الرأي

هاوسٌ.. عبقرية السفالة والحزن

هكذا

عبدالرحيم حمد النيل

• »هاوس« مسلسل أمريكي بدأ عام 2004م وانتهى بالموسم الثامن 2012م، والشخصية الرئيسة فيه هي دكتور غريفوري هاوس الطبيب العبقري غريب الأطوار، وقد قام بتأدية الدور الممثل هيو لوري الذي نجح نجاحاً باهراً في تقمص الشخصية وهو الذي لم يعرف في عمل غير هذا المسلسل.

• و»هاوس« عبقري موهوب، لا يؤمن بما يؤمن به عامة البشر من مشاعر وعلاقات انسانية وأديان، ويترأس فريقاً من الأطباء التشخيصيين بمستشفى برينتسون بولاية نيوجيرسي، ويلاحظ أنه تم استيحاء بعض صفات شخصية هاوس من المحقق الشهير شيرلوك هولمز.

• أما شخصية صديقه ويلسون فتم استيحاؤها من واطسون، ففي كل حلقة يتم حل لغز معين يقوم هاوس باكتشافه بشكل عبقري لينقذ حياة المريض.

• يلاحظ المشاهد أن شخصية »هاوس« تم تصميمها بشكل غريب يخالف نمط شخصية البطل الأمريكي في أفلام هوليوود، حيث يستطيع البطل فعل كل شيء ليقترب من صفة الكمال، فهاوس على النقيض فهو أولاً لا يتمتع بوسامة البطل السينمائي الكلاسيكية، وثانياً في شخصيته الكثير من النقائص حسب المعايير السائدة، فهو مدمن على الفيكودين وعدواني وفظ، يتعامل بعدائية مع الجميع ابتداءً من الطاقم الذي يقوده، فهو يسخر من كل شخص وكل شيء، تسنده في ذلك عبقريته الفذة في التشخيص حتى أصبحت الحالات المرضية العادية لا تثير انتباهه، ويتولى الحالات المعقدة التي يعجز كثيرون عن تشخيصها وعلاجها، وهذا الأمر يجعل المستشفى بحاجة دائمة له، ويتغاضى له عن كثير من الخروقات التي يرتكبها، ويجعل طاقم الأطباء يحتملونه ليتعلموا أكثر بين يديه.

ومن مقولاته الشهيرة عندما يحتج مريض على معاملته الفظة من قبل هاوس »ماذا تفضِّل؟ الطبيب الذي يمسك بيدك وأنت تموت؟ أم الطبيب الذي يتجاهلك وأنت تتحسن؟!

• شعار هاوس »الكل يكذب«، ويردد عبارة لقد أصبحت طبيباً لأعالج المرض لا المريض.

• الغريب أن شخصية هاوس جاذبة جداً بعبقريته، ومحاولاته الدائمة للسخرية من مبررات الآخرين واحالتها للأسباب الحقيقية برغم فظاظة الأمر تمنح المشاهد شعوراً سرياً بالتواطؤ مع ما يفعل.

ومسلسل »هاوس« يقودك إلى دهاليز النفس البشرية السادرة في تعقيداتها المهولة وحيرتها اللامتناهية، الوحدة ووحشة الحياة، قلق البشريِّ إزاء طلسم وجوده الملتبس، نزقه، توقه وأحلامه المستحيلة بالكمالات والكشوفات، وأيضاً الأثر والتأريخ والشكوى من الخلود والتنفس والطعام والعادات، وأثر اليومي على الروح وهوية الإنسان وجدوى نزوعاته الغامضة والواضحة.

»هاوس« سفالة العبقرية وعبقرية الوحدة والحزن.

(٢)

• الأمن ليس سلعة، ثمينة أو رخيصة؛ بل هو واجب الحكومات ودورها توفيره وحماية أرواح وممتلكات المواطنين؛ هذا هو الوصف الوظيفي لوزارة الداخلية والشرطة السودانية؛ وهذا ما يتقاضون أجورهم لقاءه.

(٣)

كتب أمجد ناصر

نائمٌ في أقطانه

سيدي الصغير

لا يفيق على نايات اليد .

قمع سكر يذوب في الرغاب .

غر

ومزده بحليه والتخاريم .

نظيف

ومحفوف

وماثل

يلمع في نداه الزيتون .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى