الرأي

عبد الرحيم حمد النيل

(١)

• قال النقابي عكاشة عبدالرحمن علي؛ إن ابنه فوزي عكاشة الذي كان يدرس بالمرحلة الثانوية آنذاك؛ قد اختطفه جهاز الأمن منذ العام ١٩٩٥م وهو عائد من المدرسة إلى المنزل؛ ولم يظهر حتى الآن.

• ذلك كان في برنامج (بيوت الأشباح السودانية) والذي بث تلفزيون السودان حلقتين منه حتى الآن؛ استضاف في الأولى النقابي عكاشة عبدالرحمن وفي الثانية البروفسور فاروق محمد إبراهيم؛ اللذان سردا ملابسات اعتقالهما وقدما نتفاً عن تلك الأيام المظلمة؛ وحسناً فعل الفنان طارق أبوعبيدة وهو يدفع بفكرة هذا البرنامج رغم المحيطات التي تفصله عن التلفزيون؛ لكنه أدرك ضرورة وجود برامج تعري الخطاب الذي يتوسل به الإسلام السياسي المجتمعات السودانية، وضرورة نقل القصص والوقائع التي حدثت في عهد الإنقاذ لكافة السودانيين.

• هذه القصة واحدة من مئات القصص التي حدثت لأسر سودانية كثيرة؛ سرقت يد الإنقاذ المجرمة فلذة كبدها؛ وما قصة ابن الصحفي الإسلامي الراحل موسى يعقوب؛ محمد الخاتم_زميلهم في الحركة الإسلامية _ والذي أاختطف أيضاً عقب اختلافه مع زملائه في التنظيم وحركته النشطة ضدهم؛ والذي لم تعثر أسرته عليه حتى رحيل والده عن الدنيا إلا واحدة من قصص الفجائع التي ارتكبها جهاز الأمن الإنقاذي.

• يجب أن تبقى جرائم الإنقاذ نصب أعيننا دائماً؛ ففيها العبرة لكيلا تتكرر؛ والتوثيق لها والتذكير بها وإلقاء الضوء على كثيرٍ مما لم يكن سهلاً تمريره إلى المواطنين من فعايل وهوايل أجهزة الدولة الفاشية الأمنية ضرورة تقتضيها أهمية قراءة والنظر إلى التاريخ من موقع توفر المعلومات والأفعال والوقائع المرتبطة بدولة الحركة الإسلامية التي سعت إلى إقامتها عبر انقلابها على الديمقراطية، مستعينة بكوادرها في الجيش، وأجهزة أمنها التي أقامتها لحماية الانقلاب.

• الشاب أحمد ضو البيت؛ كادر مؤتمر الطلاب المستقلين النابه؛ والذي تخصص في نقد الخطاب الديني، وفضحه؛ والذي تشهد له منابر الحركة الطلابية في الجامعات بصولات وجولات مقارعاً الإسلاميين والسلفيين؛ اختفى أيضاً منذ منتصف العام ٢٠٠٤م؛ ولم يظهر حتى الآن.

• الشاعر أبوذر عبدالله الحسن “أبو ذر الغفاري”؛ والذي اختفى منذ أيام انقلاب الإنقاذ الأولى؛ ولم يعرف له أثر بعد ذلك؛ أيضاً أحد فجائعنا الكبيرة والتي يتهم بها جهاز أمن الدولة الإنقاذي.

  في الثلاثة عقود المنصرمة؛ تم قتل وسحل وتعذيب آلاف السودانيين من قبل أجهزة أمن الإنقاذ؛ وتم اختطاف وفقدان المئات؛ الذين لا زالت أسرهم محنية القلب، تنتظر أن يطرقوا أبواب بيوتهم من جديد؛ فلا غشيتهم طمأنينة الموت ولا حفهم يقينه، ظلوا يتحسسون مكان الفقد دائماً بحسرة وألم وأمل كبير.

• على أجهزة العدالة العمل على ملفات المفقودين في العهد البائد وعهد المجلس العسكري؛ وما أكثرهم؛ لوضع حد لآلام مئات الأسر التي لا تدري هل تبكي أبناءها وتغلق أبواب الرجاء؛ أم تنتظر عودتهم.

(٢)

ياما شان زفة خريفك كل عاشق أدّى فرضو

مافي شمساً طاعمة طلّتْ إلا تضحكي ليها برضو

والغمام الفيك راحل في الصنوبر يلقى أرضو

والصباح يمتد ياما كلما جاوبتي نبضو

” أبو ذر الغفاري”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى