تغذيةصفحات متخصصة

تغذية.. إعداد- ابتسام محمد جمعة

التغذية المدرسية جرس إنذار للحكومة الانتقالية
للغذاء مواصفات مهمة يجب توفرها لكل إنسان بما يتلاءم مع نوع وعمر وطبيعة العمل الذي يؤديه، وكذلك أن تكون كمية الغذاء ملائمة لاحتياجات الجسم الفعلية ليتمع الإنسان بصحة عقلية وجسدية تناسب عمره ونوعه، وجودة التغذية تعمل على الحفاظ على الحياة والحيوية والنمو والعمل السليم للأعضاء، وسوء التغذية يؤدي إلى اختلال الصحة عموما وهو حالة مرضية ناتجة من عدم التوازن ما بين حاجة الجسم من الغذاء والمستهلك غير الكافي أو زائد أو غير المتوازن من المكونات الغذائية.
أكثر الفئات تأثرا بجودة التغذية وسوءها هم الأطفال فقد أشارت اليونسيف إلى أن نقص التغذية ما زال يسبب خسائر فادحة للعالم وفي عام 2018 كان مايقارب 200 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من التقزم أو الهزال، بينما يعاني340 مليون على الأقل من الجوع المستمر، وذكرت أيضا أن الأطفال والشباب من أشد الناس فقرا وتهميشا ويتحملون العبء الأكبر لجميع أشكال سوء التغذية مما يؤدي إلى إدامة الفقر عبر الأجيال، وحقيقة كأن اليونسيف تصف حالنا اليوم حيث أورثنا النظام البائد خلال 30عاما عبئا ثقيلا من مشاكل الجوع في وطن يمتلك كل مقومات الغذاء والتغذية والأمن الغذائي والتي تؤدي بدورها إلى هدر كبير للمورد البشرية وهو أهم مورد للدولة، فسوء التغذية يؤثر على صحة وعقول الأطفال وعافيتهم في حاضرهم ومستقبلهم ويؤثر على التطور المعرفي والإدراك، والسودان يعتبر في مقدمة الدول التي يعاني أطفالها من سوء التغذية فحسب اليونسيف ثلث أطفال السودان.
قبل أعوام قليلة ذكر برنامج الغذاء العالمي أن في السودان 1 من كل 6 أطفال يعانون من سوء التغذية الحاد ومن خطر الموت وأن 1 من كل 5 أطفال يعانون من مرض سوء التغذية و1 من كل 4 يعانون من عدم النمو العقلي السليم، وحسب أحوال السودان مؤكد ازداد الأمر سوءا، ولأن أغلب الأطفال موجودون بالمدارس ورياض الأطفال فإننا نقرع جرس الإنذار للحكومة الانتقالية للتنبه لأمر التغذية في المدارس ورياض الأطفال.
يحتاج طلاب المدارس من عمر 6 إلى 12 عام إلى تناول أطعمة صحيّة بالإضافة إلى وجبات خفيفة مُغذيّة لتلبية احتياجات الجسم وضمان ثبات مُعدل النمو، ويجب التنبيه على أهمية وجبة الفطور للأطفال لزيادة تركيزهم واستيعابهم أثناء الدراسة، كما يجب أن تشتمل التغذية السليمة لطلاب المدارس على عناصر الطعام الأساسية التي يحتاجها الجسم، أي يجب دراسة نوعية الوجبات التي تقدم لهم بحرص شديد.
لا يمكن للتلميذ أن يستذكر ويستوعب دروسه بشكل فعال من دون غذاء سليم وهذه حقيقة لا ينكرها إلا جاهل. الآن بدأ الأطفال عامهم الدراسي ولا يوجد أي إصلاح اقتصادي يخفف من حمل الوطن والمواطن ولا أعتقد أن القائمين على الأمر وضعوا تدابير بشأن التغذية المدرسية، وهنا أقصد وزارتي التربية والتعليم ووزارة الصحة، فحتى الآن لم نسمع حديثا عن التغذية المدرسية، والأسئلة التي تطرح نفسها هنا، هل هناك خطوة تقيم واقع التغذية والوعي الغذائي بين الطلاب. هل للوزارتين سياسة لتعزيز التغذية المدرسية؟ هل هناك أي استراتيجيات لتفعيل سياساتهما في هذا المجال؟ هل هناك مشاريع للتغذية المدرسية يتم دراستها الآن؟ وما دور المجتمع في تطوير التغذية المدرسية؟ هل توجد مبادرات مجتمعية تشارك الوطن والمواطن محنته أم ما زال العبء متروكا للأسر؟
وزارتا التربية والتعليم والصحة يجب أن يكون بينهما تنسيق وتعاون عالي المستوى يتفقا خلاله على برنامج واضح لجذب الدعم من القطاعات الأخرى من أجل تحسين التغذية في المدارس، ولماذا لا يتم استخدام المدارس كأساس للتدخلات الغذائية والتغذية من خلال العمل على تحسين الوجبات المدرسية فالعائد المحتمل على الاستثمار في الوجبات المدرسية يتجاوز بقدر كبير الفوائد المتعلقة بالصحة والتغذية كما جاء على لسان المختصين وأصحاب الرأي المدروس.
هل تملك الحكومة السودانية ممثلة في وزارتي التربية والتعليم ووزارة الصحة أجوبة لكل هذه الأسئلة حتى يمكن لنا أن نغير واقع اليوم يعيشه أطفال السودان وحتى نضمن لهم مستقبلا أفضل. وهذا جرس إنذار للحكومة الانتقالية.

التغذية المدرسية ودورها في بناء أجيال سليمة العقل والجسم
كل البحوث والدرسات العملية تؤكد أن ما يأكله التلاميذ يحدد مدى نشاطهم الذهني وقوة ذاكرتهم والطاقة الإبداعية والعاطفية والصحة النفسية والجسدية بل هناك أطعمة تزيد معدل الذكاء. نشر البنك الدولي وبرنامج الأغذية العالمي بالتعاون مع منظمة الشراكة من أجل تنمية الطفل في عام 2009 دراسة (إعادة النظر في برنامج التغذية المدرسية) نستعرض جزءا منها
ما هي برامج التغذية المدرسية؟
برامج التغذية المدرسية هي تلك التي تعنى بتوفير وجبات غذائية للأطفال الملتحقين بالمدارس. وهناك أنواع عدة من برامج التغذية المدرسية لكن يمكن تصنيفها في مجموعتين رئيسيتين بناءً على طبيعتهما: (1) التغذية داخل المدرسة من خلال”” تقديم وجبات يتناولها الأطفال أثناء اليوم الدراسي. (2) توزيع حصص غذائية يأخذها الأطفال إلى بيوتهم.
أهمية التغذية المدرسية
هناك سببان رئيسيان يدفعان البلدان لتنفيذ برامج التغذية المدرسية وهما: (1) مواجهة احتياجات المجتمع وتوفير شبكات أمن اجتماعي خلال الأزمات. (2) تقديم الدعم الألزم لتنمية الطفل من خلال توفير بيئة تعليمية مناسبة وتعزيز الوضع الغذائي.
التغذية المدرسية وتنمية الطفل
هناك ارتباط مباشر بين التغذية المدرسية وجودة العملية التعليمية والأوضاع الغذائية للأطفال. عليه فإنها ُتعنى ببساطة بالاهتمام بالطفل وتعمل على تحسين وضعه الغذائي والصحي وزيادة برامج التغذية المدرسية تزيد قدرته على التعلم وتمكينه من الالتحاق بالمدرسة في المناطق التي تواجه فيها العملية التعليمية مشكلات” بسبب الفقر وحاجة الأسر لتشغيل أطفالهم من أجل الحصول على دخل إضافي.
الرؤية العالمية لبرامج التغذية المدرسية
شهدت النظرة العالمية لبرنامج التغذية المدرسية تغيرا دراماتيكيا منذ 2009 انطلاقا من استراتيجية برنامج التغذية الجديد والذي يضمن التحول من آلية تقديم العون الغذائي إلى تقديم المساعدات الغذائية وينظر اليوم إلى برامج التغذية المدرسية باعتبارها شبكة أمان غذائي واجتماعي تسهم في الحماية الاجتماعية في بلدان العالم تقريبا. وبعد أن كانت ترتبط سابقا بنماذج عون غذائي متقطعة أصبحت برامج التغذية حاليا جزءا من أنشطة المؤسسات الوطنية وتم وضعها في أطر قانونية وربطها بمصادر الإنتاج الغذائي المحلية.
وتعززت هذه النظرة بشكل كبير في إطار الشراكة بين برنامج الأغذية العالمي والبنك الدولي ومنظمة الشراكة من أجل التنمية والتي تأسست استجابة للأزمة المالية وأزمة أسعار الغذاء في عامي 2008 و 2009 وتبنت هذه الشراكة هدفا تمثل في تحسين جودة برامج التغذية المدرسية في البلدان منخفضة الدخل عن طريق اتباع نهج علمي في تنفيذ البرامج وتقديم دعم مشترك ومنسق للدول التي تمر بمرحلة تحول إلى تنفيذ برامج وطنية.
تكلفة التغذية المدرسية
تتشابه معظم البلدان في جانب الاستثمار في برامج التغذية المدرسية، ففي حين يوجد تباين في إجمالا ًبالنسبة للطفل الواحد، هناك تكاليف البرامج بين دولة وأخرى، حيث تتراوح بين 20 إلى 1500 دولارا سنويا تشابه بين كافة البلدان عندما يتعلق الأمر بمقارنة تكلفة الوجبة المدرسية للطفل بنصيبه من الإنفاق العام على متطلباته الأخرى. وفي هذا التقرير قاموا بمقارنة تكلفة الوجبة المدرسية للطفل الواحد بما تنفقه عليه حكومة بلده في تعليمه. وتتراوح هذه النسبة في البلدان العالية والمتوسطة الدخل وفي كثير من البلدان المنخفضة الدخل بين 15 و%20.
تتفاوت التكاليف في البلدان منخفضة الدخل بشكل كبير، ففي بعض البلدان تزيد تكلفة الوجبة المدرسية للطفل على تكلفة تعليمه. وهذا يعني أن فرصة احتواء تكلفة التغذية المدرسية تكون أكبر في البلدان التي ترتفع فيها التكلفة في الوقت الحالي.
أشارت دراسة أجراها برنامج الأغذية العالمي لحساب العائد من برنامج التغذية المدرسية من خلال استخدام نماذج اقتصادية، إلى أن فوائد إسهام برامج التغذية المدرسية في تحسين صحة الطفل وزيادة قدرته على التعلم ورفع مستوى إنتاجيته تفوق تكلفة البرنامج المادية. وجدت دراسة مسحية شملت 9 بلدان أن النسبة بين تكلفة برامج التغذية المدرسية والفوائد المتحصلة منها تتراوح بين 1 إلى 3 و1 إلى 8،عليه فإن كل دولار تنفقه الحكومة على تغذية الطفل يعود عليها بــ 3 دولارات على الأقل في شكل فوائد اقتصادية مختلفة.
في حين تتزايد البراهين والأدلة التي تظهر فوائد برامج التغذية المدرسية لا تزال مسألة الحصول على معلومات حول تكلفة برامج التغذية المدرسية تشكل تحديا كبيرا عليه فإن الوصول إلى فهم كامل للعوامل الموجهة لتكاليف برامج التغذية المدرسية بمختلف نماذجها سيظل جانبا رئيسيا من جوانب الأبحاث المستقبلية وهناك جانب آخر شبيه في أهميته بالسابق ويتمثل في الوصول إلى فهم أفضل للكيفية التي تقوم من خلالها البلدان بالتحول إلى نماذج تكلفة أكثر فاعلية وكفاءة.
التغذية المدرسية في الدول ذات الدخل العالي والدخل فوق المتوسط
كان نظام التغذية المدرسية في الدول ذات الدخل العالي، موجودا منذ فترة ليست بالقصيرة، وربما تواجد منذ منتصف القرن العشرين وتفيد معلومات المسح العالمي للتغذية المدرسية والذي أجري تحت إشراف برنامج الأغذية العالمي، إلى أن معدل عمر أنظمة التغذية المدرسية في هذه البلدان المتقدمة يبلغ حوالي 38 سنة.
هناك اهتمام متجدد ببرامج التغذية المدرسية في العديد من البلدان ذات مستويات الدخل العالي، وهذا، من جانب، يأتي بسبب الحاجة للوقوف أكثر على أسباب زيادة الوزن والسمنة، ومن جانب آخر يأتي نتيجة لتنامي الوعي بالدور الكبير الذي يلعبه الغذاء في صحة الطفل ومستوى التحصيل الأكاديمي والتفاوت الصحي ما بين الطالب. في هذا الإطار تم وضع 24 معيارالعديد في العديد من البلدان، تهدف إلى وضع حد لمحتويات الطاقة في الوجبات، وتطوير التوازن الغذائي في الأطعمة المقدمة.
التغذية المدرسية في الدول ذات مستوى الدخل دون المتوسط:
نجد أن متوسط عمر برامج التغذية المدرسية في الدول ذات الدخل فوق المتوسط يبلغ 21 سنة، فمنذ العام منذ2008 ارتفعت العديد من الدول ببرامجها للتغذية المدرسية. وما يشير إلى تزايد الطلب على هذه البرامج هو ما خرج به تحليل للبرنامج في 20 من الدول ذات الدخل دون المتوسط، و22 من الدول ذات الدخل المتدني، بيانات من المسح العالمي للعام 2012 وقبل بيانات العام 2008، حيث يظهر أن متوسط البرامج المستخدمة هذه الدول قد تضاعف في الحجم خالل هذه الفترة، وهو ما جاء في الغالب نتيجة للارتقاء بالبرامج في الدول ذات الدخل دون المتوسط.
التغذية المدرسية في الدول ذات مستويات الدخل المنخفض:
تعمل العديد من الدول ذات مستويات الدخل المنخفض، على الانتقال من الاعتماد على الدعم الخارجي لتسيير برامجها، إلى إدارة برامجها وتمويلها محليا. قيام 55 من الدول ذات الدخل دون المتوسط والدخل العالي، باستخدام إجمالي الناتج المحلي للفرد في 2005 (بالدولار الأمريكي) بإنشاء برامجها القومية للتغذية المدرسية. وتبدو العلاقة العكسية واضحة حيث نجد أن الدول في أوروبا ووسط آسيا، حيث توجد معدلات أعلى لإجمالي الناتج المحلي، بدأت برامجها القومية في وقت مبكر مقارنة بالدول ذات مستوى الدخل المتدني في أفريقيا، جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا. نجد أن ثمانية من البلدان العشرة المأخوذة في الدراسة والمنضوية تحت فئة الدول ذات الدخل المتدني قد بدأت برامجها منذ العام في 2000 ونجد أن خمسة منها موجودة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
صور محزنة ورسالة للمواطنين
الأسبوع الماضي كشف تقرير أممي أن السودان يهدر أربعة ملايين طن من الغذاء سنوياً، تنتهي إلى مكبات النفايات، في وقت يحتاج فيه أكثر من 13 مليون لمساعدات غذائية عاجلة، وأكد التقرير أن العالم العربي يهدر أكثر من 40 مليون طناً من الغذاء سنوياً تنتهي في مكبّات النفايات، تخيلوا لو استطعنا توظيف هذا الطعام لما تسبب الجوع في موت مواطن أو شرده من المدرسة أو تسبب له في الأمرض.
الصورة أدناه متدوالة على مواقع التواصل الاجتماعية بشكل واسع يقال إنها من مدينة أبو جبيهة التي عرفت بإنتاج المنقة إلى متى سنظل نهدر الغذاء وأهلنا جوعى.
محاربة هدر الغذاء ضرورة دينية وحاجة إنسانية وفائدة اجتماعية وهدف متماشٍ مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة يجب أن نتبنى جمعيا ثقافة تقليل الهدر وعلى الحكومة أن تسعى هي أيضا إلى تغيير هذا الأمر باتخاذ سياسات ورسالتنا للشعب السوداني هي تبني مبادرات لتقليل هدر الغذاء، يمكننا جمع المنقة في موسمها في مناطق الإنتاج وتوزيعها على المدارس مثلا أو نجد حلا آخر بتحويلها إلى عصائر توزع على الأطفال.
**

نصيحتي :
نجاح الانسان يعتمد على التوازن بين الطاقات الاربع طاقة الروح وطاقة العقل وطاقة الجسد وطاقة العاطفة، الغذاء الجيد والصحي وقود كل الطاقات يجب علينا ان نهتم بغذاء الاطفال لينعموا بحياة افضل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى