تقارير

المونيتور: السودان ومصر مناورات عسكرية مشتركة في ظل خلافات سد النهضة

ترجمة – آلاء عبدالرحيم
كتبت مساعدة تحرير “المونيتور”، بياتريس فرحات، ان التدريبات البحرية تأتي في وقت تصاعدت فيه التوترات مع إثيوبيا حيث تعمل أديس أبابا على استكمال ملء سد النهضة المثير للجدل دون التوصل إلى اتفاق مع جيرانها في المصب، وكانت قد اكملت قوات بحرية من مصر والسودان تدريبات عسكرية مشتركة في القاعدة البحرية ببورتسودان على البحر الأحمر، وذلك وسط مخاوف متزايدة من تصعيد عسكري في ظل جمود المحادثات بشأن سد النهضة المثير للجدل الذي تقيمه إثيوبيا على النيل الأزرق الرافد الرئيسي لنهر النيل.
ذكرت فرحات في التقرير، انه إلى جانب إجراء التدريبات العسكرية تضمنت التدريبات التي استمرت لعدة أيام محاضرات ورش عمل حول الأمن البحري والهجرة غير الشرعية في المنطقة، ومكافحة الإرهاب والتهديدات غير النمطية، بحسب ما أفاد الجيش المصري في بيان نُشر يوم الإثنين على صفحة فيسبوك، وأضاف البيان أن “التدريب يأتي في إطار خطة التدريب المشترك للقوات المسلحة مع الدول الصديقة لتعزيز الشراكة والتعاون العسكري في مختلف المجالات “، وعليه فإن التدريب هو أحدث علامة على تعميق العلاقات العسكرية بين القاهرة والخرطوم، ففي مارس 2021 وقّع الجيشان المصري والسوداني اتفاقية تعاون عسكري تشمل التدريب وأمن الحدود، وأجرى الجيشان عدة مناورات جوية وبرية.

سد النهضة

ما قبل الانقلاب
ويذهب تقرير المونيتور الى ان العلاقات المصرية السودانية تصاعدت بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في عام 2019، بعد أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي السلطة في عام 2013 في انقلاب عسكري أطاح بالإخوان المسلمين. تراجعت العلاقات بين السودان ومصر مع اتهام القاهرة النظام السوداني لإيواء أعضاء وقيادات الإخوان. تعززت العلاقات الثنائية بشكل أكبر بعد الانقلاب العسكري في أكتوبر 2021 بقيادة الفريق عبدالفتاح البرهان ضد المكون المدني في الحكومة الانتقالية، وكان في وقت سابق قد أشاد البرهان خلال اجتماعه مع وزير الري والموارد المائية المصري، هاني سويلم، بالخرطوم في يناير بالعلاقات القوية بين الشعبين المصري والسوداني وتعهد بالارتقاء بها على مختلف المستويات، بالإضافة إلى التعاون العسكري، سبق أن أرسلت القاهرة عدة حزم مساعدات إلى الخرطوم في أوقات الأزمات خلال فيضانات الصيف الماضي المدمرة التي اجتاحت عدة مناطق في السودان، فقد أرسلت مصر مساعدات طبية وإنسانية لدعم السودانيين.
ترى فرحات ان مصر تعمل في عهد السيسي على تنمية دورها في إفريقيا، والذي كان قد تلاشى بعد محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك الفاشلة في أديس أبابا عام 1995، كما أنها تروّج لمشروعات مختلفة في القارة لتوسيع نفوذها خاصة في منطقة حوض النيل في الوقت الذي ما تزال فيه مصر والسودان في طريق مسدود مع إثيوبيا بشأن سد النهضة الإثيوبي الكبير، وتقول إثيوبيا إن المشروع الذي تبلغ تكلفته 4.6 مليار دولار والذي تم إطلاقه في عام 2011، مهم لتنميتها الاقتصادية على أمل انتشال ملايين المواطنيين الاثيوبيين من براثن الفقر، لكن السد أثار مخاوف جدية لجارتي المصب، مصر والسودان، وتخشى القاهرة أن يؤثر السد على حصتها من مياه النيل التي تعتمد عليها بشكل شبه كامل لتلبية احتياجاتها من الشرب والزراعة، من جانبها تعتقد الخرطوم أنها يمكن أن تستفيد من الكهرباء المولدة من سد النهضة والتي يمكن أن تساعد أيضًا في تنظيم تدفق مياه النيل الأزرق خلال مواسم الفيضانات، ومع ذلك فإنها تسعى للحصول على ضمانات من أديس أبابا فيما يتعلق بالتشغيل الآمن والمناسب للسد من أجل الحفاظ على السدود الخاصة بها، بما في ذلك سد الروصيرص وهو أكبر سد في السودان.
فشل المفوضات
يمضي تقرير المونيتور الى ان أكثر من عقد، في المفاوضات بين دول حوض النيل الثلاثة، فشلت حيث ترفض إثيوبيا الموافقة على اتفاقية قانونية ملزمة لملء وتشغيل السد خلال فترات الجفاف عندما تكون كمية المياه التي يتم إطلاقها باتجاه دولتي المصب أدنى، وتصر اثيوبيا على اتفاق يتضمن مبادئ توجيهية غير ملزمة، في غضون ذلك أكملت إثيوبيا من جانب آخر، أحد ثلاث مراحل لملء السد منذ عام 2020 وتستعد الآن لبدء المرحلة الرابعة، مع عدم وجود احتمالات لاستئناف المحادثات التي تم تعليقها منذ أبريل 2021، وقد حاولت مصر نقل الأمر إلى الأمم المتحدة بعد المحادثات التي رعاها الاتحاد الأفريقي ولكنها فشلت مع مقاومة إثيوبيا، وكان قد قال نائب رئيس الوزراء الإثيوبي ووزير الخارجية ديميكي ميكونين في نهاية الأسبوع إن بلاده مستعدة لاستئناف المحادثات تحت مظلة الاتحاد الأفريقي، وجاءت هذه التصريحات بعد أيام من إعلان أديس أبابا اكتمال بناء السد بنسبة 90٪ في منتصف مارس، وعليه جددت مصر تهديداتها ضد إثيوبيا بشأن سد النهضة وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري في مقابلة هاتفية على قناة القاهرة والناس “كل الخيارات مفتوحة وكل البدائل متاحة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى