الرأي

القنبلة القادمة

عصب الشارع

صفاء الفحل
اللجنة الإنقلابية هي التي تعمل على نشر هذه الفوضى في الساحة السياسية هذه الأيام إستعداداً لأمر جلل تعمل في الخفاء بالاعداد له بإتباع أسلوب الغموض لما يدور.. فتمنع الحرية والتغيير عن الحديث عما يدور في الغرف المغلقة وتسمح في ذات الوقت لـ(خبراءها الاستراتيجيين) بنشر الأكاذيب والتراهات وإرسال رسائلها التي تود نشرها وتتعمد في ذات الوقت إخراج قائد مليشيات الدعم السريع حميدتي من الواجهة تماماً بصورة مريبة جعلت الشائعات تدور حول احتجازه بإحدى الدول هو حديث الساحة والمجالس اليوم والذي كذبه الواقع.
البلاد التي تعيش هدوءً مريباً خلال هذه الأيام لا يعكر صفوة سوى المطالبات الشبابية التي تخرج يومياً في مواكب بالأحياء وهو هدوء على ما يبدو يسبق عاصفة قوية ستغير العديد من التوقعات بعد التقارب المريب بين أحزاب الحرية والتغيير التي على ما يبدو استكانت تماماً لتوجيهات العسكر القابضين بقوة على خطوط (اللعبة) القادمة والتي ستحاول إخراج شباب المقاومة تماماً عن خطوات الإتفاق القادم الأمر الذي سيقود إلى المزيد من المواجهات بين العسكر والشباب الثائر.
الحرية والتغيير المختلفة حول اسلوب التغيير وتعمل في ذات الوقت على التهدئة إرضاءً للعسكر وهي تجلس معهم في طاولة واحده وبين الشارع الذي بدء يفقد الثقة في خطواتها (السرية) ويتخوف من تنازلاتها عن العديد من القضايا الحيوية التي لا تنازل عنها كالقصاص وإبتعاد العسكر تماماً الساحة وفي ذات الوقت محاسبته كل من شارك في الجرائم التي إرتكبت خلال الفترة الماضية كذلك كيفية عمل لجنة التمكين لاسترداد الأموال التي نهبها في العهد البائد.

رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان، فولكر برتيس

وحتى ان تصريحات المبعوث الأممي فولكر عن تشكيل حكومة مدنية في الأيام القادمة بلا تفاصيل ..تدخل في إطار التشكيك حول شكلية تنازلات كبيرة تم تقديمها للعسكر لخروج آمن في البدء وعدم الملاحقة مستقبلاً وربما المشاركة بصورة (خفية) في الحكومة القادمة.
ورغم ترقب الشارع الحذر، ولكن لا أحد يمكنه اليوم التنبوء بمآلات الأحداث القادمة في ظل التكتم المريب من كافة المتفاوضين رغم علم الجميع بأنه الهدوء الذي يسبق عاصفة كبرى.. إحتقان (خطير) لا نعتقد بأنه سيعيد الهدوء لبلد إحتقن تماماً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً مالم تعمل جميع الأطراف على الإبتعاد عن الدوران في فلك المصالح الذاتية الذي يدور فيها كافة الأرزقية والأحزاب والعسكري والحركات المسلحة ويرفع الجميع شعاراً واحداً … الوطن الواحد أولاً وأخيراً وهو الشعار الذي تناساه كافة المتصارعين على كرسي السلطة والمال والجاه في وطن أصبح على كف عفريت.
والثورة رغم ذلك لن تتوقف.
والوطن الحر قادم لا محالة.
والقصاص أمر حتمي.
*نقلا عن الجريدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى