الرأي

أغبياء نحن .. أم اذكياء هم!!

ستة من موظفي المكاتب التابعة لسيادته، وكرسي في درجة كبار المسافرين، وعشر كراتين كبيرة لا نعلم ما بداخلها، بالإضافة إلى المتعلقات الشخصية هي رفقة السيد والي الخرطوم إلى مطار عنتيبي كمبالا، حيث كنا مرافقين له بنفس الطائرة في مهمة خاصة بنا لنشاهد بالصدفة واحدة من مهازل وزراء الانقلاب وهم (يبعثرون) في أموال الشعب السوداني المسكين في رحلاتهم الترفيهية مع اصدقائهم المقربين، تحت مسميات مختلفة حيث قال المرافقون له إنهم سيعقدون شراكات مع بلدية (كمبالا) وهو تبرير فطير، (للهيافة) التي يقومون بها بالآلاف من الدولارات، هذا غير النثريات والبدلات وخلافه عند العودة ويحاولون إلباسها (لباس) الشرعية ببعض المسميات الرنانة بينما ما خفي كان أعظم.
ونحن نشكر الظروف التي اتاحت لنا اكتشاف أن السيد والي الخرطوم يعقد كل صباح شراكة مع واحدة من بلديات دول العالم حتى يقوم بزيارة تلك الدولة تحت هذا المسمى، وهو ينتهز الفرصة لعلمه بأنه لن يستمر كوالي بلا رقيب الى فترة طويلة، ولك ان تتصور أن بهذا الوطن المنكوب سبع عشرة ولاية يتجول ولاتها والسادة المرافقين لهم حول العالم بـ(دولارات) التنمية والدعم، وننتظر نحن أن تتطور تلك الولايات في منتهى السذاجة والغباء، فهل فعلاً أغبياء نحن أم اذكياء هم.
لقد طالبنا عشرات المرات بإصدار قرار يقيد سفر المسئولين الفوضوي للخارج إلا لأسباب ضرورية قاهرة ولكن لا حياة لمن تنادي، وأخيرا عرفنا ان فوضى السفر (وبعزقت) أموال الشعب على الرحلات الترفيهية، هي الرشوة الكبيرة التي يقدمها قائد الانقلاب لوزرائه الذين يجلسون بلا عمل حتى يصمتون على المهزلة التي يمارسها بواسطتهم كوزراء، (خيال مآته) بلا رأي او قرار.
واذا ما حولنا حساب المسئولين الموجودين خارج البلاد والبعثات التدريبية التي لا يستفيد المشاركون فيها شيئاً لخدمة البلاد، بل إن أغلبهم على ابواب الخدمة المعاشية وما هذه السفريات إلا مكافأة لهم على زمن الانبطاح.
من الضروري إصدار منشور في هذه الفترة يمنع سفر المسئولين للخارج إلا بعد دراسة الأسباب الضرورية لهذا السفر خاصة أن وزارة المالية صارت تكافح لاستكمال البند الأول، المرتبات بداية كل شهر، وحتى لا يجبر وزير ماليتنا بالضغط على الضعفاء لتسمين الاقوياء.
عصب آخر
أمنياتنا للسيد الوالي بإقامة سعيدة بكمبالا ونتمنى أن يعود للخرطوم بكراتين أكبر وأوسع.
والثورة مستمرة.
والقصاص واجب.
حرية، سلام، وعدالة
*نقلا عن الجريدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى