تقارير

إحاطة فولكر أمام مجلس الأمن .. فرص إنهاء الأزمة

رصد – الديمقراطي
أكد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة للسودان، فولكر بيرتس، أن هناك فرصة لإنهاء الأزمة في السودان بوجود ديناميكيات جديدة، محذراً في الوقت ذاته من تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية إن لم يتم التوصل لحل سياسي لتشكيل حكومة بقيادة مدنية ذات مصداقية قادرة على بسط سلطتها في جميع أنحاء البلاد، وكسب ثقة المجتمع الدولي بما فيها تخفيف الديون.
وشدد المبعوث الأممي، خلال إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك في جلسته الدورية المتعلقة بالسودان، على أن “أي حل من هذا القبيل لا يمكن ضمانه، لكن هناك فرصة للتوصل لاتفاق سياسي يساعد على إيجاد فترة انتقالية من أجل تشكيل حكم ديمقراطي”.
ديناميكيات جديدة
اعتبر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان، رئيس بعثة يوينتامس، فولكر بيرتس، تشكيل نقابة جديدة ومستقلة للصحفيين حدثاً مهماً وتطوراً جديراً بالذكر. وقال بيرتس، في إحاطة لمجلس الأمن الدولي بشأن الأوضاع بالبلاد، يوم الاثنين: “لم يكتف الصحفيون بتأكيد حقهم في تشكيل نقابة وحسب، بل قاموا كذلك بانتخاب مجلسهم ورئيسهم، من خلال التصويت التنافسي للمرة الأولى منذ 33 عاماً”.
وفي هذا السياق، أشار بيرتس إلى مبادرة تجمع المحامين، شملت عدداً من القوى السياسية السودانية، قدمت مسودة من تلك المبادرة للآلية الثلاثية. كما أشار إلى تقليص الفروقات بين المبادرات المختلفة، ونبه إلى وجود توافق على عدد من النقاط من بينها الحاجة لقيادة مدنية للدولة، ورئيس وزراء مستقل، وحكومة من المختصين والكفاءات الوطنية، وليس حكومة من قيادات الأحزاب. وأشار إلى توافق كذلك حول معالجة قضية العدالة الانتقالية، وضرورة أن تكون على قائمة الأولويات، مؤكداً في الوقت ذاته على وجود خلافات حول تقسيم السلطة ودور الجيش.
تنديد بالعنف
وندد المبعوث باستخدام قوات الأمن السودانية للعنف، بما في ذلك استهداف المرافق الصحية والعاملين في المجال الصحي. ولفت الانتباه إلى مقتل عشرين مدنياً وجرح (1700) آخرين منذ إحاطته الأخيرة أمام المجلس في مايو الماضي. وشدد على أن الأزمة السياسية في الخرطوم تزيد من الأزمة في جميع أنحاء البلاد.
وعبر عن قلقه من زيادة في أعمال العنف في دارفور والنيل الأزرق. وقال إن بعثة الأمم المتحدة تحققت من مقتل أكثر من (300) مدني، بين مايو وأغسطس الماضيين، في أعمال عنف قبائلية.
وقال: “وصلت الاحتياجات الإنسانية إلى معدلات قياسية بسبب الأوضاع الأمنية، وعدم الاستقرار السياسي، والأزمة الاقتصادية، والعنف القبلي، وخفض المحاصيل، والفيضانات”. ولفت الانتباه كذلك إلى نقص في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية التي أطلقتها الأمم المتحدة، إذ تم تمويلها بنسبة بحوالي (30 %) فقط. وأضاف: “يواجه 11.7 مليون سوداني معدلات عالية من الجوع، وهذه الأرقام في تصاعد”.
مطلوبات عاجلة
وحذر بيرتس من استمرار التدهور ما لم يتم التوصل إلى وضع سياسي لإعادة تشكيل حكومة ذات مصداقية تضطلع بوظائفها على نحو كامل بقيادة مدنية، حكومة قادرة على إعادة فرض سلطة الدولة في جميع أرجاء البلاد وتهيئة الظروف لاستئناف التعاون الدولي، بما في ذلك تخفيف عبء المديونية. وهذا الحل ليس مضمونًا بأي حال من الأحوال. وأضاف: “هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق سياسي جديد يمكن أن يدشن فترة انتقالية جديدة نحو الحكم الديمقراطي”.
وأنهى إحاطته بالتشديد على أنه “ما زال السودان، وبعد مرور قرابة العام على الانقلاب العسكري، يعاني من عدم وجود حكومة مدنية وشرعية تعمل بشكل كامل. لكن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق بين الجيش والقوة السياسية حول المضي قدما، بعد قرار الجيش الانسحاب من السياسة والمبادرة الأخيرة من قوى مدنية”. وشدد في الوقت ذاته على أن مرور الوقت والانتظار لمدة أطول قد يؤديان إلى ضياع الفرصة من أجل العودة للمرحلة الانتقالية والتي من المفترض أن تدعمها بعثة الأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى