تقارير

أوضاع إنسانية كارثية ونزوح المواطنين بمدينة الأبيض

تقرير – القسم السياسي
تعاني مدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان، الواقعة وسط السودان، هذه الأيام أوضاعاً إنسانية كارثية، بسبب اندلاع الاقتتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. دخلت الأحياء الغربية للمدينة في أوضاع متأرجحة فيما يتعلق بحياة المواطنين وما يضمن سلامتهم، في ظل تلك الاشتباكات التي ما زالت مستمرة بين الأطراف المتقاتلة.
توجد في المدينة مناطق ارتكازات عسكرية تتبع لأحد الأطراف المتقاتلة التي أدت إلى نزوح مئات المواطنين من تلك المناطق نحو الأحياء الواقعة وسط المدينة، وبسبب تفاوت الأوضاع هناك فإنهم لا يجدون الاستقرار في أماكن سكنهم.
وبحسب مصادر لـ ”الديمقراطي“، قالت إن هنالك حالات نزوح لمئات من الأسر والأطفال من الأحياء الواقعة غربي المدينة، اتجهوا نحو الأحياء الداخلية عقب عودة الاشتباكات مجدداً بين الأطراف المتقاتلة صباح أمس الاثنين.
وكان قد تعرض بعض من سكان الأحياء الغربية للمدينة لإصابات وجروح جراء الاشتباكات التي دارت بين الطرفين، إلى جانب أن بقية أحياء المدينة في مختلف الاتجاهات لم تسلم من ويلات هذا الصراع.
قال المواطن عبدالله بشير لـ ”الديمقراطي“، إن حالات نزوح المواطنين بدأت في الساعات الأولى من صباح الاثنين من أحياء الصحوة والوحدة والحي العشوائي، واتجهت جميعها إلى أحياء ود إلياس وفلسطين والربع الأول، واصفاً أوضاع المواطنين بالسيئة.
وذكر بشير أن المواطنين في الاتجاه الشرقي للمدينة كانوا قد أخلوا منازلهم منذ بداية الاشتباكات التي أدت إلى وقوع إصابات طائشة وسطهم، وأضاف أن منازلهم كانت قد تعرضت للسرقة والنهب عقب الإخلاء.
تقول مواطنة من الأسر النازحة- رفضت ذكر اسمها- لـ ”الديمقراطي“، إن الحي الذي تقطنه يتعرض لإطلاق الرصاص منذ اندلاع الحرب، وإنهم يعيشون أوضاعاً كارثية صعبة بعد أن تركوا منازلهم باحثين عن الأمن والأمان.
هذا ومازال هنالك مواطنون نازحون موجودون في مدارس شمال الصحوة ومدرسة شمس الدين ومدرسة أحمد رجب غربي المدينة، يقدر عددهم بـ ”500“ شخص من مختلف الفئات العمرية، ومازال العدد في تزايد والنزوح مستمراً.
قالت المواطنة ستنا الشيخ لـ ”الديمقراطي“، إن الأسر النازحة جاءت من مناطق بعيدة، منهم من يحملون أطفالهم، وآخرون يساندون كبار السن، وأضافت أن مناظر الأطفال من شدة الإرهاق والهلع تحزِن الجميع.
أما المواطن أسامة جابر فقد قال لـ ”الديمقراطي“، إن المواطنين في الأحياء باتت أعدادهم كبيرة، حيث تم تقسيمهم بين المساجد والمدارس والمدينة الرياضية، وآخرون حضر أهلهم واصطحبوهم.
بات نازحو تلك المناطق أكثر حاجة للمعينات من ماء ومواد غذائية ورعاية صحية وغيرها، وبحسب بيان للجان المقاومة في مدينة الأبيض قالت فيه، إن بالأمس كان قد استشهدت مواطنتان في الأحياء المجاورة لمقر جهاز الأمن قرب السكن العشوائي، ولحق بهما مواطن آخر متأثراً بجراحه بسب العيار الناري الطائش.
وناشد البيان المواطنين والمؤسسات والجهات الطبية ومنظمات المجتمع المدني بالوقوف معهم ودعمهم حتى يتجاوزوا المحنة وتقديم اللازم والمستطاع، وطالبت المقاومة المواطنين بعدم الاقتراب من الأجسام الحربية والمقذوفات لأنها تعرض حياتهم للخطر، وعليهم إبلاغ الجهات المختصة، إلى جانب بقائهم بعيداً عن اسطح المنازل والنوافذ وعدم الخروج أثناء الاشتباكات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى