الرأي

أركو مناوي: السيول والفيضانات.. و(سر الزعل)..!!

السيد أركو مناوي (آية كونية) جعلها الله جلّ وعلا مثالاً للتيه و(الودار) الذي يسير على قدمين.. حين تتعثر الخطى ويضرب التلف الألياف الذهنية وتنطمس البصيرة فتختلط الأمور على صاحبها ويأتي عليه الصباح فلا يدري أين هو من الدنيا.. وماذا يريد أن يفعل بنفسه…! هذا هو النموذج الأمثل لظاهرة (التومهجويزم)…! وكان الله في عون الوطن من (عاهاته السياسية)..!!

مناوي

هذا النموذج هو تجسيد لما ذكرناه قبل أيام عن بشر طفحوا في الحقل العام وكان الناس يظنون أن لهم هدف في هذه الحياة.. أو أنهم وطنيون يعرفون قيمة السودان.. فإذا بالأيام تتمخض عنهم.. وإذا بمن كنت تحسبه بين الرموز الوطنية والشخوص السياسية الراشدة تجده هبواً مثل (النفو) الذي يخرج من العوادم.. أو (الهباب) التي يتطاير حول المداخن…!.

آخر إبداعات أركو مناوي انه خرج إلى قناة الجزيرة وألقي تبعة السيول والفيضانات على لجنة تفكيك الإنقاذ واسترداد الأموال العامة..!!.. كيف هذا يا شيخنا…؟! قال الرجل إن لجنة تفكيك الإنقاذ صادرت الآليات لخاصة بفتح القنوات وسحب المياه..! وقال انه سعى لإعادة هذه الآليات لتقوم بعملها وخاطب في ذلك مجلس السيادة ومجلس الوزراء…!!

قلنا لنتكلم كلام العقل.. (أوكي) لقد صادرت اللجنة آليات فتح القنوات… ولكن.. هل حمل أعضاء اللجنة هذه الآليات معهم إلى بيوتهم.. أم أعادوها إلى حيازة الدولة..؟! ومن الذي يدير الدولة الآن خلال الأمطار والفيضانات هذه..؟ هل هي لجنة تفكيك الإنقاذ أم سلطة الانقلاب التي يقوم عليها البرهان.. وأركو مناوي نفسه شريك أصيل فيها..؟!

(طيّب) لماذا لم تتحرّك سلطة الانقلاب الحاكمة والمسؤولة عن الدولة وعن إدارة الفترة الانتقالية (وإصلاح مسارها).. من تلقاء نفسها لمجابهة السيول وشفط المياه دون أن يناشدها مناوي.!! لماذا يحتاج مناوي إلى مخاطبة مجلس السيادة ومجلس الوزراء لينبههم إلى عمل من صميم واجبهم.. والآليات موجودة في حرز الدولة بعد أن صادرتها اللجنة من اللصوص وأعادتها للملكية العامة..؟!! لماذا لم ترسلها إلى مواقع السيول والفيضانات.. هل ترى أعادها الانقلاب مرة أخرى إلى سارقيها…؟!

لجنة تفكيك الإنقاذ واسترداد الأموال العامة تسببت في السيول والفيضانات…!.. لا بد أن سراً خفياً دفع مناوي لهذا التصريح الغريب.. فما هي الحكاية..؟!

لقد اتضح من الوقائع أن مناوي (صاحب غرض) في ما قال.. وهو من المتضررين المباشرين من منجزات للجنة تفكيك الإنقاذ وإزالة التمكين واسترداد مال الدولة وأملاكها وآلياتها ومرافقها من اللصوص وإعادتها إلى ملكية الدولة.. وهو متضرر مباشر من إعادة هذه الآليات بالذات لحيازة الدولة.. كيف..؟

(الشركات المتكاملة) التي نشأت عام 2011 (23 شركة) قامت باستغلال تصفية مؤسسات مشروع الجزيرة وحصلت عبر (صفقة مريبة) على تمويلات ميسّرة من البنك الزراعي من مال “النهضة الزراعية” (وهذه كذبة لصوصية كبرى).. وتمتعت هذه الشركات بإعفاءات جمركية مهولة بدعوى المساهمة في نهضة المشروع..! ولكن ما أسرع أن تسرّبت هذه الآليات إلى أغراض و(جخانين) عجيبة لا يقوي على تتبعها مردة الجن والعفاريت بل حتى إبليس شخصياً..! لقد اتضح أن قيادة اتحاد المزارعين الاخونجي تملك (18) شركة من هذه الشركات الـ(27)… وهنا يظهر “عبد الباقي علي” الشهير بـ(أبو سكين) “زول المؤتمر الوطني” وأبرز قادة هذا الاتحاد الإنقاذي..وهو يملك شركات (سماح) بالكامل.. ويملك شركة (سهام) بالمشاركة مع صهره صلاح المرضي أمين مال هذا الاتحاد..!!

الحكاية أن أركو مناوي يرتبط بـ(عبدالباقي علي).ارتباطاً وثيقاً.. كيف؟! بعد سقوط نظام المخلوع إلتحق عبد الباقي بحركة مناوي (تصوّر…!) لحماية مصالحه و(هبراته).. وكان مناوي يتردد عليه في المناقل..!! وكان يجتهد في المطالبة بإعادة الآليات لعضو حركته وصاحب مصلحته عبد الباقي ..!

إذن هذه الآليات هي بين عبد الباقي وجماعته وصاحبه مناوي.. وبين سلطة الانقلاب.. فلماذا لم تتجه هذه الآليات (إن وجدت) لشفط المياه وإنقاذ الناس من السيول والفيضانات.. وما ذنب لجنة تفكيك الإنقاذ التي أعاد الآليات لحيازة الدولة..؟!

هل نحن في حاجة لمزيد من الحديث عما )يشغل بال( الأخ أركو مناوي..!! نكتفي بهذا القدر..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى