الرأي

عودة لمرشحَي الإنقاذ: رسالة من روما

د. مرتضى الغالي

كتب إليّ من روما السفير (إبراهيم طه أيوب) حول موضوع منصبي السودان في الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي، وأنا (أول وتبادي) أنشر رسالته كما هي: (بشأن رسالتك لرئيس الوزراء حول وجود الإنقاذي (كمال حسن علي) بجامعة الدول العربية ووجود (أميرة الفاضل) بالاتحاد الإفريقي دعني أفيدك أني خاطبت مفوّض الاتحاد الإفريقي بصفتي رئيساً للتجمع الوطني للدبلوماسيين السودانيين وذلك قبل أسابيع عدّة من تكوين الحكومة الانتقالية موضحاً موقفنا من وجود أميرة الفاضل في قيادة الاتحاد الإفريقي ولكن الرجل تجاهل مذكرتنا، بل علمت من بعض مساعديه أنه استهجن فعلتي وبالطبع لم يرد على المذكرة. كرّرت الأمر لقيادة الوزارة بعد تعيين مجلس الوزراء ولا يبدو أنهم تحرّكوا قيد أنملة لتصحيح الوضع الشائن. جاء للخرطوم بعد عدة شهور من الانتفاضة السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية للتهنئة بالثورة وذلك قبل تكوين الوزارة. اجتمعت به مرتين وفيهما طرحت الموضوع عليه منتهزاً العلاقة الشخصية التي تربطنا منذ عملنا سوياً بروما. رفض الرجل التحدث في الموضوع ذاكراً أن قرار تعيين السفاح الصغير تمّ من قبل مجلس الجامعة العربية بالطبع ووفق ترشيح من السفاح الأكبر. تذكُر أن مصر رشحت أيام مبارك صديقنا الدكتور مصطفى الفقي أميناً عاماً للجامعة العربية وأن السودان وبدعم من قطر وقف ضد هذا الترشيح لأن الدكتور الفقي كان دائم الهجوم على نظام البشير فاضطرت مصر سحب ترشيحه، وعند ترشيح أبو الغيط خشِيتْ حكومة السيسى من الفيتو السوداني وجاء أبو الغيط للخرطوم وأبرم اتفاقاً مع البشير أن يعيد للسودان منصب أحد مساعدي الأمين العام شريطة ألا يستعمل السودان حق النقض على ترشيح أبو الغيط وهذا ما حصل.. إبراهيم طه أيوب- روما).انتهى كلام السفير النحرير.

هذا هو رأي وموقف سعادة السفير الكبير، الرجل الذي لا يحتاج إلى شاهد أو تعريف، لا شخصه ولا مواقفه ولا تاريخه المهني والنضالي ولا متابعته وخبرته الدبلوماسية والوطنية. وهذا هو رأيه في هذين المنصبين وحق السودان فيهما وحال من يشغلهما الآن (رغم أنف الدولة السودانية) وحكومتها وثورتها!. وجوهر ما ذكره يشير إلى (صفقات ومساومات) قام بها نظام الإنقاذ المشؤوم ولا تتحمّل حكومة الثورة وزرها وليس عليها أي عبء أو مسؤولية أو تعهدات تجاهها، فهي صفقات خاصة بمجرمي الإنقاذ ومعادلاتهم والجهات والدول التي كانت تساندهم، فما الذي يقيّد حركة حكومة الثورة في تصحيح هذا الوضع الشائن المهين؟! ألم تستخدم الإنقاذ أصدقاءها وعلاقاتها لتقيم الصفقات بالمقابل و(بالكروت) التي كانت بين أيديها على حساب الوطن والنزاهة؟ ما الذي يشل أيادي الحكومة لاستخدام ما تملك من بطاقات في معادلات علاقاتها بمصر وبأثيوبيا وبالجامعة العربية والاتحاد الإفريقي ودول صداقاتها العربية والإفريقية والدولية..!

هل هذا (قدر مكتوب علينا) أن يظل قائد مليشيات وسادن حزب (محلول دستورياً في السودان) وتابع لنظام أزاحته ثورة شعبية، أن يظل يحتل مقعد السودان في المنظمة العربية؛ وأن تظل وزيرة ومرشحة المؤتمر الوطني المحلول ممثلة لثورة السودان في القارة الإفريقية؟! ماذا يضير السودان لو طلب من الجامعة والاتحاد مجرّد استبدال مرشحي حزب محلول ونظام انتفض عليه الشعب؟ نظام مُدان من رأسه إلى أخمص قدميه بجرائم الإبادة ورئيسه مطلوب للجنائية الدولية، ما الذي يجعل المخلوع في السجن و”كمال علي” ممثلاً للسودان في الجامعة العربية؟!

هل أغلقت الحكومة هذا الملف وقبلت أن تنتظر انتهاء دورة هذين الشخصين وهما يمثلان السودان في أخطر منظمتين ينتسب لهما السودان؟! ما هذه (الرقة والنعومة) في التعامل معهما، بينما هما (يدلدلان) أرجلهما على رأس الشعب استهزاء بثورته ويكادا أن يقولا لنا بلسان الحال: (قاعدددين فوق نفَسْكُم)..!!

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى