف المصدرـ الذي فضل حجب اسمه، المبلغ بـ (الكبير) إذا تم توظيفه بالصورة المثلى، موضحاً أنه يتم تكوين لجان تنسيقية على مستوى جميع ولايات وأحياء السودان، كل لجنة بها (6) أعضاء على النحو التالي: إمام المسجد، عضو لجنة المسجد في الحي، أحد كبار دافعي الزكاة في الحي، ممثل المرأة، ممثل لجنة التغيير والخدمات، عضو يختاره الحضور (ويجب ألا يكون ممثلاً للجنة التغيير كرئيس للجنة)، لتقوم هذه اللجان بالعمل على توزيع السلة.
أضاف المصدر أن لكل حي لجنة، وفي حال لم تكن هناك لجنة لأي سبب يتم التعامل مباشرة مع المستحقين والفقراء عبر لجان التغيير والخدمات حتى تكون هناك عدالة في التوزيع.
وأبان، أن ترحيل السلة مكلف مادياً، ونسبة للتكلفة العالية لترحيلها إلى الولايات، تمت إجازة قيمة نقدية بدلاً من توزيعها عينياً، لتوفير منصرفات الترحيل والعمالة ومستلزمات التعبئة.
وقال إن هذا يجعل عملية التوزيع تسير بنحو أفضل مقارنة بالأعوام السابقة، حيث بلغت قيمة السلة التي تم توزيعها هذا العام (50) ألف جنيه للأسرة الواحدة في العاصمة الخرطوم، وتتفاوت القيمة في باقي الولايات السودان ما بين (25 – 50) ألف جنيه للأسرة الواحدة.
أضاف المصدر أن الديوان يوزع الكرتونة أو السلة لبعض العمال في المؤسسات الحكومية، والهدف من ذلك مساعدة الأسر الضعيفة في شهر رمضان المعظم. وكشف أن ديوان الزكاة يوفر مبالغ مالية كبيرة، لكن نسبة الفقر في السودان عالية. وما بين تسليم زكاة رمضان حتى تصل للأسر المتعففة، تحدث تجاوزات. حيث يتم التوزيع بـ (المحسوبية) في بعض المحليات والأحياء، ويتم تجاوز المستحقين.

مصدر بديوان الزكاة: هنالك تجاوزات وفساد في توزيع السلة

وكشف كذلك عن شكاوى وصفها بـ (الكبيرة) تصل الديوان من قبل الأسر الضعيفة، يؤكدون فيها عدم وصول حصصهم من الزكاة، وأن هذا مؤشر على الفساد الذي يحدث في عملية توزيع سلة رمضان وفرحة العيد.
وناشد المصدر الجهات المعنية بعملية توزيع الزكاة، مراعاة الاختيار الجيد للجان التي تعمل على توزيعها حتى تصل الزكاة لمستحقيها، بالإضافة إلى وضع قوانين رادعة من قبل ديوان الزكاة الاتحادي لمحاسبة الفاسدين.
المستحقون
(الديمقراطي) إلتقت مجموعة من المواطنين المستحقين للدعم من الشرائح الضعيفة، استطلعتهم حول الدعم السنوي لسلة رمضان، والذين طالبوا بضرورة تخصيصها للمحتاجين.
وقالوا إن الزكاة تؤخذ من الأغنياء وتوزع على الفقراء، لكن ما يحدث ينافي هذا، حيث توزع سلة رمضان بـ (المحسوبية).
عدم إشراك النساء
قالت سيدة- فضلت حجب اسمها- لـ (الديمقراطي)، إن سلة رمضان توزع بصورة غير عادلة، وإن اللجان التي توزع (كرتونة رمضان) غالبيتها من الرجال، وتمثيل العنصر النسائي فيها ضعيف.
وأضافت، إن العنصر النسوي مهم في الأمور التي تتعلق بأحوال الأسر، حيث تتعرف السيدات على حاجتهن بصورة عميقة، وهنا يكون التوزيع والعطاء للأكثر حاجة فالأقل.
وناشدت السيدة الجهات التي توكل اليها مهمة التوزيع، بأن تكون أكثر أمانة ونزاهة.
وفي السياق، يقول المواطن عمر الأمين، من سكان جبل أولياء، إنه حضر للتسجيل ضمن الأسر المحتاجة، ولديه (5) من الأطفال. ذكر أن (كرتونة) رمضان تساهم في احتياجات الأسر في الشهر الفضيل، وقال: “نسمع عن أرقام ومبالغ مالية كبيرة تبعث الفرح والأمل بداخلنا، لكن يتم توزيعها وفقاً لمعايير العاملين عليها، وتخصص للميسورين وغير المستحقين، وهي معايير غير منصفة تأخذ المال من الأغنياء وتعطيه لأغنياء آخرين، ويحصل الفقراء على معونات ضعيفة”، وناشد عمر ديوان الزكاة بضرورة الوقوف على مراحل توزيع الزكاة لمستحقيها باعتبارها أمانة.

موظف في الديوان: يجب مراعاة الاختيار الجيد للجان التي تعمل على توزيعها حتى تصل الزكاة لمستحقيها

حيف ظلم
اشتكى مواطن- فضل حجب اسمه- بقوله: “أسكن في منطقة الكلاكلة منذ أكثر من 6 أعوام، يقع منزلي بالقرب من مسجد الحي حيث توزع كراتين رمضان، لكن لم يتم تضميني في قائمة المحتاجين طيلة الـ 6 أعوام الماضية. توزع الكراتين لأثرياء الحي وهم ليسوا بحاجة لها، يتم ذلك وفقاً لعلاقتهم باللجان. أما الفقراء، فيقفون متفرجين على ما يحدث”.
وناشد الجهات المختصة والمسؤولة عن توزيع الكرتونة، بعمل زيارة ميدانية للفقراء في الأحياء، وعمل مسح اجتماعي، وتوزيع الزكاة للمحتاجين في أماكنهم.
إمام مسجد
انتقد إمام أحد المساجد في منطقة الخرطوم، في تصريح لـ (الديمقراطي)، عدم تشكيل لجان منذ أكثر من (3) أعوام في المسجد الذي يؤم فيه المصلين، ولم تصله أي مساعدة من الديوان إذا كانت هناك سلة مخصصة لشهر رمضان، منتقداً نهج المحليات التي يفترض أن تشرك إمام المسجد في كل حي بشرط أن يكون إمام المسجد من ضمن لجنة توزيع كرتونة رمضان للأسر المتعففة.
وقال: “يجب على الجهات التي تريد الأجر والثواب، اختيار الجهات التي تساعد بصورة حقيقية على وصول الزكاة إلى مستحقيها من الأسر الضعيفة والمتعففة، وليس العكس”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى