الأخبار

الأمم المتحدة: حياة ملايين السودانيين تحولت إلى صراع من أجل البقاء

الخرطوم ـ (الديمقراطي)

رسم رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس صورة قاتمة لأوضاع البلاد، بعد أكثر من 10 أشهر من الانقلاب على الحكومة الانتقالية.

وقدم فولكر، الثلاثاء، إحاطة عن أوضاع السودان والسودانيين إلى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.

وأكد فولكر في الإحاطة استمرار تدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي، وازدياد الحوادث الأمنية التي تؤثر على المدنيين في جميع أنحاء البلاد، فيما تتزايد الاحتياجات الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية بشكل كبير.

وقال إن الاحتياجات الإنسانية بلغت الآن مستويات قياسية بسبب التأثير المشترك لعدم الاستقرار السياسي المستمر، والأزمة الاقتصادية، وتصاعد العنف بين المجتمعات المحلية، وضعف المحاصيل إضافة إلى الفيضانات التي تضرب أنحاء من البلاد حاليا.

وأضاف: “يواجه 11.7 مليون شخص الجوع الحاد، وهذا العدد آخذ في الازدياد. وقد تسبب ذلك- إلى جانب الزيادات الهائلة في أسعار السلع الأساسية وارتفاع التضخم- في تحويل الحياة اليومية للعديد من السودانيين إلى صراع من أجل البقاء”.

وأشار إلى أن الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة تمكنت من الوصول إلى 7.1 مليون شخص محتاج منذ يناير من هذا العام، ومع ذلك فإن خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2022 لم تتلق سوى 32 في المائة من التمويل المطلوب. كما تستمر الأزمة السياسية في الخرطوم في خلق فراغ في سلطة الدولة وتساهم في عدم الاستقرار في باقي أنحاء البلاد.

وحذر ممثل الأمين العام الخاص إلى السودان من استمرار تدهور الوضع العام في البلاد ما لم يتم العثور على حل سياسي لاستعادة حكومة مدنية، ذات مصداقية، يمكنها إعادة تأسيس سلطة الدولة في جميع أنحاء البلاد، وتهيئة الظروف لاستئناف الدعم المالي الدولي، بما في ذلك تخفيف عبء الديون”.

وقال فولكر بيرتس إن قرار الجيش بالانسحاب من الحياة السياسية والمبادرات الأخيرة التي طرحتها القوى المدنية توفر فرصة للقوى العسكرية والسياسية للتوصل إلى اتفاق حول كيفية المضي قدما.

وشدد على أهمية الوقت، محذرا من أنه كلما طالت فترة الشلل السياسي، زادت صعوبة العودة إلى الانتقال السياسي.

وحثّ جميع الجهات الفاعلة على اغتنام هذه الفرصة والتوصل إلى اتفاق ذي مصداقية بشأن حل يتمتع بالشرعية في نظر النساء والرجال السودانيين، مؤكدا موقف الأمم المتحدة والآلية الثلاثية- المكونة من الاتحاد الأفريقي وهيئة إيقاد ويونيتامس- الثابت في دعم جهود الانتقال السياسي.

ودعا المجلس والمجتمع الدولي الأوسع إلى تقديم دعم متماسك ومنسق للسودان في هذا الوقت الحرج.

وأكد على أن الآلية الثلاثية ظلت منخرطة في كل هذه المبادرات المختلفة، وقال إنه يشعر بالتشجيع إزاء القواسم المشتركة بين هذه المبادرات التي “يتحد معظمها حول الحاجة إلى رئيس دولة مدنية ومجلس وزراء لا يتألف من قادة حزبيين، ولكن من خبراء أو تكنوقراط، بالإضافة إلى مجموعة محدودة من المهام لحكومة انتقالية جديدة.

وأضاف: “في حين أن أي اتفاق سياسي يجب أن يكون مملوكا بالكامل للسودانيين، فإن الآلية الثلاثية على استعداد لجمع الأطراف حول نص واحد من أجل جسر هوة الخلافات المتبقية”.

وقال الممثل الخاص إن فترة الأشهر العشرة الماضية، منذ الانقلاب العسكري، تميزت باحتجاجات منتظمة ضد الانقلاب، قُتل 117 شخصا وجُرح الآلاف في سياق هذه الاحتجاجات التي كثيرا ما قوبلت بالقوة المفرطة.

وقال إنه أكد مرارا، ضرورة التنديد علنا بالاستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الأمن وكذلك استهدافها للمرافق الصحية والعاملين الطبيين الذين يعالجون الجرحى.

وتحدث الدكتور مضوي إبراهيم، ممثلا لمنظمات المجتمع المدني، محذرا من اندلاع حرب أهلية في البلاد في ظل تعدد الجيوش والحركات المسلحة، قائلا إن هذه الجيوش والفصائل المسلحة موجودة داخل المدن والبلدات وتتسبب في مشاكل جمة بالنسبة للسكان.

وأضاف: “المدنيون في المناطق الريفية- لا سيما دارفور- مهددون باستمرار، ويتعذر عليهم ممارسة الزراعة.. بات العنف منتشرا، فنحن لا نعلم من الذي يقوم بهذا الهجوم. وللأسف سلطة الدولة غائبة. ويتصرف الجميع كما يحلو له. وما لم يتوحد الجيش فإن الحكومة المدنية ستظل بلا سلطة”.

وشدد الدكتور مضوي على الحاجة إلى حكومة مدنية، داعيا العناصر المسلحة إلى العودة إلى ثكناتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى