الرأي

أبريل ذكرى الآمال والأحلام التي لا تموت

أسماء جمعة

منذ فجر الاستقلال ظل العسكر  يتربصون بالديمقراطية ويقاتلونها من أجل الاستئثار بالسلطة المدنية والعسكرية ،وظلوا يرهقون السودان بفشلهم في السلطتين فدمروه  وحرموه من نعمة  الدولة المدنية، كما حرموه من نعمة الأمن  والاستقرار بسبب انشغالهم بما هو ليس من واجبهم فظل يعيش في فوضى امنية عارمة، لدرجة ان أصبح اليوم  تحكمه المليشيات وحركات النهب المسلح ،والمؤلم أن العسكر  لا يشعرون بفداحة ما يرتكبونه من أخطاء في حق قوات الشعب المسلحة التي اصبحت مطية  يستغلها كل مجرم  ضد الوطن والمواطنين .

لا يمكننا أن نعفي الأحزاب فهي أيضا اجرمت في حق هذا الشعب وتآمرت مع العسكر بشكل مباشر أو غير مباشر  ،ولم يكن للعسكر أن يدمنوا حب السلطة  وتصبح هوسهم  لولا أنهم أدركوا أنانية الأحزاب وحبها لنفسها وأنها ليست على قلب رجل واحد تجاه مصلحة السودان .الاحزاب شكلت أكبر خطر على الثورات فهي لا تحافظ على الفرص التي ينتزعها الشعب كل مرة  من فك العسكر انتزاعا كلما أيقن أن انهم سيجرونه إلى الهلاك ،في كل مرة يثور  يستعيد السلطة ويصحح المسار  ،ولكن سرعان ما يكرر العسكر الجريمة ويعودون للسطو على السلطة من  خلال  التسهيلات التي تقدمها لهم الأحزاب، ثلاثة ثورات تكرر فيها نفس السيناريو وتم تغويض المسار الديمقراطي بنفس الطريقة،أكتوبر ابريل ديسمبر المستمرة والتي ستكون خاتمة الثورات بإذن الله وستضع العسكر في مكانهم الطبيعي وتحسم  الأحزاب الهزيلة الإناتية التي تفكر بعقلية العسكر  .
اليوم تمر ذكرى ثورة ابريل التي أطاحت بالدكتاتور جعفر نميري الذي أهدر 16سنة من عمر السودان، لتاتي الأحزاب في فترة ديمقراطية لم تحافظ عليها وظلت تتشاكس وتختلف حتى انقلب عليها الجيش الذي أمطته الحركة الإسلامية لتعوس في السودان فساد لم تعرفه أي دولة في العالم في العصر الحديث وباسم الدين .

تعود ذكرى ابريل اليوم والسودان يقع تحت وطأة الانقلاب الرابع على السلطة المدنية قبل أن تكتمل ثورة  ديسمبر   التي اقتلعت نظام الحركة المتاسلمة الإرهابي الذي اعتقل السودان ثلاثة عقود إعادته إلى عصر الجاهلية ، انقلب العسكر  على حكومة الثورة  وادخلوا السودان في أزمة جديدة وهو على وشك الخروج من مستنقع النظام المخلوع في تصرف يعكس  حماقتهم وتهورهم وعدم إحساسهم  بالمسئولية  .

تعود ذكرى ابريل لتجد الشعب السوداني  ما زال قويا ومستمرا في المقاومة  من أجل الدولة المدنية الديمقراطية التي ظل يحلم بها منذ أن نال السودان استقلاله ،وكلما اقترب منها وعلى أعتاب الخروج من مستنقع الحكم العسكري  الاسن قطع عليه العسكر  الطريق باسم الوطنية والوفاء للوطن وهم كاذبون.

ذكرى ابريل بل و أكتوبر  وديسمبر بقدر ماهي مليئة بالآلام  وخيبات الامل في الجيش والاحزاب ،لا يزال الشعب يحتفل بها  وهو متمسك بالامل وتشجيعه على الاستمرار وتمنحه القوة ليواصل مشوار النضال من أجل التحرر وتحقيق حلمه الذي لا يموت ،وهذه المرة هو أكثر اصرارا على الخلاص باخراج الجيش من السياسة ليترك الفرصة للقوى المدنية تخطيء وتصيب وتكرر التجربة لتصل إلى الديمقراطية الراسخة ،فهي عملية تراكمية يجب أن لا تنقطع مسيرتها من قبل العسكر، ويحب أن يفهموا أن ثورة ديسمبر لن تتوقف مالم تحقق مطالبها النهائية فإن تراجع ستنتصر دولة العسكر  والعصابات والمليشيات وحركات النهب المسلح والباحثين عن الوجبات الدسمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى