الرأي

يوم جديد للحرية وأعراس الفداء..!!

كان يوم الأمس يوماً من أيام الثورة الخالدات.. (هذي الشوارع لا تخون)…! يومٌ حمل في جوفه من الرسائل ما تقر به عين الثورة وتسهد عيون الجاحدين..!! مواكب ذكرى يونيو خلاصتها الارتفاع فوق الصغائر وتحديد الوجهة.. والاصرار على الحرية والمدنية وتأكيد استحالة قهر الشعب.. ومن أوضح هذه الرسائل رسالة للانقلاب وللانقاذيين بأنه لا تلاعب مع الثورة ولا عودة للطغيان..! هي رسالة يجب أن يفهمها ويعيها الفلول و(أصحاب الأحزمة المرتخية) ومن هم خلفهم من المرتزقة المحلية والأجنبية والمرتجفين من رعاة المليشيات والحركات وأبواقهم الاعلامية…!! هذه المواكب الهادرة خطابٌ مفتوح للانقلاب الذي يريد أن يركب على رأس الشعب وعلى شباب الثورة والمقاومة..! هل رأيتم كيف يقدم الشهداء أرواحهم ويفتحون صدورهم لرصاص الغدر من أجل الحرية والمدنية وليس لغرض غير هذا…؟!

تستمر الثورة بعزيمة بنات وأبناء الوطن الأحرار.. وسنرى من يسقط .. الشعب أم الفلول والانقلاب..؟! نعم ليتواصل مد الثورة مهما كانت التضحيات وبذات شعاراتها وسلميتها، وبكل ما تتيحه الوسائل السلمية.. والردة مستحيلة لأن هذه الثورة ممهورة بدماء الشهداء وبعهد وثيق لانجاز أحلامهم في وطن ينعم بالحرية والعدالة والسلام والكرامة…فكيف يتسنّى للشعب أن يخذل وصية شهدائه…!!

هي معركة حضارية بين الوطنية والوعي وبين الخيانة والجهل.. فلمن يكون النصر فيها..؟! كيف لهذا الغباء ألا يدرك ما حدث في الشارع السوداني بعد ثورة ديسمبر المباركة..؟! الطريق مغلق (حتى اشعار آخر) أمام هذا الانقلاب الأخرق الذي قامت به شلة البرهان والفلول (ولا تعنينا الرسائل التي تأتيهم من الخارج) انقلاب تم التخطيط له منذ مذبحة فض الاعتصام المروّعة..وإطلاق عصابات القتل والنهب في الشوارع لإرهاب المواطنين.. وبعض السناريوهات الخائبة الأخرى..! الثورة مستمرة وسيكون هذا الانقلاب المشؤوم نهاية هذه الطريق الوخيم.. فعندما يتحدث الشعب تتلاشى (وعود الكواليس)..والشعب هو الفيصل في مصائر الوطن وليس أي جهة أخرى..! وعندما يقول الشعب كلمته فلا معقّب عليها..هذا هو صوت الأحرار في كل مكان..! وبالأمس قال الشعب كلمته مجدداً ومؤكداً إصراره على ثورته وعلى سلميتها ومبادئها وأصاخت أسماع الدنيا..وكاذبٌ من يقول انه يستطيع أن يرتد بالوطن إلي الشمولية وإلى رجس الإنقاذ ووضلالات الفلول..! لا يمكن لهذه الملايين العنيدة التي خرجت من كل أصقاع الوطن ألا تصل الى مبتغاها في الحرية والمدنية وتشييع الشمولية إلى المزابل..!

ألآف الثوار يتدفقون عبر جسر النيل الأبيض نحو الخرطوم – مليونية 30 يونيو

يجافي الحقيقة من يقول انه يستطيع أن يرصد جميع الصور والدروس والعبر في مواكب (هذا الزلزال) أو يلم بكافة المشاهد والملاحم من الفداء والتضحية وتلك المعاني والأهازيج الذكية التي تبثق بتلقائية من بين الحشود وكأنها مقتطفات من دروس سياسية بليغة.. لقد كان يوم أمس صفحة جديدة ذات رونق خالد.. إنها مشاهد تنبئ عن عظمة إنسان هذا الوطن العظيم وللشعب وهو يهتف لا للانقلاب على الديمقراطية والحكم المدني.. نعم لقومية الجيش ووحدته.. لا لتوظيفه سلاحاً في أيدي الفلول… القصاص للشهداء..تفكيك الإنقاذ… ومحاكمة القتلة والمجرمين.. لا للابتزاز..حل المليشيات.. الالتزام بمطلوبات الانتقال ومؤسساته.. إصلاح الأجهزة العدلية والأمنية… محاصرة الفساد والطفيلية… تنظيف المؤسسات النظامية والخدمة المدنية من رجس الإنقاذ وفاقدي التأهيل.. حفظ كرامة المواطن وكفالة العيش الكريم….!!….مّنْ وضع هذه المصفوفة المكينة الركينة غير الضمير الشعبي..؟!

هذا هو الفيصل بين الفلول في (اعتصام الموز) والشعب في مواكبه الهادرة..! لقد رجّت الأرض عليهم رجاً.. واهترأت صحائف التآمر والخيانة والبهتان وأزلفت ساحة الوطن للثوار الأحرار ولهذا الشعب الأبي الكريم.. هل يمكن شراء هذا الشعب بالرشاوي الرخيصة..! ومَنْ قال لهم إن الشعب السوداني (معروض للبيع)..؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى