البحث عن تصميم علاقة ذكية مضادة لاعلام دق طبول الحرب
د. وجدي كامل
الان وبعد صدور تسريبات مؤكدة على توافق طرفي الصراع العسكري بتكوين الية عسكرية مشتركة لخفض التصعيد ينهض امام الحركة الثورية مجتمعة البحث كذلك في امكانية جديدة لفرض سيطرتها وسلطتها على الواقع بابتكار سبل جديدة لخلق وحدة متماسكة فيما بين قواها.
انجاز تلك المهمة العزيزة يحتاج ودون شك الى اتباع تاكتيكات متنوعة تتقسم حسب رؤيا كل قوة وبحيث لا يصبح الاختيار للوسيلة المختارة من كل تنظيم او تحالف مدعاة للاختلاف حول الاستراتيجي. الاختلاف هنا يجب ان يغدو تباينا فقط في الرؤيا ليصب ويعمل على تغذية الاستراتيجية الثورية الموحدة وهي الانتصار على الانقلاب وتفويت الفرصة للاسلامويين ومناصري الانقلاب من المهرجين السياسيين وسدنة الفساد المنظم لافساد المشهد السياسي لعرقلة التحول الديمقراطي.
وحتى لا يتحول الخطاب الجديد لقوى الثورة والانتقال الى خطاب لاحلام وتمنيات فعلى تلك القوى الاقتراب من بعضها البعض اكثر بواسطة اختراق الحاجز النفسي وبذل الحوار المنتج المجدي الموحد للاهداف الاستراتيجية والبحث بعد ذلك في الكيفيات التي يمكن ان تجعل استقلالية نسبية لخيارات كل طرف دون اللجوء للغة التخوين واستخدام المنصات الاعلامية وسيلة لبذر وتعميق الخلافات.
وهنا وفيما يتصل بهذا الجانب الهام فلا بد من قراءة تتصف بالحصافة تعمل على تعريف غالبية المنصات الاعلامية من منصات اعلام تقليدي وجديد كونها منصات امنوقراطية لا تزال تنطوى على اغراض سياسية تتباين قدرتها في اخفاء هويتها المناهضة للتحول الديمقراطي.
فالقراءة والتحليل لمسببات ما جرى من تصعيد اخير يعود وبنسبة كبيرة الى رغبة ورغائبية اجهزة اعلام اقليمية ومحلية منحازة بعينها لسياسات مالكيهما ولاختيارات سياسية ومصالح بعينها لاعداد مشهد المقابلة والتضاد بالتغذية والتحريض لحالة الاستعداء وبحيث لا تتوفر ارادة لحل ما يمكن ان ينشب من صراع.
فغالبية القنوات والصحف المحلية ورغم محاولة ظهورها في ثوب الحياد والاستقلالية واتخاذ المهنية الا انها وبالنظر الى سياساتها نجدها منحازة بالكامل لاعادة الاوضاع لما سبق والنظام السياسي البائد الى المقدمة بتأييد مكثف من منصات التواصل الاجتماعي المنظمة الضالعة في التاجيج للصراع بين الفرقاء العسكريين والمدنيين احيانا.
وتتميز سياسات تلك المؤسسات الاعلامية وبنحو واضح لجعل المشهد السياسي مضطربا وقابلا للاشتعال في اي لحظة.
بذا فان استيعاب الافراد والمؤسسات الثورية لماهية الفخ المصنوع يغدو امرا في غاية الاهمية لعدم الانزلاق في الخطة المصممة من غرف اعلامية متخصصة يقود دفة انشطتها غلاة الاسلامويين واصحاب المشروع الاستعادي لسلطتهم.
سيناريو الصراع على الحافة والذي شهدناه في اليومين السابقة مثل و شكل اختبارا حقيقيا لقوى الثورة والانتقال بما قدمه من صور جائزة وممكنة لتخريب البلاد امعانا في ضرب العملية السياسية واجراءاتها وهو ما يجب حاليا تفادي اعادة صناعته والذهاب فورا ودون انقطاع نحو غايات التحول الديمقراطي وتوسيع فرص الاتفاق على الاهداف الموصلة لنهاياتها.
بيد ان الثورات لا تمضي في معظمها الا عبر منعرجاتها وقد تحتاج الى قدر من الاخطاء واحيانا الخيانات في سبيل رفد المستقبل بطاقات وفيرة قادرة بدورها لاعطاء الفرص للتعلم والتعليم وبناء الخبرات التي تكافح الانهيار بصفة بنيوية وطبيعية.