صفحات متخصصةعلى الشارع

عين على الشارع: إعداد- زهرة عكاشة

“فُكر وشغف” ينشُد مجتمعاً قانونياً متحضراً.. طالب في جامعة الرباط الوطني يؤلف (6) كتب
الخرطوم ـــ زهرة عكاشة
شغف بالقراءة، مثقف، مستنير، يهوى العلم والعلماء، مُفكر مبدع ومبتكر، حذق، أحب القانون وعشق فنونه، ينظر للحياة والمجتمع من بوابة العدل لأنه أساس الحياة، بصبر وإرادة تحدى الصعاب، يسير بخطى ثابتة نحو الهدف، فهو يؤمن بأن نشر الثقافة القانونية يحقق روح العدالة، فألف عدداً من الكُتب، وأخرى في طريقهاً للنشر.
يعتبر حسن عباس حسن خليل، الطالب بكلية علوم الشرطة والقانون بجامعة الرباط الوطني نموذجاً للتحدي في الصبر، شق طريقاً وعراً وسط جهابزة القانون وفطاحلته، ببراعة المبدع وتخطيط المحنك، فهو يحلم بمجتمع قانوني متحضر ويصر على تحقيق ذلك، رغم حداثة سنه وتجربته.
هدف نبيل
القانون ومعرفة كُنهه يجري في جسد حسن مجرى الدم، حتى أنه يرى أن تحقيق روح العدالة بنشر الثقافة القانونية، فبدأ بكتابة مؤلفاته القانونية حتى يصبح المجتمع مجتمعاً قانونياً متحضراً.
بداية الإنجاز
حب البحث وشغفُ العلم، واستغلال الوقت في الإطلاع المفيد هو أسلوب حياته، وفي ذلك يقول: “في الإجازة بين الفصل الأول والثاني في كلية القانون بجامعة الرباط الوطني شرعت في البحث عن تاريخ النظم القانونية، وجمعت كل تواريخها في دفتر، وعندها راودتني فكرة جمع المادة في كتاب، وكان لابد من التوجه إلى دراسة مناهج البحث العلمي حتى يخرج الكتاب بأسلوب علمي”، وبالفعل أعدت جمع المادة التاريخية القانونية وفقاً للمنهج العلمي، وبعد الفراغ منه قدمته للجنة المصنفات الأدبية والفكرية، وفق ضوابط محددة وبعدد معين من النسخ، وبحمد الله تمت إجازته وسُجل في مجلس حماية حق المؤلف والمصنفات الأدبية والفكرية، ثم توجهت إلى إكمال الإجراءات والحصول على رقم الإيداع وأرقام النشر وإذن الطباعة.
حكاية كتاب
كان عرضه لأول كتاب من تأليفه موقفاً صعباً ومهيباً، لأنه كان أمام مجلس الأساتذة وزملائه الطلاب، وفي ذلك قال حسن: “كان العرض بقاعة الكلية في يناير العام “2015” أمام مجلس الأساتذة وزملائي وطلاب القانون من سنوات مختلفة، كان الموقف مهيباً لم أستوعب ما يحدث لبضع دقائق، ومع مرور الربع ساعة الأولى أصبحت أتحدث بأريحية وصار الأمر سهلاً، خاصة وأن جميع الحضور كانوا في شوق لسماع المزيد، فانطلقت أعرض كتابي بطمأنينة، وكان عرضاً جميلاً ومناقشة جيدة.
كُتب جديدة
بعد ثناء الأستاذة عليه وإعجاب زملائه بمجهوده، أعطاه ذلك دفعة قوية للاستمرار في الكتابة وإصدار الكتب بالرغم من أنه طالب في الكلية، حيث تمكن من إصدار “5” كتب أخرى، وعلق على ذلك قائلاً: “نجاح التجربة زاد الحماس بداخلي فانطلقت في الكتابة وطبعت 5 كتب في مجال القانون، وبذلك تكون حصيلتي “6” كتب قانونية وهي تاريخ النظم القانونية، معجم المصطلحات القانونية، ونظرة إلى الفقه القضائي وأخلاقيات مهنة القانون، الجريمة والمجرم والشرطة والمجتمع والقانون، وترجمة الكتاب الأول والثاني من العربية إلى الإنجليزية.
“AVision about jurisprudence and ethics in judge profession”
” AVision about crime and criminal ,community,police and “law
وهناك كتاب “قانون ولكن” لم ينشر حتى الآن، وهو يتحدث عن الأشخاص الذين يظلمون من القانون نفسه أو إجراءات القانون أو الوقت الذي يأخذه الإجراء القانوني لتختفي العدالة بالقانون.
احتياجات الكتابة
حسن وغيره من الكُتاب والمبدعين يحتاجون لأدوات العمل ليواصلوا إنتاجهم وإبداعاتهم، وتكمن حاجة حسن في الأدوات المكتبية والكتب القانونية، برغم أن هناك كثيراً من الكتب القانونية القيمة غير متوفرة في السودان، وذلك يُصعب عملية النهضة الفكرية في القانون، لأنها مكلفة جداً بالنسبة للطلاب، وإنشاء مكتبة قانونية في المنزل سيكلف مبالغ طائلة.
إقبال كبير
بدأ حسن بطبع “100” نسخة من كتابه وتدرج حتى وصل إلى “500”، ويطبع من ماله الخاص، وكان والده قبل وفاته هو الممول الوحيد لمسيرته التعليمية ولكل مصروفات الكتب التي بدأت برسوم التصاديق والإجراءات الخاصة بتسجيل الكتب وحتى الطباعة”، وبعد ذلك وجه عميد كلية القانون الدكتور محمد أحمد المحجوب دار نشر جامعة الرباط الوطني لنشر الكتب، لكن الأوضاع السياسية في ذلك الوقت، ثم جائحة كورونا وما صاحبهما من إغلاق الجامعات لم يتم أمر الطباعة والنشر حتى الآن.
الطلاب عموماً ولمحدودية إمكانياتهم لا يشترون إلا الكتب الدراسية المقررة، ونادراً ما تجدهم يشترون كتاباً لزيادة معلوماتهم ورفع مستوى ثقافتهم، وتشجيعاً منه عمد حسن على وضع عدد من الكتب في المكتبات لمطالعتها مجاناً.
إثبات وجود
الجلوس للإطلاع والقراءة لفترات طويلة كانت أبرز ما واجهه حسن في بداية مشواره، لكنه يرى أنها مشكلات طبيعية في المجال واستطاع التغلب عليها بالعزيمة والإرادة القوية، كذلك استعصت عليه معرفة المصطلحات والإجراءات القانوية واستطاع بالاجتهاد معرفة الكثير من العلوم القانونية الدولية والسودانية والمقارنة بينها، وقال إن “المعرفة بالمصطلحات والإجراءات القانونية كنز في العلوم القانونية”.
وسائط نافعة
في مجموعات وسائل التواصل الاجتماعي “واتس آب وفيس بوك” هناك كثير من الكتب المهمة التي تخص طلاب كليات القانون بمختلف مستوياتهم، لذلك فإن هذه الوسائط نافعة وتعتبر وسائل نشر سريعة وناجعة، فخبر نشر كتاب في القانون ينتشر سريعاً عبرها ويتلهف المهتمون لمعرفة محتواه.
رسالة مهمة
من خلاصة تجربته الأكاديمية يبعث حسن برسالة إلى الشباب مفادها أنه من زرع أيام الدراسة وسقى في موسم الامتحانات حصد أيام التخريج.
بطاقة شخصية
حسن عباس حسن خليل، والدته دكتورة أميرة خوجلي حامد، وُلد بحي “كوريا” بمنطة البراري، وعند الخامسة من عمره انتقل مع والده إلى مكان عمله في مدينة “جياد الصناعية” بولاية الجزيرة، أولى خطواته في سلم التعليم كانت في رياض أطفال مدارس “القبس”، ودرس الأساس بمدرسة مصعب بن عمير بنين بمدينة “جياد”، وفي مدرسة “جياد” الثانوية بنين درس الثانوي، ثم انتقل إلى الخرطوم لينضم إلى طلاب كلية القانون جامعة “الرباط الوطني” وتخرج منها في العام “2018”. نال دبلوم عالي القانون جامعة الرباط الوطني كلية علوم الشرطة والقانون، يحضر رسالة ماجستير القانون جامعة الرباط الوطني كلية علوم الشرطة والقانون، لديه شقيقان أيمن ويدرس في السنة الرابعة بجامعة “الوطنية” كلية الهندسة المدنية، وأسيل تدرس في السنة الثانية من المرحلة الثانوية.
—–

عروض شركات المواد الغذائية.. سهولة الإعلان وصعوبة التطبيق
الخرطوم ـــ الديمقراطي
تعتمد التجارة كمفهوم عام على العرض والطلب والصدق والمصداقية، وتبنى على أساسها علاقات التواصل والمنفعة المتبادلة بين المنتج والمستهلك وبينهما (التُجار)، فإذا أخل التاجر بإحدى هذه الشروط يختل الميزان وتكون النتيجة عُزوف الزبائن عن الشراء والبحث عن أماكن أخرى يتوفر فيها نوع من الصدق بالإضافة إلى الثمن المعقول.
عرض مغرٍ
إحدى شركات المواد الغذائية قدمت عرضاً على منتجاتها لكن وقف بعض التجار وأصحاب “البقالات” حجر عثرة أمام استفادة المواطنين من هذا العرض كاملاً خصوصاً وأن السلع التي عليها تخفيض أو عروض تكون مرغوبة للمستهلك نسبة للأوضاع الاقتصادية الحالية.
الشركة في إعلاناتها عبر التلفاز حفزت المواطنين على شراء ثلاثعبوات من المنتج وأخذ عبوة واحدة هدية، لكن ما الذي حدث بعد ذلك؟.
عدم استفادة
تقول رفيدة الصادق “طالبة ثانوي” بعد مشاهدة العرض على شاشة التلفاز:”ذهبت إلى أقرب “بقالة” في الحي واشتريت ثلاث عبوات من المنتج وانتظرت البائع لإعطائي العبوة الرابعة هدية كما هو موضح في الإعلان لكنه قال بصوت حاسم: “ليست ثلاثة بل ستة” قلت له إن إعلان الشركة نص على ثلاثة؟ لكنه أصر على ستة عبوات”.
موقف آخر
تعرض عثمان هاشم “طالب أساس” لنفس الموقف لكن في هذه المرة ارتفع عدد العبوات إلى ثمانية، ويقول عثمان في ذلك: “بدأت بجمع عدد أغطية المنتج للوصول إلى العدد المطلوب وبالفعل جمعت أكثر من العدد المطلوب وساعدتني أسرتي على الفوز بعبوة هدية لكن صاحب البقالة أصر على جمع ثمانية أغطية، وتساءل أليس من حقنا التمتع بالعرض؟ ولماذا لا تتابع الشركات تنفيذ عروضها وإعلاناتها عبر مندوب يتابع تنفيذ ووصول العرض إلى المواطن؟.
سلوك مُهين
امتعضت نور الهادي “موظفة” مما يحدث وقالت إن الأطفال هم أكثر الفئات إقبالاً على العرض لكن هذا لا يعطي البائع حق التلاعب والغش فصاحب البقالة في الحي رفع عدد الأغطية إلى عشرة وهو أمر مبالغ فيه وغير مقبول تماماً، فقررت مقاطعة العرض.
خسارة كبيرة
يرى أمير عبد الغني صاحب محل تجاري أن العرض سيسبب له خسارة فادحة لأنه لا يعود عليه بأي فائدة، وقال بعدم رضا: “لماذا اتحمل الخسارة”.
ركود وانتعاش
الباحث الاجتماعي محمد الجاك قال إنه “كل ما زاد الطلب زادت المنفعة، لأن نسبة ربح التاجر لم تنقص، خاصة وأن الأسواق تعيش ركوداً كبيراً، وشحاً في الإقبال على الشراء والشركة بعرضها هذا تسهم في انتعاش السوق من جديد وتوزع المنتج في وقت وجيز، ولكن بعض التجار لا يفهمون سوى لغة انتهاز الفرص واستخدام لغة العصر “الجشع والطمع”، دون مراعاة لحق المواطن في الاستمتاع بالعرض”، واستنكر حالة الفوضى واللا مبالاة وصمت الشركة صاحبة العرض على ما حدث من تلاعب واستهتار بالمواطن، وأضاف أنه كان على الشركة محاسبة المتلاعبين لأن ذلك يكبدها خسائر فادحة ويفقدها المصداقية.
—-

عين على الطريق
نشرت والية الولاية الشمالية الخميس الماضي على صفحتها في تطبيق “فيس بوك”: “ضبطنا اليوم الخميس، أثناء وجهتنا لافتتاح مستشفى غرب السكوت بابوراقة، خمس شاحنات مصرية شمال دنقلا، تفرغ جزءاً من حمولتها (أسمنت)، في الطريق قبل الدخول إلى الميزان الواقع جنوب مدينة دنقلا في محاولة للتلاعب على قرار السلطات الخاص بمقدار معين للشاحنات”.
الخبر يشير إلى أن الوالية اكتشفت أمر الشاحنات بالصدفة، ويقال في الأمثال الشائعة “رب صدفة خير من ألف ميعاد”، إلى متى سنعيش وسط الإهمال واللامبالاة والفوضى، وكم نحتاج من الوقت حتى تستشعر الحكومات مسؤوليتها وهل سنظل نعتمد على الصدف لحسم الفساد والمفسدين؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى