الأخبار

منح جائزة الشهيد علي فضل للشهيدين ست النفور ومحجوب التاج

واشنطن – (الديمقراطي)

تجمع الأطباء السودانيين بالولايات المتحدة (سابا) منح جائزة الشهيد علي فضل التذكارية لشهيد وشهيدة ارتقت روحهما برصاص قوات الأمن في مرحتلين مختلفتين من مسار ثورة ديسمبر المجيدة.

وبناء على توصية مجلس أمناء جائزة الشهيد علي فضل التذكارية، تم منح الجائزة في دورتها الرابعة إلى الشهيدة ست النفور أحمد بكار والشهيد محجوب التاج.

وقال تجمع الأطباء السودانيين بالولايات المتحدة (سابا) في بيان: “كان كلا الشهيدين منارةً على طريقته الخاصة، فالشهيدة ست النفور أنارت مساحات العمل الطوعي والخيري، وكذلك سوح النضال، والشهيد محجوب التاج مثّل ذروة القيم الإنسانية من نبل وتضحية وفداء”.

وتابع البيان: “توجه تجمع سابا بالامتنان والتقدير لأسرة الفقيدين الكبيرين على حفاوتهما واستقبالهما لمنظمتنا، ويثق أن يد العدالة لابد أن تطال من استباحوا الدماء في بلادنا، كيف لا وطريق العدالة قد عبدّته أرواحٌ سامية غالية كمحجوب وست النفور”.

وكان قد تم اغتيال الطبيب علي فضل يوم 21 أبريل  1990، على يد جلاوزة نظام الانقاذ المباد في بداياته. وتمت تصفيته جسدياً مع سبق الإصرار والترصد، ومورست ضده عمليات تعذيب بالغة القسوة قبل أن يقتل بإحدى “بيوت الأشباح” في الخرطوم. وكان  المشرف على تعذيبه هو زميله في مهنة الطب وايضاً بكلية الطب في جامعة الخرطوم أيام الدراسة المتهم (اللواء طبيب الطيب محمد خير) “سيخة” بأمر مباشر من نافع علي نافع مدير جهاز الأمن وقتها.

وولد الشهيد علي فضل عام 1950م في حي الديم بالخرطوم. ودرس في مدرسة الديم الابتدائية شرق ثم انتقل إلى بخت الرضا الابتدائية (حيث أكمل دراسته هناك) ونجح نجاحاً باهراً (ثاني اللجنة على الدفعة)، ثم التحق بمدرسة الخرطوم الأميرية الوسطى، ثم بمدرسة الخرطوم الثانوية الجديدة، ومنها التحق بكلية الطب جامعة الخرطوم 1971م.

والتحق بجامعة الزقازيق بجمهورية مصر العربية بعد فصله من جامعة الخرطوم لأسباب سياسية.

بعد حصوله على بكالوريوس الطب بتفوق طُلب منه العمل معيداً ولكنه فضّل العودة إلى الوطن لحاجته لخدمات الأطباء.

واعتُقل الشهيد علي فضل مساء الجمعة 30 مارس 1990، ونُقل على متن عربة بوكس تويوتا الى واحد من أقبية التعذيب الذي بدأ في نفس الليلة التي وصل فيها إلى المعتقل. وطبقاً لما رواه معتقلون آخرين كانوا في نفس (بيت الاشباح)، الذي نقل إليه، اُصيب علي فضل نتيجة الضرب الوحشي الذي تعرض له مساء ذلك اليوم بجرح غائر في جانب الرأس، جرت خياطته في نفس مكان التعذيب.

واستمر تعذيب علي فضل على مدى 23 يوم بلا توقف منذ اعتقاله مساء 30 مارس 1990 حتى استشهاده صبيحة 21 أبريل 1990 يثبت بوضوح إنه هزم جلاديه، الذين فشلوا في كسر كبريائه وكرامته وتمسكه بقضيته.

الشهيدة ست النفور

أما الشهيدة ست النفور أحمد بكار (25 عاما)، فقد قتلت أثناء مشاركتها في مواكب مناهضة لانقلاب 25 اكتوبر الذي نفذه قائد الجيش عبدالفتاح البرهان مطيحا بالحكم المدني الذي اعقب سقوط نظام الانقاذ بعد ثورة ديسمبر 2018.
واغتيلت الشهيدة المولودة في العام 1997م برصاص القوات الانقلابية يوم 17 نوفمبر في مدينة بحري.
وتحولت الشهيدة ست النفور إلى أيقونة للثورة في نسختها الثانية ضد حكم الانقلاب العسكري بقيادة البرهان.
وأصيبت ست النفور بالرصاص الحي في منطقة الفك، وفشلت محاولات الأطباء، لتصبح أول امرأة تسقط في المظاهرات الرافضة للانقلاب العسكري ضمن 117 آخرين قتلوا برصاص الجيش منذ وقوع الانقلاب.

ووضعت وزارة الثقافة والإعلام بحكومة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك صورتها كغلاف لصفحتها على فيسبوك، وهي الصورة التي تظهر مشاركة ست النفور بكار في واحد من المواكب، وتحمل لافتة ورقية كتبت عليها “ما زلت جميلة..حرة.. كاملة.. محترمة..غالية محبوبة.. شجاعة.. عظيمة.. ملهمة.. قوية”.

الشهيد محجوب التاج

أما طالب الطب بجامعة الرازي، محجوب التاج (20 عاماً)، فقد استشهد يوم 24 يناير 2019، بعد تعرضه للضرب المبرح، من قبل رجال أمن النظام المباد، إبان الثورة التي أطاحت بالرئيس عمر البشير.

واعتقل الشهيد اثناء تظاهرات في محيط جامعة الرازي عندما احتج على تعرض بعض زميلاته للاساءة من قبل رجال الأمن الذين انهالوا عليه بالهراوات واستمروا في تعذيبه حتى فاضت روحه الطاهرة.

ويخضع 11 عنصرا من الأمن حاليا للمحاكمة في القضية تحت طائلة القانون الجنائي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى