تحقيقات

استبعدوا من الترشيح للجامعة.. شهادة كمبرديج… طلاب في مهب الريح

الديمقراطي ـــ أم زين آدم
“تائهون وضائعون” حال طلاب شهادة كمبرديج السودانيين، المتقدمين للترشيح للقبول بالجامعات السودانية داخل وخارج الحدود، لأول مرة في تاريخ المنافسة، فقد تم استبعادهم من القبول في العام الدراسي الحالي، بصورة تشبه الاستهداف حسب أولياء أمور الطلاب.
السيدة مريم، والدة الطالب عبد الرحمن، تقيم أسرتها بالإمارات العربية، روت أن ابنها يدرس بالصف (11) بمدارس كمبريدج بالإمارات وهو ذات المستوى الدراسي المعتمد بالسودان، قالت إن الاستعداد للعام الدراسي الأخير كان يمضي بصورة طيبة، ودون تعقيد إلى أن شهد العالم، تفشي جائحة فايروس كورونا (كوفيدـ19)، ورافق ذلك إجراءات صحية مشددة، وتم إغلاق كامل وشامل في دولة الإمارات لمكافحة تفشي الفايروس منذ منتصف مارس 2020، وحجر الطلاب بمنازلهم، وإلى نهاية العام، حال الوضع الصحي دون جلوس الطلاب وخضوعهم للامتحان التحريري الورقي، بسبب التباعد الاجتماعي ومنع التجمع والتحشيد بالإمارات، واستعاضت إدارة مؤسسة كمبريدج بالتقييم الأكاديمي للطلاب كبديل للجلوس للامتحان في كل الدول، لجهة أن الامتحان يعد ببريطانيا ويتم تصحيحه هناك، ويوزع على المدارس التي تدرس المنهج البريطاني، في كل بقاع العالم، وأن حظر الطيران حال دون ذلك. لذا اختارت المؤسسة التعليمية طريق تقييم الطلاب أكاديمياً من خلال نتائجهم وأدائهم الأكاديمي
ومستوى ترتيب المدرسة بالنسبة للمدارس المنافسة، إضافة إلى أداء الطالب في عامه الدراسي الأخير في الصف الـ(10) أو (11) أو (12)، ويتم التقييم من قبل مؤسسة كامبرديج ببريطانية، وعليه تم تسليم كل طالب نتيجته حسب ذلك التقييم، وأخطرت المؤسسة أولياء أمور الطلاب بأن التقييم مقبول من كل الدول لقبول الطلاب للمنافسة والترشيح للقبول بالجامعات بما في ذلك الجامعات السودانية، بيد أن أسرة الطالب عبد الرحمن عندما ذهبت لتقدم أوراقه للمنافسة والترشيح للقبول في الجامعات فوجئت برفض قبول شهادته، وأبلغت بأن التقييم الذي تم من قبل مؤسسة كامبرديج مرفوض من إدارة القبول، فأسقط في يد الطالب والأسرة .
سياسة القبول
مئات من الطلاب وأسرهم بمختلف الجاليات السودانية، باتوا في محنة كبيرة، فكثير منهم لا خيار لهم غير الدراسة بالجامعات السودانية، خاصة الطالبات اللائي تزمع أسرهن بالعودة والاستقرار في البلاد، وبعد أن أقرت وزارة التربية والتعليم في صفحة بالشبكة العنكبوتية بإتاحت أساليب تقييم بديلة للامتحانات الدولية لطلبة المدارس الخاصة التي تطبق المناهج البريطانية ومناهج البكالوريا الدولية للعام الدراسي الحالي، مع ذلك تم استبعاد الطلاب من المنافسة والترشيح للقبول بالرغم من حصولهم على نسب مئوية ما بين 89% و93% تسمح لهم بالمنافسة للقبول بالجامعات المرموقة والعريقة .
لم يجد أولياء أمور الطلاب بُدَّاً من الشكوى لدى وزيرة التعليم العالي التي وعدت بمعالجة الأمر، وتمت معالجة ذلك في الدور الأول للقبول إلا أن صلاح محمد الحسن والد أحد الطالبات المستبعدات التي أحرزت (89,3) أوضح لـ(الديمقراطي) أن عدد الطلاب الذين تم قبولهم في الدور الأول للمعالجة اثنان فقط من جملة (50) طالباً أحرزوا نسباً عالية من المدارس بالخرطوم، وذكر أن العدد الكلي لطلاب الشهادة البريطانية نحو (700طالب).
بيد أن معالجة قبول الطلاب في الدور الثاني تعثرت، باستباعدهم تماماً من كشف القبول، وقال صلاح محمد الحسن إنه بعد فتح باب القبول يوم الثلاثاء للمنح والكليات والجامعات غير الحكومية، اقتصرت الفرص المتاحة للطلاب الحاصلين على الشهادة السودانية، واستبعد تماماً الطلاب الحاصلون على الشهادة البريطانية والأمريكية والعربية. ويرى أولياء أمر الطلاب أن هناك تسويفاً وإهمالاً متعمداً في حسم قضية الترشيح، والذي لابد أن يتم بقرار واضح من الوزارة، إذ لا يزال أولياء الأمور والطلاب يجبون المكان ما بين الوزارة ومكتب القبول الذي وصف أحد أولياء الأمور حاله بالفوضى العارمة والتخبط والمحسوبية، وقال (مستقبل أبنائنا في خطر).
ويرى أولياء الأمور أن هناك مشكلة كبيرة في قضية تقييم الشهادات واعتمادها، وأن لائحة القبول تقبل بعض التقييم وترفض آخراً.
طريق القانون
ويحتج أولياء أمور الطلاب، بمعيار معادلة الشهادة البريطانية من قبل إدارة القبول، التي حددت نسبة (95%) لمن يحصل على (أية أستار) فيما يتم معادلتها في كل جامعات العالم بـ(100%) وباستبعاد هؤلاء الطلاب من الترشيح، يتجه أولياء الأمور على تنظيم وقفة احتجاجية يشارك فيها الأسر والطلاب المتضررون، وتقديم مذكرة لوزيرة التعليم العالي لمعالجة مظلمة هؤلاء الطلاب.
بعد أن أوصدت الوزارة الباب أمام الطلاب وأولياء الأمور، اختاروا طريق القانون للحصول على حقهم في الترشيح والقبول، لجهة أن الشهادة البريطانيا، تعمد على توقيع عقد واتفاق خدمات تعليمة مع وزارة التعليم في البلد المعني، والسودان الدولة الوحيدة التي رفضت تقييم الشهادة المعتمدة من مؤسسة كمبرديج، لذا قدم المستشار القانوني للطلاب المتضررين من الاستبعاد عبد الهادي الزبير المحامي قدم إنذاراً قانونياً لوزارة التعليم العالي للرد كتابة على قرار الاستبعاد بيد أن الوزيرة رفضت الرد، فتقدم المحامي بطلب لوزارة العدل للحصول على إذن لمقاضاة الوزارة، ومنحت الوزيرة فرصة شهر للرد على الخطاب المرسل من وزارة العدل واستعصمت أيضاً بعدم الرد، فقدم المحامي بعد أخذ الإذن دعوة في المحكمة العليا بدائرة الطعون الإدارية، التي أحالت الدعوة لدائرة الاستئناف حسب الاختصاص، لجهة أن إدارة القبول هي الجهة المعنية برفض أو اعتماد شهادة الترشيح والقبول وليست الوزيرة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى