الأخبار

التغيير الجذري: صراع البرهان وحميدتي يتمحور حول السلطة

الخرطوم – (الديمقراطي)

قال “تحالف قوى التغيير الجذري” إن الصراع الدائر الآن بين قيادات الجيش والدعم السريع، يتمحور بالكامل حول مركز السلطة، مشيراً إلى تزامن ذلك مع الظهور الإعلامي والميداني لعناصر النظام البائد وتجرؤهم على الحشد والدعوات الصفيقة لإطلاق سراح المعزول.

وأوضح التحالف في بيان حول الأوضاع السياسية، أن الوسائط الاعلامية تضج بأخبار التصريحات والبيانات الصادرة عن قيادة القوات المسلحة ومليشيات الجنجويد، وتتزامن معها تحركات أرتال القوات والقطع العسكرية وإعادة توزيعها على العاصمة والولايات.

وذكر أن “الصراع الدائر الآن بين قيادات الجيش والجنجويد يتمحور بالكامل حول مركز السلطة، وحول الموارد والتحكم بها، وهو صراع يتم بالإنابة عن محاور خارجية تسعى لفرض سيطرتها على موارد البلاد بشكل عميق ومتواصل، حيث تعمل المحاور عبر أذرعها للسيطرة على أكبر قدر من السلطة المركزية بما يغطي ويسهل إستمرار سيطرتها على الموارد”.

وأكد البيان أن الصراع الحالي يفضح كل مزاعم العسكر حول تبعية وقومية القوات المسلحة أو قوات الجنجويد، كما تؤكد أن مسؤولية تمدد قوات الدعم السريع وسيطرتها تمت عبر دفع وتقوية من مجموعة اللجنة الأمنية الحاكمة.

وقال إن “وصول الصراع لمستوى التحركات العسكرية داخل المدن وتهديد حياة المدنيين، وإن كان الغرض منه مجرد التخويف وسحب الصراع من ميدانه السياسي نحو عسكرة الحياة السياسية، فإن هذا التوجه يفضح تمسك تحالف الجنرالات والجنجويد بالسلطة، والمدى الذي يمكن أن يصلوه في التضحية بكل الشعب، في امتداد طبيعي لمسلكهم الاجرامي تجاه الثوار، وما جريمة فض الاعتصام ببعيدة”.

وكان حزب المؤتمر الوطني المحلول، أعلن عن دعم الجيش في مواجهة قوات الدعم السريع في محاولة لتأجيج نيران الفتنة ودفع البلاد نحو الحرب الأهلية.

ويأتي إعلان فلول المؤتمر الوطني، في أعقاب التوترات الأمنية بين الجيش وقوات الدعم السريع، بعد أن حشدت الأخيرة فجر الأربعاء حوالي مئة مركبة عسكرية حول منطقة قاعدة مروي الجوية التي تتواجد بها طائرات عسكرية مصرية.

وما انفكت قيادات فلول النظام البائد تلوح بالإرهاب وصناعة الفوضى في البلاد، ومن أبرز مخططاتها التي حذر منها مراقبون في وقت سابق هي النفخ في نار الفتنة بين الجيش والدعم السريع، لتندلع حرب يعود بعدها الكيزان للسلطة على جثث الشعب السوداني.

وقال مصدر لـ (الديمقراطي)، إن “البرهان يلتقي مع الفلول لأنه يعتمد تاكتيك حافة الهاوية كحرب نفسية لإخضاع الدعم السريع تحت سلطته، بينما يستفيد الفلول من تعبئة البرهان ومن التنسيق معه لحدود معينة، إلا أنهم يريدونها حرباً حقيقية يلقون فيها بالبرهان والدعم السريع معاً في الهاوية”.

وتفاقم التوتر بين الدعم السريع والجيش بعد إعلان قائد الدعم السريع اعتذاره عن انقلاب 25 أكتوبر، بعد أن اكتشف أنه كان يهدف لإعادة النظام البائد، ثم ألحق هذا الاعتراف بتأييده الاتفاق الإطاري.

ورغم أن مراقبين يشككون في دوافع حميدتي لتأييد الاتفاق الإطاري القاضي بسلطة مدنية كاملة، إلا أن المؤكد أن حميدتي فَهِم أن خيار عودة النظام البائد يعني تصفيته وقواته بالعنف الباهظ.

ويختلف حميدتي عن البرهان في أن الأخير يريد مواصلة انقلاب 25 أكتوبر وحيازة السلطة المطلقة عاجلاً، بتحريض ودفع فلول النظام البائد والمخابرات المصرية، فيما يبدو حميدتي أكثر صبراً ينتظر لحظات مواتية أكثر لاحقاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى