تقارير

السودان.. العام المقبل تحل المجاعة

تقرير – أم زين آدم

طوال العامين المنصرمين، ظلت منظمات الأمم المتحدة، عبر تقاريرها، ترسل تحذيرات من نقص حاد في الغذاء يطال أكثر من ثلثي سكان السودان.

وتسعى الأمم المتحدة للحصول على مساهمات من المانحين لتوفير مبلغ (1٫7) مليار دولار لتلبية الاحتياجات العاجلة لنحو أكثر من (12) مليون من الأشخاص الأكثر عرضة لمخاطر نقص الغذاء الحاد في البلاد.

انتهاكات

العام قبل الماضي، شهد تدهوراً مريعاً في حقوق الإنسان بسبب النزاع القبلي، خاصة في ولاية غرب دارفور التي شهدت اقتتالاً قبلياً، وصل إلى داخل مدينة الجنينة حاضرة الولاية. والنزاع في غرب وجنوب دارفور، ضاعف عدد النازحين الجدد إلى خمسة أضعاف مما عليه في العام السابق، وبلغ عددهم (442,000) نازح.

المجاعة تهدد عدة مناطق بدارفور

كان الصراع على الأرض والمرعى العنوان الرئيس لهذا العنف القبلي، وزادت الطين بلة سيطرة البرهان على الحكم بالانقلاب الذي نفذه في الخامس والعشرين من أكتوبر قبل الماضي، والذي تسبب في إعاقة وجود حلول جذرية لأزمة النازحين، والذين يقيم أغلبهم في مدارس ومؤسسات داخل المدن، بعد أن أصبحت المعسكرات هدفاً لهجمات المسلحين.

كما حدث في الهجوم على معسكر كريندنق 1 و2، بولاية غرب دارفور التي تقف على رأس أكثر المناطق المهددة بانعدام الأمن الغذائي الحاد.

وتقول التقارير، إن نصف سكان ولايات دارفور سيواجهون بانعدام الأمن الغذائي، والذين يمثلون نسبة (20 بالمئة) من سكان البلاد. وتعرض الإقليم للأمطار الغزيرة والفيضانات، مما أدى لتهديد الإنتاج. وبالكاد حصد المزارعون المحاصيل، فقد تضرر أكثر من (12,100) فدان زراعي بولاية جنوب دارفور وحدها، وتمثل أكثر ولايات دارفور إنتاجاً للمحاصيل.

فقد الموسم الزراعي الماضي في عموم البلاد، نحو (300) مليون دولار كانت مخصصة من مؤسسة التمويل الدولية التابعة للبنك الدولي، لتوسيع قنوات الري، بالإضافة لمبلغ (68) مليون دولار من صندوق النقد الدولي، كانت مخصصة لشراء أسمدة ووقاية محاصيل.

الأطفال يواجهون خطر سوء التغذية

ومما ساهم في تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي، والحاجة العاجلة للمساعدات، أنه لأكثر من (10) سنوات، ظل نحو (56 بالمئة) من النازحين بمعسكرات النزوح دون أن تتغير أوضاعهم، مما يكشف عن طبيعة الأزمة المتطاولة.

كل مكان

حسب التقرير، فإن أزمة انعدام الأمن الغذائي لا تتعلق بدارفور وحدها ومناطق النزاعات، بل ستطال مناطق بعيدة عن تخوم مناطق الهشاشة الأمنية والنزاع القبلي. فهناك أزمة حقيقية تهدد أكبر أسواق البورصة في البلاد، وتشهد البورصة بمدينة القضارف ركوداً تاماً. قال الإعلامي المتخصص في قضايا الشرق، سليمان مختار: “لا يوجد مزاد في البورصة بسبب إضراب موظفي الخدمة المدنية بالولاية”. وأوضح أن انخفاض وتراجع محصول السمسم والمحاصيل الأخرى، يعود إلى انعدام السيولة بعد رفض البنوك تمويل عمليات التسويق للتجار والمزارعين والشركات لشراء المحاصيل، إلى جانب الركود المالي الذي يخيم على الأسواق، بسبب إحجام بعض الشركات عن شراء المحاصيل لارتفاع الرسوم الخاصة بها، والأوضاع الاقتصادية بالبلاد، والتي فاقم منها الوضع السياسي المغلق.

قال سليمان: “بالرغم من ارتفاع أسعار السمسم عالمياً، والتي بلغت 1,700 دولار للطن، إلا أن عمليات الصادر تواجه بعض المعتقدات بتوقف التمويل وعمليات الشراء، ويعود بعض من أسباب ذلك إلى الركود بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا”.

تراوح سعر أردب الذرة الفتريتة ما بين (46 – 49) ألف جنيه، وأردب الدخن الأحمر ما بين (52 – 57) ألف جنيه، والدخن الأبيض تراوح سعره ما بين (60 – 63) ألف جنيه.

وتروي السيدة سعيدة التي تتولى الإنفاق على أسرتها، وتقيم في منزل تحت التشييد بوسط الخرطوم، إن كل الأسعار المعلنة للحبوب من ذرة ودخن ليس في متناول يدها، لذا تدبر حالها بشراء الكرتة (ما تبقى من الطعام بالمطاعم والكافتيريات) لسد جوع أطفالها الـ (5)، هذا بجانب أن بعض الجيران يساعدونها بمدها ببعض المواد الغذائية. وترسل سعيدة آمالاً كبيرة، بأن تكون واحدة من بين من سيحصلون على النذر القليل من مساعدات الأمم المتحدة الموعودة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى