اللعب بأوراق التاريخ
كلما إقترب التوقيع النهائي على واحدة من الورش التي تقام استكمالا للعملية السياسية الكلية يتم تأجيل التوقيع لمزيد من النقاش وقد تكون البنود لمسودة التوقيع قد اكتملت وفي الواقع أن التأجيل يكون غالبا لسبب اخر وهو مراجعة الجانب العسكري لكافة البنود والتأمين عليها رغم ان (الامتحان) في الواقع يكون مكشوفا قبل الجلوس لمناقشته وان أوراق العمل التي تعتمد عليها الصياغة النهائية معدة بعناية للوصول لغاية محددة وهي حكومة مدنية كاملة الدسم دون مشاركة العسكر.
ورغم كل ذلك فإننا مازلنا نضع ايدينا في قلوبنا كلما تقدمت العملية السياسية خطوات الى الامام خوفا من تراجع العسكر في كل لحظة ومع استمرار الفلول في وضع المتاريس امام الوصول لحكومة مدنية واخرها التصريحات الغريبة ل (ترك) التي فضل فيها اندماج الشرق لمصر بدلا عن تكوين حكومة مدنية في وقاحة لم يشهدها تاريخ السودان السياسي منذ الاستقلال وحتى اليوم.
عمالة ترك الواضحة يقابلها في ذات الوقت استهتار (مناوي) وهو ينادي بلا خجل بالتآمر والمخادعة والدسائس في خطاب رسمي ليعلن انحدار الخطاب السياسي الى ادنى مستوياته في ظل حكومة اللجنة الأمنية الكيزانية التي تعمل على قيادة البلاد الى حالة الفوضى الكاملة حتى تبرر بعد ذلك انقلابها على خطوات الديمقراطية بمحافظتها على وحدة البلاد بالاستمرار في السلطة بصورة ديكتاتورية.
ترك في الشرق ومناوي في الغرب لا يملكان القوة او الشرعية او الشعبية التي تؤهلهم لفرض أراءهم على كل الشعب السوداني والحديث بما يخدم مصالحهم الشخصية بعيدا عن الوطنية او مستقبل ووحدة هذا التراب حتى من داخل ولاياتهم وهما المتضرر الأول من الاغلاق او الانفصال الذي ينادون به وهو مالم يكن طالما ان هناك وطنيون حقيقيون يعملون على وحدة ورفاهية ابناء مناطقهم.
ولا اعتقد ان مناوي وترك لا يعرفان ان ما يقومان به خيانة وطنية لن ينساها لهم الشعب السوداني وان التهديد بالإغلاق او حتى بالانفصال صارت بضاعة كاسدة لن يشتريها او يتعامل معها احد فقد صار الوعي أكبر مع خروج جيل الثورة الجديد الذي صار لا يؤمن بهذا الكهنوت الذي يتحكم بمصائره ومستقبله وقريبا سيكتشفون بان ما يقومان به سيعود وبالا عليهم فخارطة التاريخ قد تغيرت وصدور شباب الوطن صارت أرحب.
والثورة مستمرة
والقصاص امر حتمي
*نقلا عن الجريدة