تقارير

أطفال السودان .. أزمات لا تنتهي

تقرير – القسم السياسي

طفل من بين كل ثلاثة أطفال في السودان بحاجة لمساعدة إنسانية، وذات الثلث ينسحب على نسبة الأطفال الذين لا يذهبون إلى المدارس. وكشفت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة يونيسيف في السودان عن معاناة نحو (3) مليون طفل في البلاد من سوء التغذية، بعضهم مهدد بالموت في عدد من الولايات.

وأظهر تقييم شامل للأمن الغذائي وهشاشة الأوضاع، أعده برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة خواتيم مايو الماضي، أظهر مواجهة (15) مليون سوداني حالياً انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي.

وتوقعت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، في مارس 2022، أن يواجه (18) مليون سوداني الجوع الحاد بحلول (سبتمبر)، بسبب قلة المحاصيل التي أثرت سلبًا على توفر الغذاء وفرص كسب العيش.

وقالت مسؤول التغذية في اليونيسيف مكتب السودان، رشا علي، في تصريحات صحفية، إن أحدث إحصائيات بشأن أوضاع الطفولة في السودان، أشارت لوجود أكثر من (3) مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية، و(650) ألف يعانون من سوء التغذية الوخيم يمكن أن يفقدوا حياتهم ما لم يتلقوا العلاج.

أما خارطة الولايات الأكثر تأثراً فهي الولايات الشرقية كالبحر الأحمر وكسلا، فيما تتفاوت نسبة المعاناة في كسلا من منطقة لأخرى. وعزت المنظمة انتشار سوء التغذية إلى موجة الجفاف، وعدم وصول الغذاء للسكان قبل حلول موسم الأمطار.

عاصفة أزمات

في السياق، قالت مانديب أوبراين، ممثلة منظمة يونيسيف التابعة للأمم المتحدة في السودان، إن أطفال السودان يواجهون عاصفة من التحديات والأزمات، مشيرة إلى أن طفلاً من بين كل ثلاثة في السودان بحاجة إلى مساعدة إنسانية، وهو ما يعني أن ما يقرب من (8) ملايين طفل في حاجة للمساعدة، بزيادة (2.7) مليون عن عام 2020.

وأرجعت أوبراين، في تقرير وزعته المنظمة، الأزمة إلى تزايد انعدام الأمن الغذائي بما أدى إلى تفاقم سوء التغذية المستمر، إضافة إلى أزمات المياه والصحة والتعليم للأطفال في جميع أنحاء السودان.

ولفتت إلى أن ما يصل إلى ثلاثة ملايين طفل دون سن الخامسة في السودان يعانون من سوء التغذية الحاد، من بينهم حوالي (650) ألفاً يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، ويواجه ما يقرب من نصفهم خطر الموت دون علاج.

وذكر التقرير أن معدلات التحصين الروتينية في السودان آخذة في الانخفاض، منوهاً إلى أنه بين عامي 2019 و2021 تضاعف عدد الأطفال الذين لم يتلقوا جرعة واحدة من اللقاحات المنقذة للحياة، وأن ما يقرب من (40%) من السكان لا يحصلون على إمدادات مياه الشرب الأساسية، كما أن (70%) من السكان لا يحصلون على مرافق الصرف الصحي الأساسية.

نقص التعليم

وأشار التقرير إلى أن حوالى سبعة ملايين طفل خارج المدرسة في السودان، ونحو (70%) من الأطفال في سن العاشرة غير قادرين على قراءة وفهم جملة بسيطة، مؤكداً أن أطفال السودان يحتاجون إلى أساس متين من التعليم الجيد الذي يكون وثيق الصلة بحياتهم ويزودهم بالمهارات اللازمة لسوق العمل في القرن الحادي والعشرين.

وفي وقت سابق، قدر تقرير إحصائي أعدته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ومنظمة “أنقذوا الأطفال”، عن ظاهرة التسرب المدرسي في السودان حجم الطلاب ممن هم في سن الدراسة، لكنهم خارج الفصول بـ (6.9) ملايين تلميذ، في وقت يواجه قرابة الـ (12) مليون تلميذ مشاكل تتصل بعدم استقرار التعليم جراء نقص المعلمين، وتردي البنى التحتية، وضعف البيئة المدرسية.

وفي العام 2021، قَدرت اليونيسيف أعداد الطلاب خارج المدارس بحوالي (3.6) ملايين؛ ما يعكس وجود تنامٍ كبير للظاهرة إلى حدود باعثة للقلق. وقد أرجعتا سبب الأرقام الكبيرة للطلاب خارج المدارس في السودان (لا سيما الإناث) إلى تفاقم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، وتنامي ظاهرة النزاعات، وإغلاق المدارس لفترات طويلة بسبب (كوفيد-19). وحذرت يونيسيف ومنظمات إغاثة دولية من أن (8.2) ملايين من السكان بحاجة إلى المساعدات الإنسانية خلال العام الجاري 2022.

اغلاق المدارس اثناء الجائحة أثر على الدعم الذي تقدمه يونيسيف

وفي السياق نفسه، ما تزال الكوارث البيئية تعيق مسيرة التعليم في البلاد، إذ أدت السيول والفيضان الشهر الماضي إلى تدمير (124) مدرسة وفقاً لإحصائيات رسمية، بوقت ما تزال الاضطرابات السياسية تلقي بظلالها السالبة على التقويم الدراسي، وليس نهاية بتنامي الصراعات القبلية وما يستتبع ذلك من عمليات نزوح واسعة النطاق.

ونوه التقرير الأممي إلى أن ميزانية الصحة في السودان انخفضت على مدار العام الماضي من (9%) إلى (3%) من إجمالي الإنفاق العام، كما انخفضت ميزانية التعليم من (12.5%) إلى (1 %).

ودعت مسؤولة اليونيسيف السلطات السودانية إلى زيادة الإنفاق العام بشكل عاجل من أجل تقديم الخدمات الاجتماعية المنقذة للحياة والمستدامة للأطفال والمجتمعات، كما ناشدت المجتمع الدولي التضامن مع أطفال السودان وزيادة التمويل الإنساني في البلاد.

وظل نصيب الصحة والتعليم في الموازنات العامة يحظى بنسب ضئيلة جدا تصل أحياناً إلى (2%) فقط، جراء تبعات الصرف الكبير على قطاعَي الأمن والدفاع.

ويعاني السودان من ظروف اقتصادية ضاغطة جراء توقف الدعم الدولي عقب انقلاب قائد الجيش عبدالفتاح البرهان في 25 أكتوبر 2021.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى