الرأي

الامتحان البديل… عبء على المعلم والتلميذ

صوت الشعب

مريم البشير
أعلنت وزارة التربية ولاية النيل الأبيض عن موعد الامتحان البديل لطلاب مرحلة الأساس الذين لم يحالفهم الحظ على أن يبدأ اليوم السبت 2022/9/17 وقد تقرر فرض رسوم على الطلاب 10000ج على أن يكن طلاب وطالبات في أقرب مركز لسكنهم رغم عدم تحسب الإدارة لمخاطر الإختلاط. إلى هنا كل شئ بفرضيات سلطة الأمر الواقع مقبول، لكن مالم تحتسب له الإدارة هو إعداد المراكز وتهيئتها بالحد الأدنى لضمان بدء الامتحان وإستمراره من حيث التنظيم وإعداد القوائم بأسماء الممتحنين من الجنسين وقد وجهت الإدارة إدارات المراكز بالإعداد دون تفاصيل وأن يُراقب معلمو المدرسة التي وقع عليها الإختيار مركزاً للامتحان دون إعتبار لغياب معظم المعلمين، بإعتبار إجازة نهاية العام حيث إعتادوا على عدم التقيُّد بأسبوع المعلم، فالإدارة إلى لحظة كتابة هذا المنشور لم تتفقد المراكز ولم تجتمع بمجلس تربوي لضيافة المراقبين، رغم أنَّ الإدارة فرضت مبلغ 10000 ج ورغم أنّ المسؤولية تقتضي وجود امتحان إحتياطي تحسباً لأي طارئ، إلاَّ أن الإدارة إحتفظت بحق جمع الرسوم وأغلقت الباب أمام آخرين لم تُعرف ظروفهم ولم يُمنحوا حقهم في الجلوس للإمتحان بإعتباره آخر فرصة لقد، ضربت الإدارة بكل هذه المسؤوليات عُرض الحائط. ففي ظل اللادولة وإنعدام الرقيب والحسيب يحدث كل ماهو غريب ليقع عبء إعاشة المعلم على المراكز ذات الميزانية الصفرية والتي لن تستطيع أن تُلزم مجلس الآباء بشئ،
ما تستطيعه إدارات المراكز هو إلزام معلميها بالمراقبة، فعلى المعلم والتلميذ أن يُدبرا ميزانية وجبة وماء وملحقاتهما لستة أيام، كما عليه أن يقوم بدور المراقب والعامل معاً هكذا الحال في بلد المفارقات، يقوم المواطن بواجبه وواجب الدولة معاً، ولا عزاء لرداءة الوضع الإقتصادي ولا لضعف راتب المعلم مقارنة مع مسؤولياته.
لماذا تعجلت الإدارة الامتحان إذا لم تحتسب كل تلك الإستحقاقات؟
لماذا تم فرض رسوم فوق طاقة بعض الأسر دون إعتبار لدعم المراكز؟
ماذا يُضير الإدارة إذا إنتظرت إلى الثاني من أكتوبر لتصبح كل مدرسة ملزمة بدعم المركز الذي يجلس فيه الراسبون من تلاميذه وتلميذاته؟
ما مصير من لم يستطع تحصيل المبلغ المحدد؟
هل تم حصر من عجزوا عن سداد المبلغ؟
* همسة
هل كل هذا التخبط ناتج عن إنشغال إدارة التعليم بالولاية عن مهامها التي كُلِّفت بها لتتفرغ لتصفية الخصوم السياسيين؟
لماذا ننكر على الآخرين إقحام السياسة في التعليم ونُخالف ظاهر المبدأ وجوهره؟
كيف ننهض بالتعليم؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى