الكتلة الديمقراطية.. ومكتسبات اعتصام الموز
تقرير – أم زين آدم
مع اقتراب الموعد المضروب للتوقيع على الإعلان النهائي عن العملية السياسية الجارية وتشكيل الحكومة مطلع أبريل المقبل، صعدت الكتلة الديمقراطية خطابها المعادي للاتفاق السياسي المطروح، وعكفت على برنامج لتخريب الفترة الانتقالية وإفشالها.
على قدم وساق
على صفحته في فيس بوك، كتب عضو لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو، اللواء معاش عبدالله سليمان، أن الكتلة الديمقراطية بعد أن رفضت تلبية دعوة الآلية الثلاثية للانخراط في العملية السياسية، توافقت على وضع خطة لإفشال المرحلة الانتقالية للمرة الثانية.
وحسب ما أفصح عنه عبدالله سليمان بأن الخطة ترتكز على نقاط، منها: إعلان التمرد في شرق البلاد في منطقة سنكات والحدود مع دولة إريتريا، وإغلاق طرق قومية كالطريق الرابط بين الخرطوم وميناء بورتسودان في منطقة العقبة، وكان الطريق قد أغلق في حكومة رئيس الوزراء السابق، عبدالله حمدوك، وطريق شريان الشمال، وطريق الخرطوم مدني سنار، هذا بجانب رفض تسليم وزارتي المالية والمعادن التي حازت عليها حركتا العدل والمساواة وتحرير السودان فصيل مناوي، بالإضافة للشركة السودانية للمعادن التي يسيطر عليها مبارك أردول.
على أن تفضي تلك الخطوات إلى تصعيد داخل الخرطوم عن طريق منسوبي بعض لجان المقاومة، عبر إغلاق الطرق الرئيسية، والاعتصام أمام القصر الجمهوري ومجلس الوزراء كما سبق ضد حكومة حمدوك، وانتهى بانقلاب البرهان.
وأكثر المجموعات التي تهدد بالاستنفار والتعبئة والاستقطاب لإسقاط الحكومة التي لم تعلن بعد، وتخريب الفترة الانتقالية، هي مجموعة مناوي.
وكان مستشار حمدوك السابق، أمجد فريد، قد أوضح أن إعلان الكتلة الديمقراطية عدم مشاركتها في اجتماع آلية صياغة الاتفاق النهائي، يمثل إعادة معكوسة لما حدث بفندق السلام روتانا في يونيو الماضي. وأشار إلى أن غياب عبدالفتاح البرهان، رأس الانقلاب، عن الاجتماع يفضح عدم نيته في التوصل إلى حل سياسي أو تسليم السلطة للمدنيين.
جماعة المخابرات
كان عضو كتلة التوافق الوطني، بشرى الصائم، في حديثه في منتدى معهد الديمقراطية، أفاد بأن الكتلة الديمقراطية تمثل وجهة وموقف مصر في العملية السياسية.
وأوضح بالقول: “ذهبنا إلى ورشة القاهرة التي نظمت لإجراء حوار سوداني – سوداني، بيد أنه لم تكن هناك أي أجندة لذلك الحوار. أبلغنا القاهرة بأننا نرفض خلق كتلة موازية للحرية والتغيير”.
أضاف: “الكتلة الديمقراطية سيطرت على الورشة تماماً، وكان مخصص لأي مجموعة المشاركة بعدد سبعة أشخاص. وما فعلته الكتلة الديمقراطية أضافت عشرة أشخاص لمجموعتها”، وجزم الصائم بأن ما تقوم به الكتلة يمثل موقف القاهرة.
تصم الكتلة الديمقراطية حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان فصيل مناوي، وجعفر الميرغني، ومبارك أردول، وعلي عسكوري، ومجموعة ممن شاركوا في النظام البائد حتى لحظة سقوطه.
تنادي الكتلة بمشاركة جميع القوى السياسية في الاتفاق السياسي، وهذا ما ترفضه الحرية والتغيير المجلس المركزي، التي قالت إنها لا تقبل إغراق العملية السياسية، ومن الكتلة الديمقراطية وجهت الدعوة لمشاركة حركتي جبريل إبراهيم ومني أركو مناوي، وجعفر الميرغني من الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل.
وكان منسوبو حركتي جبريل ومناوي قد شاركوا بفاعلية في اعتصام القصر الشهير بـ (اعتصام الموز)، وظل كلا الرجلين ومنسوبوهما في مناصبهم بعد انقلاب البرهان.
وكان الناطق باسم الكتلة، محمد زكريا فرج الله، قد برر عدم تلبيتهم دعوة الآلية الثلاثية والمشاركة في اجتماع الصياغة النهائية، بأنه لابد من تمثيل عادل لكل الأطراف، والاتفاق على آلية اتخاذ القرار وعلى مرجعيات الحوار.
فيما قال الناطق الرسمي للمجلس المركزي للحرية والتغيير، ياسر عرمان، إنهم لن يسمحوا بتخريب الفترة الانتقالية. وذهب الفريق ياسر العطا إلى أن الجيش سيدعم الحكومة المقبلة، من دون الالتفات للأصوات المتخاذلة.