الرأي

التغذية الاعلامية المنهارة للمعارك الجارية

د. وجدي كامل
عرفت الصحافة قديما بانها مهنة المشاق والمتاعب. الخدمة المعلوماتيه الشديدة الاهمية والخصوصية وفي ازمنة الحروب باتت ودون منازع مهنة للمخاطر الاستثنائية المفتوحة.
والصحافة الحربية او الاعلام الحربي بصفة عامة ارتبط ظهوره بشكل متطور وفاعل منذ الحرب العالمية الاولى (28 يوليو 1914 – 11 نوفمبر 1918)، ثم في الحرب العالمية الثانية ( ١لفاتح من سبتمر ١٩٣٩- الثاني من سبتمبر ١٩٤٥).
وقد لعب الاعلام الحربي ادوارا مؤثرة في حرب ١٩٦٧ بين جمهورية مصر العربية واسرائيل وكذلك في العديد من الوقائع الحربية بافريقيا وفي اثناء حروبها الاهلية.
ومن المهم لفت النظر الى صفة الانحياز كصفة تتميز بها الفرق الاعلامية المصاحبة للأطراف العسكرية المتقاتلة وهو ما يفسر سهولة تنقلها ضمن عتادها واعتبارها اداة حربية مساعدة. الحياد المزعوم والذي صار يدعيه الاعلام الحربي المعاصر اصبح يعتمد على الخدمات الالكترونية الضخمة والتواصل المتاح الذي يمكن ان يحدث حتى مع الجندي المحارب اثناء المعركة لاستخلاص المعلومة.
اكل هذا وذاك ذلك اعطى مراكمة معرفية ادت لانشاء مساق اكاديمي وتدريبي صارت دراسته فرض واجب للاعلامي المعاصر ليشمل دراسة ابواب تعلم كيفية الحصول على الحماية وحفاظ الصحفي على حياته اثناء المعارك. وهنا وجب ازجاء التحية والشد من ازر المراسلين الحربيين لقنوات الجزيرة والحدث المنتشرين في انحاء عديدة ونقاط ساخنة لاندلاع المعارك بالبلاد في غياب الضمانات الكافية لصون ارواحهم من اسلحة القوى المتصارعة حربيا وان ارتدوا القبعات والملابس الراقية المكتوب عليها هويتهم وما يجب ان يعنيه ذلك لجنود وضباط القوات المشتبكة. في المقابل فان ثمة اسباب وعوامل شتى تضعنا امام اوضاع معلوماتية في غاية البؤس من خلال حركة الاستضافات التي تقوم بها العديد من القنوات الفضائية والاذاعية الاقليمية والعالمية. البواعث لما يتم تكاد تبدو معلومة لكل من خبر العمل واقترب من مطابخ عمل تلك القنوات التي تبني قوائم ضيوفها بدعم وتزكية من مكاتبها التي تتحرك وفق سياسات تحريرية لا يمكن الا ان تكون منحازة في نهاية الامر لطرف من اطراف الصراع الذي يدور.
الا ان اغلب الاسماء الموجودة بالقوائم – الوجوه التى تصفعنا بين الحين والآخر لا تستند الى مزايا مهنية حقيقية بقدر الوظائف الامنية الخفية والتوصيفات الوظيفية الجوهرية لطبيعة عملها عند الازمات وقدرات البعض من ضعيفي القدرات وسماسرة المعلومات في خلق صلات وعلاقات عامة وطيدة بفرق الاعداد والتجهيز بالمحطات الام والمكاتب الاقليمية والقطرية.
هذه الجماعات المتجهمة المتهجمة ذات التدفق المزعج والتدوير المستمر بين القنوات تشارك بنهم زائد وبعين تنظر اكثر للعائدات او الحوافز المالية لدى نسبة من الضيوف او المستضافين العاجزين عن توفير الخدمة الاعلامية الممتازة المطلوبة.
الراى العام في حاجة ماسة من القنوات الاقليمية الى استضافة وجوه اعلامية حرفية مهنية ميسرة لتدفق المعلومات والانباء الصحيحة الحقيقية على الارض كما الصحفيين المعنيين بالتغذية الاخبارية المسيطرة على الخبر وليس السياسيين وضيوف الراى الذين يستهلكون ما هو متوفر من معلومات.
الاستمرار في ذلك لا يساعد على حل المشكلات بل يزيدها تعقيدا.
اما المطلوب من صحافة المواطن بوسائل الاعلام الحديثة فهو الاضطلاع بالمسؤلية الوطنية ونشر اوضاع مواقعهم الجغرافية ومشكلاتها وخلق شفافية مطلوبة بنشاط وهمة عالية في هذه الاوقات العصيبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى