الأخبار

الأمين العام للأمم المتحدة يدعو إلى وقف الأعمال العدائية في إثيوبيا 

 

وكالات ـ الديمقراطي

انصب تركيز عمل المنظمات الإنسانية في الأيام والأسابيع الماضية على أفغانستان وإثيوبيا وهايتي. وفي كلمة أمام الصحفيين أمس في نيويورك، قال الأمين العام للأمم المتحدة إن المنظمة الدولية لن تتخلى عن أفغانستان، وأشار إلى شعوره بقلق عميق بسبب معاناة السكان في إثيوبيا. أما في هايتي، فأكد أن الأمم المتحدة تواصل تقديم الدعم المنقذ للحياة.

تأتي كلمة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، للصحفيين تزامنا مع إحياء اليوم العالمي للعمل الإنساني. وقال في بداية كلمته: “اليوم هو اليوم العالمي للعمل الإنساني، أفكارنا مع العاملين في المجال الإنساني والملايين العديدة من الأشخاص الذين يسعون جاهدين لمساعدتهم كل يوم.”

وأعرب الأمين العام عن “قلقه الخاص” إزاء الوضع في إثيوبيا، مشيرا إلى معاناة الشعب الكبيرة، والظروف الإنسانية الرهيبة، في ظل حاجة الملايين من الناس للمساعدات وتدمير البنية التحتية. ويأتي مؤتمر السيد غوتيريش بالتمن مع اليوم العالمي للعمل الإنساني الذي يسلط الضوء هذا العام على تغير المناخ وعواقبه على الصحة والمجتمعات.

وقال للصحفيين في المقر الدائم: “لقد سمعنا روايات مباشرة من نساء تعرضن لعنف لا يوصف. لقد أوقع انتشار الصراع المزيد من الناس في أحباله المروعة.”

وأكد غوتيريش أن على جميع الأطراف أن تدرك أنه لا يوجد حل عسكري وأنه من الضروري الحفاظ على وحدة واستقرار إثيوبيا وهو أمر بالغ الأهمية للمنطقة وما بعدها.

وناشد الأمين العام العمل على ثلاث جبهات لمنح السلام فرصة، داعياً جميع الأطراف إلى وقف الأعمال العدائية على الفور. وقال: يجب ضمان الوصول غير المقيد للمساعدات الإنسانية في كل مكان جنبا إلى جنب مع إعادة إنشاء الخدمات العامة في جميع المناطق المتضررة، وتهيئة الظروف للسماح بإطلاق حوار سياسي بقيادة إثيوبية لإيجاد حل للأزمة.

وأكد أنه يمكن لمثل هذا الحوار أن يسهم في معالجة الأسباب الكامنة وراء الصراع ويضمن أن توجه الأصوات الإثيوبية الطريق إلى السلام. وتابع: “ستواصل الأمم المتحدة العمل مع الاتحاد الأفريقي والشركاء الإقليميين والدوليين لدعم الشعب الإثيوبي في طريقه إلى السلام والمصالحة. حان الوقت لوضع حد للمعاناة، كل هذه الخطوات ضرورية لتحقيق ذلك”.

وردا على أسئلة الصحفيين، أكد الأمين العام أن مشاوراته مع الاتحاد الأفريقي مستمرة لضمان أن تكون وجهات النظر واحدة بشأن ما ينبغي فعله. وقال: “كنت أتحدث مع دول عديدة في المنطقة، ولاحظت أن ثمة – في جميع دول المنطقة – وجهة نظر واضحة وهي أنه من المهم الحفاظ على وحدة واستقرار إثيوبيا، ومن المهم إنهاء الأعمال العدائية.” وأوضح أنه طلب من مارتن غريفيثس، بصفته وكيله للشؤون الإنسانية، إجراء اتصالات مرة أخرى مع رئيس إقليم تيغراي دبرتسيون غبرميكائيل، “وفعلنا كل شيء لمحاولة إقناع الجانبين بأهمية وقف الأعمال العدائية”. وأكد أن مجلس الأمن سيجتمع مرة أخرى الأسبوع المقبل، وآمل في أن يشارك المجتمع الدولي بأكمله هذه المناشدة التي أطلقتها.

وأشار إلى أن الأمم المتحدة تعمل بنشاط داخل تيغراي وفي المناطق المحيطة بها حيث يواجه الناس مشكلات جدية في الوقت الحالي، قائلا إن الأمم المتحدة تؤكد لجميع الأطراف، ولاسيما الحكومة الإثيوبية، أنه يجب منح حق الوصول الكامل للمساعدات الإنسانية، مشيرا إلى أنه تحدث مرة أخرى مع رئيس الوزراء، حول هذه المسألة.

وقال: “من المهم أن يقبل الجانبان بوقف الأعمال العدائية، ومن المهم أن يدرك الجميع أن إعادة إنشاء الخدمات العامة والوصول الكامل للمساعدات الإنسانية لجميع المناطق – تيغراي، أفار، أمهرة – الوصول الإنساني الكامل أمر مهم للغاية.”

كما تتزامن كلمة غوتيريش مع عيد الاستقلال في أفغانستان، حيث وجّه كلمة إلى الشعب الأفغاني قال فيها إن الأمم المتحدة ملتزمة في البقاء والمساعدة وتعزيز فرص السلام وحقوق الإنسان. وردا على أسئلة الصحفيين بشأن ما إذا كانت الأمم المتحدة تطلب أن تدير المطار في العاصمة كابول، أكد غوتيريش أن الوضع الحالي متغير للغاية والأمم المتحدة لا تطلب إدارة المطار.

وقال: “يجب أن نكون حذرين في تقديم أي اقتراح ليس لدينا القدرة على تنفيذه. أعتقد من المهم وجود ضمانات للسلامة في المطار والعثور على طريقة للانتقال لوضع طبيعي في المستقبل ولكن هذا جزء من حزمة كاملة من محادثات يجب أن تأخذ مجراها بين المجتمع الدولي وطالبان”. وأشار إلى إمكانية مراجعة تفويض الأمم المتحدة في أفغانستان، لكن الأمر يعتمد على طبيعة الوضع.

وقال إن طالبان ترغب في الشرعية والاعتراف “ولكي يتحقق ذلك أعتقد أنه من المهم أن يتحدث المجتمع الدولي بصوت واحد وواضح بشأن أهمية أن تكون هناك حكومة شاملة تمثل جميع الجماعات العرقية المختلفة الموجودة في البلاد، وأن يكون هناك احترام كامل لحقوق المرأة – وعلى وجه التحديد قضية حقوق المرأة مهمة بالنسبة لنا – وأن يقدر الأشخاص المعرضون للخطر على المغادرة، وأخيرا ألا تُستخدم الأراضي مرة أخرى من قبل أي جماعة إرهابية”. وأكد أنه من المهم جدا أن يتحد المجتمع الدولي وأن تكون له جبهة مشتركة أثناء النقاش مع طالبان من أجل تحقيق هذه الشروط.

وردا على سؤال بشأن أي محادثات مع حركة طالبان، قال غوتيريش: “أنا لم أتحدث بنفسي مع طالبان، ولكن طواقمنا في أفغانستان على اتصال وثيق مع طالبان ونقلوا هذه الرسالة بقوة”. وأضاف يقول: “أنا على استعداد للتحدث معهم عندما يتضح مع من يتعين علي أن أتحدث ولأي غرض. لقد كنت على اتصال أول أمس مع نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية قطر ونتابع المبادرة القطرية وندعمها. دعونا نأمل في أن تمهد الطريق لحكومة شاملة في أفغانستان”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى