الرأي

هدف حياتي طلع تسلل

سترة حال
عبدالماجد عليش

هذه العبارة وجدتها ضمناستطلاع صحفي ممتع ومفيد (صحيفة الحراك السياسي ٦ سبتمبر ٢٠٢١) وموضوع الاستطلاع كان عن العبارات التي نطالعها في السيارات سواء سيارة أجرة أو سيارة خصوصية،وأكثر العبارات نجدها مكتوبة في (الرقشات).
بعض العبارات -بحسب الاستطلاع- تعكس مشاعر الحزن والخيبة(حتى هدف حياتي طلع تسلل)(في أمل يا دكتور؟) وبعض العبارات تعكس روح المرح في شكل تعبير، مرح أو تعبير ساخر(وراء كل رجل مديون امرأة)،
يمر المجتمع بمرحلة انهيار. تنهار قيم وتقاليد وسلوكيات، وتتأسس قيم أخرى، وفي المسافة الاجتماعية بين القيم السابقة أو القديمة والقيم التي تتقدمتظهر هذه الظواهر ومن ضمنهاالعبارات موضوع الاستطلاع.
عالم الرقشات يعبر عن التحولات الاجتماعية. الرقشة كمثال تجري في الشارعطيلة ١٢ ساعة وربما أكثر، وخلال هذه الساعات يختلط السائق مع أصناف مختلفة من المواطنين، ولكل منهم قصة ولكل منهم موقف اجتماعي، وكعادتنا نحن السودانييننكسر الحواجز بسهولة نتبادل الحديث.هذه عادة لم تسمحبالمتغيرات الحديثة على المساس بهاوظلت راسخة رغم سقوط عادات اجتماعية أخرى.
تحمل العبارات إشارات عن المزاج الاجتماعي العام، ويغلب عليها الطابع الساخر ذو المحتوى الذي يحتج ويرفض.ربما يكون لعامل السن دور في هذا، فغالبية سائقي الرقشات أو السيارات هم من الفئة العمرية منتصف العشرينات إلى منتصف الثلاثينات، وبالتأكيد هناك أعمار أكثر تقدمًا في السن.
تعبر هذه المصطلحات عن العلامات الاجتماعية،والعلامة الاجتماعية شاهدعلىأحوال المجتمع.يمكن الاستنتاج أن المجتمع محمل بعلامات اجتماعية عديدة في مختلف المجالات، وتتلاحق الأحداث والرغبة في التعبير عن الأحداث وتصويرها.
من الإشارات المكتوب في السيارات والرقشات الإشارة الشهيرة التي تحكي عن علاقة الرجل بالمرأة؛ سواء كانفي حالة الحب والغرام،أو في حالة الزواج،أو لاقدر الله حالة الانفصال. ويعكس هذادرجة من درجات إحساس السودانيين وردودأفعالهم تجاه ما يواجهون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى