الرأي

الافتاء بظهور قمر القبيلة المسلحة!!!

د. وجدي كامل
في تقديمه لواجب العزاء في المقدم احمد محمد علي بخيت، ذكر ومن ضمن ما ذكر، الفريق البرهان في تعريف صلة الراحل، انه واحد من ابناء الشعب السوداني (ودي حقيقة وما فيها حاجة). اما ان يأتى بسيرة القبيلة ويسمي أن القتيل واحد من قبيلتنا القوات المسلحة، فهذا تشبيه غير موفّق للقوات المسلحة التي، وبحسب البرهان، تظهر هنا كفصيل قبائلي وباعتراف ضمني بأن هنالك فصائل قبائلية أخرى.
انتشار استخدام مفردة القبيلة في العسكرية والرياضة والدراما، وووووالخ، أمر مؤسف يمجد بنحو معلن للقبيلة والقبلية وقيم ثقافة التعصب والمحاباة والانغلاق، ويرفع من شأنها كمستوى تطور اجتماعي.

البرهان

تلك ثقافة اورثتها الانقاذ في عقول الكثيرين بهدف التقسيم الاجتماعي، ولزم امر مكافحتها مقاربة وتشبيها. القبيلة وعاء اجتماعي لدرجة دنيا من التطور والتخلق في سلم التطور الاجتماعي، وهى وبالرغم من لعبها لأدوار ايجابية في تمتين الروابط الاجتماعية في التطورات الاجتماعية الجينية، إلا إن التخندق فيها والتمسك ببقائها كتنظيم اجتماعي مثالي معاصر، يكشف عن علاقة مباشرة بالمصالح والامتيازات التي توفرها للمتغطي بها حجباً لرحابة الوطن والوطنية المغدورة بالمفاهيم المتواضعة عن التطور. والجيش جيش السودان، وليس جيش القبيلة المصنوعة بسبب الاغتيالات المتسلسلة من ذات الفلول لاشعال فتيل الفتنة والقطع على وحدة قوى الثورة.
يبقى سؤال، ما هذه الظاهرة العجيبة للمخاطبات السياسية عبر مناسبات الافراح والاتراح وافطارات رمضان؟، هل تعذر تجميع كل الكلام والافكار ووضعها اعلاميا في سياق مؤسسي مباشر لمخاطبة الرأي العام؟ أم أن ذلك امعان في تقسيمه وبيع المخاطبات الرخوة المثبطة للهمم في اسواقه المقسمة مع سبق الاصرار والترصد؟. أو ليس لهم ملكية اغلب القنوات والصحف والمؤسسات الاعلامية؟ لماذا يا تُرى يخشون مخاطبة الرأي العام موحدا واحدا؟
وبالقول والفعل نظل شعوبا سودانية غير محظوظة وتبقى غير سعيدة بقادتها في ظل تكرار وتكرر الانقلابات العسكرية وتحقيقنا لنصف ثورات!!!!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى