تقارير

بعد أكثر من (30) عاماً .. الصحفيون يجتمعون في دارهم

تقرير – القسم السياسي
التاريخ مازال ماضٍ في التوثيق لإنجازات الصحفيين السودانيين الذين استعادوا نقابتهم بعد أكثر من (3) عقود، وقد اجتمعوا بالأمس لأول مرة في دارهم الكبير في مائدة رمضانية دشنوا من خلالها مقر نقابة الصحفيين السودانيين، وافتتح الصحفيون والصحفيات -رسمياً- مساء أمس الأحد التاسع من أبريل الذي صادف الثامن عشر من رمضان في العاصمة السودانية الخرطوم دار نقابتهم وسط حضور متنوع من الضيوف.
قال الأستاذ عبدالمنعم أبو إدريس، نقيب الصحفيين، إن افتتاح دار النقابة جاء من خلال استلهامهم لمسيرة عمرها (77) عاماً، بدأها المؤسسون من أحمد يوسف هاشم إلى الراحل أحمد عمر عبد الدائم الذي كان آخر نقيب لنقابة الصحفيين قبل وقوع انقلاب الثلاثين من يونيو في العام 1989. وأضاف أن عودة النقابة يعود الفضل فيها إلى ثورة أهل السودان التي أسقطت النظام البائد وفتحت الأبواب لتحقيق الأحلام في الحرية والديمقراطية والسلام.
أبو إدريس أشار في حفل الافتتاح إلى أن النقابة رفعت سقف التطلعات في أوساط السودانيين والسودانيات بسبب ما قدمه الصحفيون والصحفيات من ممارسة مثلت علامة فارقة في البناء النقابي الديمقراطي، مما أوجد تحدياً لمجلس النقابة ومكتبه التنفيذي أن تكون النقابة جسماً فاعلاً في المشهد السوداني وتحافظ على استقلاليتها في ظل الراهن السياسي وحالات التجاذب الحاد.
يتكون دار النقابة من قاعتين إحداهما صغرى وأخرى كبرى، إلى جانب مكتبي النقيب والسكرتارية اللذين لم يكتمل العمل فيهما بعد، وهناك فناء داخلي عبارة عن مخزن وكافتيريا، بالإضافة إلى حوش خارجي.
قال سكرتير الشؤون الاجتماعية، الأستاذ وليد النور زكريا، لـ (الديمقراطي)، إن الإفطار الرمضاني وحفل الافتتاح جاء عبر عملية استفتاء حقيقية بين الصحفيين والصحفيات الذين قدموا مساهماتهم ومشاركاتهم، وفاق عدد حضورهم ما هو متوقع، بنحو (1000) صحفي وصحفية.
صاحب حفل الافتتاح تدشين نادي الصحافة السودانية الذي عرض وناقش من خلاله وثائقي أوبريت الدروب الذي كتبت كلماته في العام 2013، وبدأت سلسلة تسجيله أثناء اعتصام السودانيين أمام مقر القيادة العامة للجيش في العام 2019 وكانت البداية في أبريل 2020، وهو أوبريت اعتمد على ما أنتجته الصحافة السودانية على مر ثورات السودانيين.
وفي هذا الصدد، قال سكرتير المناشط، الأستاذ يوسف حمد يوسف، لـ (الديمقراطي) إن برنامج نادي الصحافة سيكون مستمراً بشكل أسبوعي ضمن برامج أخرى، وأضاف أن النادي معني بمناقشة قضايا السودانيين بشكل أكثر جدية، إلى جانب وجود منصة تقرب المسافات وتستهدف المختصين وأساتذة الجامعات للتعليق على الشأن العام اليومي.
وعبَّر الأستاذ الصحفي، عثمان شبونة، عن سعادته باجتماع الصحفيين في دارهم، وقال لـ (الديمقراطي) إن ما حدث يؤكد تماسك الصحفيين الذين آمنوا بأهداف النقابة التي أوجدت نفسها رغم كل العراقيل، واستطاعت أن تنفذ برامج كثيرة في ظروف صعبة كان خلفها انقلاب البرهان الحالي.
يعود تاريخ إنشاء أول نقابة للصحفيين السودانيين إلى العام 1946، وقد تركزت مهامها على الدفاع عن حرية التعبير وحق الصحفيين في الحصول على أجر لائق.
وحل نظام الرئيس المخلوع عمر البشير في 1989 نقابة الصحفيين ضمن عشرات النقابات، لتبدأ مرحلة من التنكيل بالصحفيين الذين نجحوا أخيراً في استعادة نقابتهم عبر انتخابات حُرة أُجريت في أغسطس، العام الماضي، وقد أدلى الصحفيون السودانيون بأصواتهم لانتخاب النقيب ومجلس النقابة للمرة الأولى منذ (33) عامًا عندما حل انقلاب النظام البائد نقابات العمال، وجرى إعلان النتيجة النهائية لانتخابات نقابة الصحفيين في الأول من سبتمبر الماضي.
ظلت النقابة -منذ إعلان نتائج انتخاباتها في سبتمبر 2022- تنشط في الشأن العام، مدافعة -بقوة- عن حرية الصحافة وحقوق الإنسان والحريات، مع تأييدها الكبير للاحتجاجات ضد الانقلاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى