الأخبار

الخرطوم.. “مشاهد دامية وحزينة” وموجة نزوح كبيرة بعيدا عن العاصمة

الديمقراطي- وكالات
تسبب الصراع بين الجيش السوداني، بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب بـ”حميدتي”، في مغادرة آلاف السكان لمناطق الحرب بحثا عن ملاذ آمن، بينما يكشف أحد النازحين لموقع “الحرة” عن ملابسات تركه منزله خوفا على حياة أطفاله.
معارك مستمرة
منذ صباح الجمعة، تهز الانفجارات والاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع العاصمة الخرطوم، على الرغم من الدعوات إلى هدنة من أجل المدنيين في أول أيام عيد الفطر.
وتدور أعنف المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في أنحاء الخرطوم، إحدى أكبر المناطق الحضرية في أفريقيا، وفي دارفور، التي عانت من صراع وحشي انتهى قبل ثلاث سنوات.
وأدت الاشتباكات التي اندلعت في منتصف أبريل في السودان إلى سقوط أكثر من 400 قتيل وأكثر من 3500 جريح، كما ذكرت منظمة الصحة العالمية، الجمعة.
وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية،مارغريت هاريس، في مؤتمر صحفي دوري في جنيف “قتل 413 شخصا وأصيب 3551 بجروح”.
ويتحدث الصحفي السوداني، محمد الياس، لموقع “الحرة”، عن معارك مستمرة ومتواصلة دائرة بين الجيش السوداني والدعم السريع وسط المدن المكتظة بالسكان، ما دفع الأهالي للمغادرة بحثا عن “ملاذ آمن”.
ويشير إلى “تضرر ومعاناة المواطن السوداني” بسبب غياب الخدمات الأساسية مثل “الكهرباء والمياه، ومصادر الطاقة”، نتيجة “حرب عصابات داخل المدن المكتظة بالسكان”.
وهاجر الأهالي من مناطق الصراع وذهبوا إلى أهاليهم في ولايات أخرى خوفا على حياتهم وحياة ذويهم، في ظل التصعيد بين طرفي الصراع في السودان، وفقا لحديثه.
نزوح داخلي وخارجي
الخميس، فر آلاف المدنيين من العاصمة الخرطوم وسط إطلاق نار وانفجارات، ومازال كثير من السودانيين محاصرين، إلى جانب آلاف الأجانب، في مدينة تتحول سريعا إلى منطقة حرب.
وبسبب الصراع عبرت أعداد كبيرة من السودانيين الحدود إلى تشاد هربا من القتال الدائر في منطقة دارفور بغرب السودان.
وفر ما بين 10 و20 ألف شخص من المعارك في السودان بحثا عن ملاذ في تشاد المجاورة، وفقا لما أعلنته مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الخميس.
وفي حديثه لموقع “الحرة”، يكشف الصحفي السوداني، شوقي عبدالعظيم، نزوح قرابة 40 ألف مواطن من الخرطوم إلى ولايات قريبة أو بعيدة، هربا من الرصاص الطائش والاقتتال حول المنازل والمناطق السكنية.
ويشير إلى نزوح “غير مسبوق وكبير جدا” للمواطنين داخل السودان وخارجها، ويقول “السكان نزحوا إلى مناطق طرفية بعيدة عن الحرب الدائرة في المدن الكبيرة”.
ويوضح أن السكان يهربون من أجواء الحرب وغياب الخدمات وانقطاع المياه والكهرباء وندرة الوقود، وسط حالة من الفزع بين المدنيين نتيجة استمرار الصراع.
والنساء والأطفال هم المتضرر الأكبر من أصوات الطلقات والمدافع التي تسببت بحالة من الهلع والفزع، وهناك عربات خاصة بدأت في العمل تقل المواطنين إلى مناطق آمنة وأقل حدة في القتال، وتحول الأمر إلى “تجارة”، حسب حديثه.
وتسبب الصراع في مقتل تسعة أطفال على الأقل وإصابة أكثر من خمسين طفلا بجروح، وفق المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف).
ويشير عبدالعظيم إلى رغبة عدد كبير من أهالي الخرطوم المغادرة والنزوح لمناطق أخرى لكنهم “محاصرون” ولا يستطيعون ذلك.

وفيما يتعلق بالنزوح الخارجي، يشير إلى نزوح مكثف للمواطنين إلى دول مجاورة مثل مصر وتشاد من خلال السفر البري.
قسوة النزوح
يتحدث المواطن السوداني، محمد حمدلله، لموقع “الحرة” عن قسوة فراق الأصدقاء والأهل بعدما نزح من منزله بالعاصمة الخرطوم إلى مدينة كردفان (وسط السودان) هربا من أصوات المدافع والرصاص.
ويقول “العيد فرحة كنا نستعد لها بالأيام، قبل أن يحدث ما لم يكن يتوقعه أحد وتندلع الاشتباكات، ومن يومها أصبحت أصوات الرصاص والمدافع تحيط بنا من كل مكان”.
وبصوت ممزوج بالحزن والقلق، يتحدث عن مغادرته منزله، ويقول ” لم نكن نعلم معنى أن يترك الإنسان منزله، قبل أن تغادر أسرتي بالكامل الخرطوم هربا من الأجواء المرعبة”.
ولم نكن نعلم “ما هي الحرب؟، وما هي المصيبة؟”، قبل أن تحدث تلك الاشتباكات العنيفة التي أثارت الرعب والهلع في نفوس أطفالي، ما دفعني مرغما لترك منزلي والهروب، وفقا لشهادته.
ويوثق خلال رحلة نزوحه مشاهد مرعبة ودامية على طريق سفره من الخرطوم لكردفان، قائلا ” الجثث تملأ جنبات الطرق، وشاهدت المعارك بأم عيني والناس تهرب خوفا من الرصاص الطائش”.
ويشير إلى وصوله سالما هو وأسرته إلى كردفان والتي يقول إنها “آمنة ولا توجد بها اشتباكات”.
وسوف ينتظر في كردفان إلى أن تضع الحرب أوزارها حتى يعود من جديد لمنزله في الخرطوم.
وفي كردفان أجواء العيد موجودة ولا يوجد مقارنة بالمشاهد الدامية والحزينة في الخرطوم، وفقا لحديثه.
ويشير إلى تواصله مع الأصدقاء في الخرطوم، ويؤكد أنهم يرغبون في الفرار من العاصمة لكنهم “لا يستطيعون ذلك”.
ويقول “الجميع ينتظر الهدنة والتزام جميع الأطراف بها، حتى يعيشوا أجواء العيد الطبيعية، وتعود الحياة لما كانت عليه سابقا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى