الرأي

ترك يهدد القوات المسلحة

يضع رئيس مجلس نظارات البجا والعموديات الناظر محمد الأمين ترك، الذي هدد بانفصال الشرق عن السودان حال لم تشملهم العملية السياسية الجارية، يضع القوات المسلحة في إمتحان حقيقي، فحماية الأرض ووحدة الوطن والدفاع عن مكتسباته، هي مسئولية القوات المسلحة حسب ما ينص عليه الدستور، فقائدها الذي اقسم على حماية الوطن، وقال إن القوات المسلحة لن تتهاون مع كل من تسول له نفسه تهديد البلاد وأمنها الآن يهدده ترك الذي سولت له نفسه فصل الشرق عن السودان.

فالناظر ترك تجاوز عملية التلويح بالمصطلحات السياسية من أجل الكسب السياسي ودخل الى أغوار قضية وطنية قومية تهدد الوطن لم يتردد في استغلال الأوضاع التي تعيشها البلاد والتي تعاني من سيولة امنية حادة، وفراغ سياسي عريض وعدم وجود حكومة، هذه الأرضية الهشة والخصبة ربما تساعد ترك كثيراً في تنفيذ خطته .

فالرجل له قوات تحدى بها المؤسسة العسكرية التي تركت له الحبل على الغارب، فهو يتقدم الآن خطوة نحو الخطر، و يرى ان ليس غيره (كبير) وان امر الشرق كله بيده، يقرر متى يشاء ان يفصل الشرق ومتى يعدل عن فكرته، وهذا يكشف ضعف الدولة في المركز التي جعلته يتحكم ليس في مصير الشرق وانما في مصير السودان كله.

ترك

وخطوة ترك لم تأت هذه المرة للتلويح فقط فهي ليست وليدة لحظة او (زلة لسان) في التصريح هي جاءت فور إعلان قوى الحرية والتغيير شروعها في بدء عمليات الورش والمؤتمرات لمناقشة القضايا العالقة وفتح ابواب الحوار مع الاحزاب الداعمة للتحول الديمقراطي والقوى الثورية، لذلك أدركت الكتلة الديمقراطية جدية الاطراف الموقعة للمضي قدما في اتفاقها، وحاصرها الشعور بالتلاشي، وأن الإتفاق الاطاري ربما يكون صموده اقرب من انهياره لذلك سارعت بإطلاق تصريحات التهديد والرفض وإنتقاد الاتفاق الإطاري واعلن ترك استعداده للانفصال .

ومعلوم ان ترك هو لسان القوى المتربصة، عاب على الحرية والتغيير عدم تعاملها مع الكتلة الديمقراطية باستثناء جِبْرِيل ابراهيم ومناوي واعتبر ترك بأن هذه إشارة واضحة من الحرية والتغيير بأنها لا تريد أهل الشرق، وبالرغم من ان الحرية والتغيير ابدت استعدادها لمناقشة ملف الشرق، لكن ظل ترك يتحدث عن التفرقة السياسية من منظور عنصري وقبلي، فعناصر النظام المخلوع التي تقف خلف واجهات ترك تحاول ان تدفع قحت للواجهة مع اهل الشرق للحد الذي يجعل ترك يساوم بالإنفصال فالفلول التي تحمل على عاتقها خطيئة فصل جنوب السودان تريد ان تشاركها قحت وزر تقسيم البلاد لذلك تحاول جرها الي مواجهة مع اهل شرق السودان.

ولا احد ينكر ان قضية الشرق واحدة من القضايا المهمة لكن هذا العلم هو جزء من حقيقة اخرى وهي أن ترك اصبح يتجاوز الخطوط الحمراء بأساليب تتعارض مع المبادئ والاخلاق الوطنية فإن كان ترك وغيره من عناصر الفلول يريدون هزيمة مساعي القوى السياسية المدنية، فهم مخطئون بلا شك، لأن ما يتحدث عنه ترك الآن لا تقع مسئوليته على حكومة فالواقع لم تأت بعد، انما هو تهديد للمؤسسة العسكرية حسمه يقع تحت مسئوليتها المباشرة، واجبها حماية الارض والوطن وتهيئة المناخ لميلاد حكومة مدنية فمن قبل مجيء الحكومة وبعدها لا احد تقع عليه المسئولية غيرها وهذا المعلومة ربما تكون لعناية ترك تحديدا.

لذلك ان لم تقم القوات المسلحة بواجبها فيبقى حقا أن البرهان جاء الى قاعة التوقيع الإطاري مجبرا ومكرها وان محمد حمدان دقلو جاء (رجله على رقبته)، وان ترك سيكون المنقذ لكلاهما.

طيف أخير:

قالت الكتلة الديمقراطية: (إن من سلبيات الاتفاق الإطاري انه ساهم في ميلاد حركات مسلحة جديدة).

يعني ان كان بالسودان سبع حركات مسلحة ليست هذه كارثة، الكارثة أن يبلغ عددها ثمانية!!

*نقلا عن الجريدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى