الرأي

نقابة الصحفيين ومسجّل تنظيمات العمل: كأن لم يكن..!!

رفض مسجّل تنظيمات العمل (بالتلاتة) تسجيل واعتماد نقابة الصحفيين السودانيين..! ما هذا..؟ أهو قرار سياسي..؟ّ وعندما نقول إنه قرار سياسي فلأننا لا نرى فيه غير (الإنحياز السافر) ضد نقابة الصحفيين… فلا تفسير لهذا القرار غير أنه يمالئ الانقلاب وينطلق من غرض سياسي (مع إن نقابة الصحفيين ليست كياناً سياسياً).. وهو قرار عجيب يجافي المهنية ويسير على خُطا الفلول وينحاز إلى جهة مجهولة..! ونترك معرفة هذه الجهة لفطنة (الجالية السودانية) بالسودان..!
لنا الحق أن نتساءل: هل مسجّل تنظيمات العمل (مؤسسة) أم شخص بشحمه ولحمه..؟! إذا كانت مؤسسة فينبغي أن تنطلق قراراتها بصورة مؤسسية وفق قانونها وبإقرار وموافقة واتفاق العاملين فيها حسب تدرّجها الوظيفي ومنطوق لوائحها.. أما إذا كان المسجّل هو شخص واحد له حق الموافقة والاعتماد للكيانات النقابية والمهنية (في منظمته) أو رفضها حسب مزاجه السياسي أو استلطافه الشخصي وبدون حيثيات… فتلك قصة أخرى..!!
إذن أصبحت مؤسسات الدولة ودواوين الخدمة المدنية تحت هذا الانقلاب الطائش تُدار عن طريق الانحياز السياسي والمزاج الشخصي و(التأثيرات الفلولية) أو أنها تستشير جماعة الانقلاب والإنقاذيين في ما يجب عمله وتركه…. أو أنها تنتظر حتى يأتيها القرار من جهات من خارجها فتقوم بتنفيذه ولا يكون لها إلا (فضل التوقيع) وإرسال القرار عبر البوستة العمومية أو دفتر السيركي بواسطة (جوكية المواتر)..!!
بالله عليك أيها القائم بإعمال تسجيل تنظيمات العمل: ماذا يضير نقابة الصحفيين السودانيين الشرعية المٌنتخبة من قاعدة الصحفيين وبإرادة جمعيتهم العمومية.. ماذا يضيرها إذا لم تقم بتسجيلها واعتمادها لديك..؟! مَنْ الذي يحق له تسجيل الآخر..؟! إنه لما يشرّف مسجّل تنظيمات العمل أن تقوم الصحافة السودانية بتسجيله واعتماده في قائمة المؤسسات النظيفة المُحترمة الملتزمة بأعبائها الوطنية والمهنية.. ولا يبدو أن نقابة الصحفيين السودانيين في حاجة إلى إقرار وجودها إذا لم يسجلها سعادة مسجّل تنظيمات العمل..!!
هل تعلم أيها المسجّل الأعظم (سواء كنت مؤسسة أو فرداً بمكنة سلطان)..أن أكثر من عشرين تنظيماً نقابياً بالسودان ترفض قرارك هذا وتعتبره (كأن لم يكن) وتعلن تضامنها الكامل مع شرعية نقابة الصحفيين السودانيين..؟!
هل نذكر لك العشرين هيئة نقابية..؟ أم نعطيك منها بسبب ضيق وقتك الغالي وضيق حيّز هذه المساحة بضعة نماذج من هذه النقابات والكيانات المهنية التي ترفض قرارك وتطعن في قانونيته وتستعيذ بالله من دوافعه..؟ إليك بعضها: نقابة أطباء السودان؛ لجنة الأطباء المركزية؛ لجنة صيادلة السودان المركزية؛ تحالف المحامين؛ تجمّع الحرفيين والعمال؛ أساتذة الجامعات السودانية؛ تجمّع البيئيين السودانيين؛ تجمع الضباط الإداريين؛ تجمّع العاملين بالسلطة القضائية؛..إلخ
هل من باب الصدفة أن جماعة الانقلاب والفلول ظلّوا يحاولون مراراً وتكراراً فرض اتحاد الصحفيين التابع للإنقاذ بالقوة..وبمختلف الوسائل والترتيبات العرجاء (المفضوحة وفاضحة).. ولكن ربك وحده جلّ وعلا هو الذي يحي العظام وهي رميم..!
هل يريد مسجّل تنظيمات العمل أن يقنعنا بأن رفضه تسجيل نقابة الصحفيين الشرعية المُنتخبة لا علاقة له بهذه المحاولات الفلولية الانقلابية..وأنه ليس من أذرعتها..!
يا إلهي.. إلى هذا الدرك من التسييس والخلل المهني والفساد الإداري وصل الأمر بمؤسسات الدولة القومية والخدمة المدنية تحت تمكين الفلول وإمرة هذا الانقلاب الأطرش..؟ الله لا كسّبكم..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى