الديمقراطية مفتاح السلام
*ونحن نحتفل مع شعوب العالم باليوم العالمي للسلام الذي يصادف الحادي والعشرين من سبتمبر كل عام، نتحسر على حال السلام في السودان الذي ما زال يعاني من التوترات والنزاعات والألغام السياسية والإثنية والاختناقات الاقتصادية والأمنية.
*ليس هناك من لا يدرك أهمية السلام وضرورته لتأمين وحدة البلاد واستقرارها وتقدمها وتنميتها، وأنه شرط لازم لتأسيس دستور يتفق عليه أهل السودان لتحقيق التحول الديمقراطي المنشود، وقبل كل ذلك لمحاصرة تداعيات النزاعات المأساوية على المواطنين اقتصادياً وإنسانياً وأمنياً.
*لم نمل الدعوة إلى تأمين السلام الذي تم بين شطري السودان قبل الاستفتاء على مصير، ولن نمل الدعوة لتحقيق السلام في كل السودان الباقي. وحذرنا أكثر من مرة من مخاطر استمرار المؤامرات من أعداء الديمقراطية والسلام التي نشطت عقب انقلاب البرهان والفلول والمرتزقة، الذي فتح الباب لعودة سدنة الإنقاذ للسطح، في محاولات يائسة لإجهاض ثورة ديسمبر الشعبية.
*مع تقديرنا للمساعي الإقليمية والدولية الهادفة لتيسير الانتقال للحكم المدني الديمقراطي في السودان، لكننا لا نعول على هذه المساعي، لذلك ندفع بالحراك الجماهيري الثوري لاسترداد الديمقراطية الشرط اللازم لتحقيق السلام العادل الشامل. وذلك يتطلب سد الفرقة وسط قوى الثورة الحزبية والمهنية والمجتمعية لهزيمة كل مخططات أعداء الديمقراطية والسلام وأساليبهم الحربائية، وهم يتشكلون في كيانات وأحزاب هيولية بلا قواعد جماهيرية.
*في نفس الوقت، ننبه لمخاطر الفتن التي تحاك لخلق صراعات وسط القوات المسلحة التي لابد من تعزيز قوميتها واستقلالها، وإبعادها عن حلبة الصراع السياسي على السلطة، واستغلالها في الانقلابات ضد الأنظمة الديمقراطية. مع ضرورة التنفيذ الحاسم لقرار مجلس الأمن والدفاع بجمع السلاح من كل القوات غير النظامية، واستعجال عملية التسريح وإعادة الدمج وفق القوانين والضوابط والتراتبية النظامية.
*نعلم أن الإصلاح السياسي يحتاج لوقت، لكن لابد من عقد المؤتمرات العامة للأحزاب والنقابات بمشاركة فاعلة من الكنداكات والشباب، دون إهمال لدفع الحراك الجماهيري الثوري وحمايته من الانتهازيين والمتسلقين وعبدة المناصب، لتنقية الأجواء اللازمة لاسترداد الديمقراطية وتحقيق السلام العادل الشامل في كل أنحاء السودان.