استعراض كتاب (سيرة عمر خيري)
عمر خيري (1939-1999)، أو جورج إدوارد اسكونككر، كما كان يسمي نفسه، تشكيلي سوداني عظيم الموهبة وصاحب إنتاح غزير، يُقدِر مؤلف هذا الكتاب، وفق مقارنة عقدها بين عدد المعارض التي أقامها عمر خيري وعدد اللوحات المفترض عرضها في كل معرض، بأنه ربما يكون أنتج (750) عملاً.
جاء في مقدمة الكتاب: “قُصد من هذه الدراسة أن توثق لحياة وأعمال الفنان الراحل عمر خيري. ومن جهة التوثيق لحياته، استهدفت الدراسة رسم المسار العام لحياته وتعيين الأحداث المهمة فيها، وإبانة المصادر التي يمكن اعتمادها للتوسع في التوثيق لحياته. ومن جهة التوثيق لأعماله، استهدفت الدراسة حصر الأعمال المتوفرة حالياً داخل السودان، وترتيبها وتصنيفها حسب تاريخ إنتاجها ومحتوياتها وبعض خصائصها الشكلية والأسلوبية”.
اشتمل الكتاب على سيرة لعمر خيري نسجها المؤلف معتمداً على ثلاث مقالات كُتبت حوله، وعلى مقابلات قام بها مع بعض من زملاء وأقارب عمر خيري، وعلى مخطوطات له. كما شمل مائة لوحة من أعمال عمر خيري، توزعت سيرته بينها إلى ثلاثة فصول جاءت على النحو التالي: الفصل الأول: سيرة عمر خيري (مقدمة، السيرة الباكرة، حياته الأسرية والمهنية)، وفي الفصل الثاني: آثار عمر خيري المكتوبة (مقدمة، الوقائع الأساسية في حياة جورج إدوارد اسكونككر، نصوص حول فن الرسم)، وفي الثالث: أعمال عمر خيري الفنية (مقدمة، الخصائص الفنية لأعمال الفنان عمر خيري).
في خاتمة الكتاب يكتب المؤلف: “ما ترسمه الصفحات السابقة ليس إلا صورة خارجية تتبع الملامح العامة لحياة الفنان عمر خيري، دون أن تغوص في تعقيداتها، أو تتعرض للأسئلة الكثيرة التي تثيرها سيرته. ومن هذه الأسئلة ما يخص التاريخ القريب للثقافة في السودان، مثل صعود مكانة النخبة الوطنية المرتبطة بالدولة الحديثة وفضائها المديني، وظهور ما يُعرف بالمجال العام الذي تبلور فيه نمط جديد من الفاعلية الاجتماعية يعتمد على ثقافة الفرد”. وتستمر الخاتمة في عرض الكثير من الأسئلة من نوع: ما مكانة عمر خيري في تاريخ الفن التشكيلي الحديث في السودان؟ وأسئلة أخرى مثل: كيف نفهم إعجاب عمر خيري الصريح بثقافة وتاريخ المجتمعات الأوروبية؟ وكيف تأتى لعمر خيري أن يكتسب أسلوبه المميز في الرسم في وقت مبكر من عمره؟
وغيرها من الأسئلة التي لم يجب عنها المؤلف كاتباً: “بالطبع، لا نطمع في التوصل لإجابات شافية لهذه الأسئلة، كما لا يسمح سياق هذا البحث وحجمه بالشروع في البحث عن إجابات لهذه الأسئلة. ولكن من المؤكد أن إثارة هذه الاسئلة من شأنها أن تضيء لنا الدرب في ما يتعلق بتحليل شخصية عمر خيري ضمن رؤية نقدية لذلك الجيل من الرعيل الأول”.
* نقلاً عن مدونة في المكتبة