الرأي

نداء السودان وعطاء الحكومة الانتقالية

(١)
• ابتلعت كتلة نداء السودان، تحالف الحرية والتغيير؛ وهي على وشك ابتلاع الحكومة القادمة أيضاً بالكامل؛ نداء السودان التي كانت الجبهة الثورية موجودة داخلها وخرجت لتخوض مفاوضات السلام منفصلة لتأخذ حقها في السلطة والثروة بعيداً عن حصحصة الكُتل؛ لتؤول السلطة السياسية في المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير إلى كتلة نداء السودان؛ وبتشكيل مجلس الشركاء الذي يتكون من قادة نداء السودان والجبهة الثورية والمجلس العسكري وحمدوك، نكتشف أن هذه الكُتلة والتي كانت بعيدة بالأساس حين قيام الثورة؛ أتت من الخلف وجمعت الغنائم.
• حين هبت ثورة ديسمبر كان جمعٌ من نداء السودان يفاوضون الإنقاذ في أديس أبابا على إيجاد خارطة طريق؛ برعاية ثامبو إمبيكي. وينتوون الدخول في انتخابات ٢٠٢٠م.
• الأحزاب السياسية التي تباطأت في الانضمام إلى ركب الثورة هي ما يعتلي سرج سلطتها الآن؛ الشخصيات التي شككت في قوة الجماهير ووجودها؛ وفي قدرة الشارع وارتأت أن منازلة الإنقاذ عبر صناديق الاقتراع هي الحل؛ هي من تتقدم الصفوف إلى الكراسي الوثيرة.
• في الأيام الأخيرة للبشير؛ عقب خروج عمر الدقير من المعتقل؛ كانت كنبة منزله تستقبل عشرات من السفراء الأجانب والقائمين بأعمال الدول؛ فيما بدا وكأنها معاينات لاختيار رئيس الوزراء؛ ويبدو أنه لم ينجح.
• هل وقع عطاء الفترة الانتقالية لكتلة نداء السودان؟
• في الوقت الذي يقول فيه الجميع بتوسيع دائرة المشاركة؛ تذهب كتلة نداء السودان؛ أو الأحزاب الأربعة “المؤتمر السوداني، حزب الأمة، البعث والتجمع الاتحادي”؛ إلى حصر التمثيل السياسي للثورة عليها، والعمل على إبعاد حتى شركاء العمل الوطني المقاوم؛ لتكبر الأزمة والتي ستعصف بمستقبل الحكومة القادمة واستقرار الفترة الانتقالية.
(٢)
• المبررات الواهية التي ساقتها وسوقت لها الأحزاب السياسية للانقلاب على وصفة تشكيلة الحكومة الانتقالية من وزراء تكنوقراط إلى وزراء سياسيين؛ لا تقنع طفلاً؛ فمن المعروف أن فشل حكومة حمدوك لم يكن مرده إلى قدرات وزرائه أو معرفتهم باختصاصاتهم؛ ولكن الفشل مسبقاً كان موجود في ثنايا الوثيقة الدستورية التي أتت بهم؛ وفي الإرادة السياسية التي أنجزت اتفاقاً ضعيفاً رغم قوة الشارع ولهيب ثورته المتأجج؛ وظل الفشل منبعه سياسي؛ فقد قصمت قحت ظهر حمدوك وحكومته منذ يومه الأول بتصريحاتها السالبة وتنصلها من دعمه؛ وكأنه قد فُرض عليها فرضاً.
• حتى في المصفوفة المتأخرة التي أطلقها مجلس الشركاء الانتقالي قبل أيام؛ يقبع المجلس التشريعي في مؤخرة الصف، لماذا يخشون تشكيله إلى هذا الحد؟
(٣)
• اقتحام مقر لجنة إزالة التمكين ببورتسودان، السيارات التي لا تحمل لوحات والتي تحوم حول منزل الأستاذ وجدي صالح، تقول إن النظام البائد يعمل على إرهاب أعضاء اللجنة بطمأنينة غريبة؛ وكأنه يضمن ولاء الأجهزة الأمنية له وحمايتها لمصالحه وغض الطرف عن أفعاله؛ وإلا كيف تتجول ثلاث سيارات بوكسي من غير لوحات في قلب الخرطوم بل وتهدد عضو لجنة سيادية خطيرة مثل لجنة إزالة التمكين؟
(٤)
كل كلامنا القديم
قيل بلا رحمة
وكلما اشتهينا فعله
ارتكبه الآخرون
(أمجد ناصر)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى