الرأي

الاتفاق الإطاري يحاول تقسيم المؤسسة العسكرية، واشعال حرب بين البرهان ودقلو “…

مجاهد بشرى
● هذه الجُملة مرت عليك عشرات المرات في بوستات او اخبار ، او حتى لقاءات تلفزيونية أليس كذلك؟؟؟؟
● الجملة التي يرددها فلول النظام السابق في تناغم و تنسيق عجيب مع الأرادلة و الحركات الرافضة للاتفاق الاطاري يجبرنا على طرح السؤال الأهم..
هل الاتفاق الإطاري هو سبب الحرب المُشتعلة بين البرهان و حميدتي؟؟
● في الـ 22 من يونيو 2021م، وفي خطابه لإعلان مبادرة الوفاق الوطني، اعلن رئيس الوزراء السابق د. عبد الله حمدوك عن وجود خلاف عسكري لأول مرة حيث قال: “التشظي العسكري عسكري داخل المؤسسة الواحدة من الأشياء المقلقة وهو أزمة مخيفة إذا فكرنا في تداعياتها.
و النظر لخطورة الموقف يجعلنا ننظر له بأذهان مفتوحة للتعامل مع هذه المسألة بكل الجدية و الصرامة المطلوبة”.
– إذن فالخلاف بين البرهان دقلو ليس وليد اللحظة و لا أحد إفرازات الإطاري، بل هو خلاف خطير أدركه المدنيون قبل الانقلاب، خلاف يقود إلى حرب مسلحة وتكون نتيجتها الحتمية زوال الدولة التي تُسمى السودان.
● في ذلك الوقت لم يفهم أحد من الذي يقف وراء هذا الخلاف.. و لا من يغذي نيرانه، ولكن المدنيين اسرعوا بالتدخل بين البرهان ودقلو لإطفائه، رغم التصريحات المُعلنة للرجلين، والتي نفت وجود صراع، فالمدنيين في الحرية و التغيير ، وحمدوك، والقليلين ممن نعرفهم اتفقوا على الا يكون دورهم هو “حجّازين” فقط، بل اظهار مقدرتهم على ايجاد الحلول للمشكلة.
ومن ضمنها اصلاح المنظومة العسكرية و الأمنية، ودمج الدعم السريع في الجيش بغية الوصول لجيش وطني موحد، بقيادة واحدة.
● بعد إعلان مبادرة الوفاق الوطني من قبل حمدوك، انتبه العسكر لخطورة اتحاد المدنيين، وما يُمثله ذلك من تهديد لمصالحهم، وحياتهم، فاتفق البرهان ودقلو على الانقلاب الفاشل في الـ25 من اكتوبر 2021م, وفقا لمصادر عسكرية رفيعة.
● لكن الاحداث التي سبقت الانقلاب وتلته، غابت فيها اي مطالبات بدمج الدعم السريع من قبل الجيش، والكيزان، والحركات المسلحة، بل ظل يُعامل على أنه قوة نظامية بحديث البرهان نفسه، والهدف من هذا الصمت هو أن يتمدد الكيزان ويعودوا لمفاصل الدولة، ثم القضاء على الدعم السريع في صفقة مربحة عُقدت مع مناوي وجبريل اللذان يربطهما تنسيق عالي المستوى مع النظام البائد عبر جبريل الذي يسعى إلى قلب معادلة وجود السلاح في يد المكون الذي ينتمي إليه دقلو، فتتمكن الحركات من وراثة كل دارفور عبر حركة قبلية واحدة.
● ووفقا لتأكيدات على اعلى مستوى ليلة التوقيع على اتفاق البرهان حمدوك, افادوا بأن الدعم السريع سعى للاتفاق رغم رفض البرهان له، لأنهم اكتشفوا ان “الكيزان” قد استغلوهم للقيام بهذا الانقلاب الذي لم يكون تصحيحا، بل هو اعادة للنظام البائد بكل صفوفه إلى السلطة، وأن الهدف الثاني سيكون قيادات الدعم السريع.. وهو ما أكده زعيم هذه المليشيا قبل عدة أشهر بالحرف الواحد، وهذا يؤكد ما نكرره ان دقلو مع العملية السياسية لأنها تضمن له حياته، اكثر من اهتمامه بالديمقراطية.
● تعدد اعداء الدعم السريع في الجيش والنظام البائد والحركات المُسلحة،والشعب، دفعتهم لتغيير موقفهم من الانقلاب، والقفز في مركب مشروع المقترح الدستوري للجنة التسييرية لنقابة المحاميين في اغسطس العام الماضي، فهم المطاردين بإشتراكهم في مجزرة فض الاعتصام والانقلاب، ومطاردين باعداء يريدون رؤوسهم، وعتادهم الحربي الذي يمثل مصدر حمياتهم، ومصدر نفوذهم السياسي، ولأن قضية تعدد الجيوش هي صنيعة النظام البائد، ولم يجد لها البشير ولا الانقلاب أي حلول، او حتى تقديم مقترح لتوحيد الجيش، فإن المدنيين ابتداءا بحمدوك ونهاية بالاتفاق الاطاري، هم الوحيدين من أتوا بحل لمشكلة تعدد الجيوش، واصلاح المنظومة الأمنية والعسكرية.
● سير العملية السياسية اصبح مهددا لخُطط عناصر النظام البائد، وتهديدا لمطامع عسكريين كثيرين داخل الجيش، ولحلفاء الانقلاب من الأرادلة و الحركات، فحدث انقساما داخل الجيش من ثلاث محاور، محور يقود شمس الدين كباشي ومعه الاستخبارات العسكرية، والشرطة العسكرية و بعض الضباط، والبرهان و معه رئاسة الاركان وهيئة الامداد والجوية، والمدرعات والبرية، وهي خطة نفذها في أغسطس الماضي عندما اطاح بنائب رئيس الاركان منور نقد، وقائد البرية عصام الدين كرار، واتى بالمسؤول عن مجزرة 8 ابريل 2019م امام القيادة العامة الفريق الركن عباس حسن عباس الداروتي، والذي يكن عداوة مُطلقة للمدنيين.
● الداروتي الذي عُيّن رئيسا للجنة الاصلاح الامني والعسكري اتضح لاحقا انه المنسق الأساسي بين الكيزان وكباشي، وكل التيارات التي تقف ضد العملية السياسية، حيث أقدم على سحب كل العسكريين من ورشة الاصلاح الامني في يومها الثالث، وطالب المدنيين بإيقافها، مما احدث ربكة تناقلتها كل وسائل الاعلام.
الداروتي الذي ظل يصطحب مدير مكتب كباشي العميد عادل في كل خطواته، تسبب في تعطيل عمل اللجان المشتركة، او حتى الوصول إلى رفع توصيات لهذه الورش.
● البرهان يقف اليوم غير قادر على التوقيع على الاتفاق خوفا من الكيزان داخل الجيش الذين يريدون قطع الطريق بالانقلاب والذهاب إلى الحرب، غير مُدرك لخطورة التحشيد الذي يدفعونه إليه دفعا، فإما أن يختار البرهان توقيع الإطاري الذي يحمل الحلول الوحيدة التي تمنع الحرب، فينزل قائدا عاما للجيش، أو أن يرفع يده من الاتفاق، وينصاع لقادة النظام البائد، وعندها سيكتشف أن في حال اشتعلت الحرب بين الجيش والجنجويد، فإن هذه الحرب ستبدأ بالتخلص من البرهان، وسيخوضها غيره ممن سيُنجز المهمة دون تردد، فالحركات المسلحة اوضحت بأن هنالك انقلابا سيقع اذا اراد البرهان توقيع الاتفاق، والسؤال هنا:
على من يقع الانقلاب؟؟؟
على البرهان بالتأكيد..
والانقلاب على البرهان يعني ان يقف في وجه العاصفة..
عاصفة الاقتتال من اطراف كلها تسعى لحكم الشعب السوداني دون رضاه او موافقته..
اقتتال حامي الوطيس خوفا من المحاسبة والعقاب، وفقدان الامتيازات والمصالح.
وسيكون هو أول ضحاياها، أقولها بلا أدنى شك.
وهو انقلاب محكوم عليه بالفشل لأنه سيواجه القوى المدنية، والشارع والشعب وحتى الدعم السريع بالاضافة إلى المجتمع الدولي، مما يعني انه محكوم عليه بالفشل مسبقا.
والصراع على أشده بين أمراء الحرب الذين مزّقوا البلاد لثلاثين عاما ولم يكتفوا بإراقة دماء السودانيين، ومستمرين في التحشيد، والتجييش، والتحريض، واستفزاز العسكر لإشعال الحرب، وبين معسكر المدنيين الداعمين للتحول المدني الديمقراطي، عبر عملية سياسية تُخرج العسكر من السلطة، وتنزع فتيل الأزمات بالقانون والتوافق لإنقاذ البلاد.
وعلى البرهان أن يحسم أمره والاختيار بين خيارين لا ثالث لها..
إما الكيزان، أو السودان..
فهو والدعم السريع الذي عزز الانقلاب من استقلاليته، اصبحا احد اهم اهداف من زينوا لهما ارتكاب كل هذه الجرائم ضد الشعب..
ونحن يُهمنا السودان و أمنه…
ووحدة جيشه..
و سلامة إنسانه..
فالسودان أولا قبل كل شيء..
*نقلا عن فيسبوك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى