الرأي

لجان المقاومة.. توحيد قوى الثورة!!

وجد بيان لجان مقاومة ولاية الخرطوم الذي صدر هذا الأسبوع تفاعلاً كبيراً وسط عدد من لجان المقاومة، والأجسام المهنية، والتحالفات المناهضة للانقلاب. ونادى بضرورة انخراط قوى الثورة في خطوات عملية تعجل بهذه الوحدة لتشمل كافة القوى الثورية الرافضة للانقلاب. ويبدو أن هذه الأجسام قد وصلت -بحكم تجربتها في مقاومة الانقلاب منذ وقوعه في الخامس والعشرين من أكتوبر من العام الماضي- إلى أن وحدة قوى الثورة تبقى الخطوة الأكثر أهمية في طريق إسقاط الانقلاب، وهزيمته، واستعادة الوضع الانتقالي، وصولاً للانتخابات بنهاية الفترة الانتقالية.

وكانت تنسيقيات لجان مقاومة ولاية الخرطوم قد عبرت في بيان لها عن دعمها الكامل لمساعي إعلان (وحدة قوى الثورة)، وأكدت على ضرورة التنسيق المُحكم بين لجان المقاومة والقوى السياسية والمهنية والمطلبية المؤمنة بالتحول الديمقراطي، والداعية لإسقاط الإنقلاب. ودعت لعقد ورشة عاجلة بهدف إيجاد صيغة عمل للتنسيق المشترك والحوار الشفاف والواضح بين لجان المقاومة، وكل القوى السياسية والمهنية والثورية المناهضة للانقلاب العسكري.

جاء في البيان: “إن الدور العظيم الذي قامت به لجان المقاومة في كل ربوع السودان لم يحدث قبلاً في تاريخ هذه البلاد، وهو ما قزّم قادة الانقلاب ومعاونيه البؤساء، وأحال آمالهم في حكم السودان إلى بلقعٍ فسد فيه زرعهم المتآمر، ومن أجل إنهاء المعركة وإعلان الانتصار وإسقاطه، ولمزيد من إحكام النضال الجماهيري وتغذيته بالإضرابات السياسية وصولاً للعصيان المدني الشامل ومشاركة كل قطاعات الثورة والشعب، تتويجاً بإسقاط الانقلاب، كان حتماً علينا أن نتوحد أجمعين كما تجمعنا المليونيات نجتمع الآن متوحدين من أجل تشييعه لمزابل التاريخ”.

وفي بيان مشترك بتوقيع لجان المقاومة في الدويم وكوستي والجزيرة أبا وتندلتي، دعت لجان المقاومة لتوحيد قوى الثورة في مواجهة الانقلاب، وجاء في البيان: “بتوحدنا جميعاً نكون قد خطونا أولى خطواتنا بإسقاط الانقلابيين ومن عاونهم لتحقيق حكومة مدنية ترضي طموحات شعبنا الصابر، ونؤكد بألا شرعية للانقلاب ولا مساومة ولا تفاوض”. وانضم للدعوة (تحالف الردة مستحيلة) عبر بيان جاء فيه: “إننا في تحالف الردة مستحيلة، إذ نؤيد كل خطوة لتوحيد كيانات الثورة، نقف كذلك في مقام واحد ضمن صفوف الثورة التي ما فتئت تثبت يوماً بعد يوم أنها ماضية ولن تتراجع مهما واجهت من صعوبات وعراقيل مصنوعة هنا وهناك”.

(مجتمع نفس النسوي) عبر عن دعمه لمبادرة وحدة قوى الثورة عبر بيان أعلن فيه استعداده للتنسيق والعمل المشترك مع كل الفاعلين الرافضين للانقلاب العسكري من أجل إنهاء الانقلاب. فيما ثمنت لجنة صيادلة السودان المركزية الجهود المبذولة على طريق وحدة قوى الثورة بين لجان المقاومة والأجسام المهنية والنقابية والقوى السياسية الرافضة للانقلاب، وجاء في بيان للجنة: “نعلن أننا في أتم الجاهزية للتنسيق والعمل المشترك مع كل الفاعلين السياسيين الرافضين للانقلاب العسكري، والتصعيد بكل ما أوتينا من سلمية بأدواتنا النضالية التي يعلمونها جيـداً ويخشاها الانقلابيون، وندعو كافة الرفاق للانخراط في عملية تشييع الانقلابات العسكرية في السودان إلى مثواها الأخير وبلا رجعة، لنستعيد سوداننـا الذي نحلم به، ولنخبرهم أن أحلامنا غير قابلة للهزيمة”.

تُعلي قوى الثورة من قيمة الوحدة مجدداً، عبر التفاعل الواسع الذي وجده بيان تنسيقيات لجان مقاومة ولاية الخرطوم الداعي للوحدة، والقبول الذي وجده داخل قوى الثورة، مما يبشر بتحقيق تقدم في هذا الخصوص. وعلى الرغم من عدم وجود آفاق للحلول السياسية بعد، فإن وحدة قوى الثورة تظل فريضة واجبة في كل الظروف والأحوال، من أجل توحيد الكلمة، وللتحدث بصوت واحد على كافة الجبهات. سواء جبهة المقاومة السلمية للانقلاب من تظاهرات واحتجاجات وندوات سياسية أوغيرها، أو من جهة توحيد الصوت داخل أي مباحثات قادمة، تهدف للوصول لحل سياسي.

من جانبه ظل (تحالف قوى الحرية والتغيير) يدعو ويعمل لهذه الوحدة، حيث أعلن غير مرة أنها ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها لهزيمة الانقلاب. وفي هذا يلتقي التحالف مع دعوات هذه الأجسام الثورية من لجان مقاومة ومؤسسات مهنية وأجسام نسوية وغيرها. ويبدو أننا سنشهد حراكاً ثورياً يتعلق بهذا الخصوص في الفترة القادمة يسعى لهزيمة الانقلاب واستعادة المسار الانتقالي. وهي بلاشك خطوة إلى الأمام، ومرحلة من مراحل مخاض ديسمبر العسير، في انتظار الميلاد.

حفظ الله السودان وشعب السودان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى