تستنكر وتدين مبادرة القضارف للخلاص استخدام الشرطة والجيش للعنف المفرط والاعتقالات التعسفية بحق مواطني قرية الحمراء وقريه راشد.
لقد جابهت قوة من الجيش المواطنين العزل الذين أغلقوا الطريق القاري عند قرية الحمراء يوم 19 ديسمبر 2023 بالذخيرة الحية، مما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص إصابات بالغة. فقد أصيبت المواطنة “حبيبة ابراهيم” بطلقة دوشكا!!! أدت لبتر رجلها، سافر بها ذووها الى الخرطوم لتلقي العلاج؛ كما اصيب ابراهيم يوسف الذي لا يزال طريح الفراش في مستشفى القضارف، وكذلك أيمن يشير الذي أصيب بثلاث رصاصات، ولحسن الحظ، لم تكن في أماكن خطرة، وقد تم تخريجه من المستشفى .
وردا على استخدام هذا العنف المفرط، صعّد المواطنون الغاضبون احتجاجهم ، بتتريس الشوارع الداخلية بجانب إغلاق الطريق القاري “القضارف – القلابات” .
فقامت قوة مشتركة من الشرطة والجيش بإلقاء القبض على 16 من المحتجين، بطريقة عنيفة، مما أدى إلى إصابات بينهم، وزج بهم في سجن دوكة ثم سجن القضارف ،ومن ثم تقديمهم لمحكمة جنايات القضارف، التي حكمت ببراءتهم ، فأُخلي سبيلهم، ولكن الشرطة أجبرتهم على كتابة تعهدات.
وقد ألقت الشرطة القبض على شيخ قرية الحمراء الكفيف صديق عبد الله داؤود، وأخويه يونس عبد الله داؤود، والطاهر عبد الله داؤود؛ كما اعتقلت كمال رابح، وعلي سعيد، وآخرين من قرية الحمراء وقرية راشد. وزج بهم في سجن دوكة، ومُنعت عنهم الزيارة. ولا يزالون قيد الحبس لليوم الخامس على التوالي، دون أن توجه لهم أي تهمة، في انتهاك واضح لحقوق الإنسان.
تحمل مبادرة الخلاص الشرطة والجيش مسؤولية الانتهاكات الجسيمة التي حدثت ، كما تحمل لجنة الصلح بين صغار المزارعين والرعاة المسؤولية.
لقد أجل قاضي محكمة جنايات القضارف جلسة قضية أحداث الحمراء، من يوم 19 يناير 2023 إلى 19 فبراير 2023 بالتماس من لجنة الصلح، التي قالت ان لها مساع للصلح. أجل القاضي الجلسة بموافقة محامي الطرفين .
ولكن لجنة الصلح لم تفعل شيئا طوال شهر. وجاء المئات من المواطنين من قرية الحمراء يوم 19 فبراير على امل ان القاضي سيفصل في القضية بأن يوجه تهمة القتل إلى أشخاص محددين ويتم إطلاق سراح بقية المحتجزين، الذين يبلغ عددهم 54 من مواطني الحمراء، بالإضافة إلى خمسة آخرين من الرعاة. كان عشم المواطنين في إطلاق سراح كثيرين، كبيرا، بعد احتجاز طال، دام لخمس سنوات، ولكن القاضي أجّل المحكمة مرة أخرى بدواعي الصلح فأصيب المواطنون بخيبة أمل، واغلقوا عند عودتهم الطريق القاري عند قرية الحمراء، لتواجههم الشرطة والجيش بكل هذا العسَف والعنف المفرط.
وترى مبادرة الخلاص إن الصراع المؤسف الذي دار في يوليو 2018 والذي ادى لقتل 11 مواطنا بريئا يحتاج إلى مساعٍ جادة للصلح تعيد العلاقة بين الطرفين إلى سيرتها الأولى من التوادد والتراحم، أو إلى قضاء عادل ينصف الطرفين، يعاقب مرتكبي الجريمة ويخلي سبيل الأبرياء.
وتؤكد المبادرة إدانتها لتدخلات الشرطة والجيش التعسفية والقمعية التي لن تزيد المشكلة إلا تعقيدا. وتطالب بالإطلاق الفوري لسراح الشيخ الكفيف صديق عبد الله داؤود ورفاقة المحتجزين تعسفيا بسجن دوكة.
وتدعو المبادرة لإسقاط انقلاب ٢٥ أكتوبر، ومن ثم تحقيق الدولة المدنية الديمقراطية، دولة العدالة الاجتماعية التي تنصف الرعاة وصغار المزارعين والفقراء، والتي تفتح المجال إلى تكوين جيش واحد مكانه الثكنات، وليس قتل المواطنين؛ وشرطة تكون خادمة للشعب، لا قامعة له.
الرحمة لضحايا أحداث يوليو 2018
ولنعمل من اجل السلام الاجتماعي بين مكونات الولاية
مبادرة القضارف للخلاص
24 فبراير 2023