الرأي

مهرجان مزبد شرارة فتنة قبلية

أسماء جمعة
قبل فترة أعلن ابناء مزبد، عن الاستعداد لإقامة مهرجان مزبد للتنمية، أعلنوا ذلك في مؤتمر صحفي بسونا عبر اللجنة العليا للمهرجان وقد حدد له الثالث عشر من يونيو المقبل، اللجنة قالت إن المهرجان سيطرح مشاريع تنموية وخدمية ضخمة عبر جهود شعبية من أبناء المنطقة بالداخل والخارج لتطويرها، وسيكون تحت أشراف والي شمال دارفور ورعاية عضو مجلس السيادة الطاهر حجر، أي أنه تحت رعاية واشراف الحكومة.
ومنطقة مزبد لمن لا يعرفونها هي وحدة إدارية صغيرة ضمن اربع وحدات ادارية تتبع لمحلية امبرو التي هي واحدة من عدد كبير من المحليات الفقيرة، وتعتبر منطقة مزبد محل نزاع، ويفترض ألا تسمح الحكومة بإقامة أي منشط ذي طابع قبلي من شأنه أن يؤجج الصراع، حتى يتم حسم مشكلة الاراضي بناء على اتفاق سلام جوبا الذي وضع لها معالجة وينتظر الجميع تطبيقه.
ما أن أعلنت تلك المجموعة عن المهرجان حتى خرجت مجموعة أخرى تمثل قبيلة الماهرية وأعلنت في مؤتمر صحفي رفضها للمهرجان وطالبت الحكومة بضرورة إلغائه درءاً للفتنة ومنعاً لاندلاع الحرب، لأن مزبد هي حواكير القبيلة ولن تسمح لأية جهة باستغلال المنطقة قبل أن تتم معالجة مشاكل الاراضي في دارفور عبر سلام جوبا، وما زاد الطين بلة هو أن القائمين بالمهرجان روجوا لمزبد باسم جديد كتب بين قوسين وهو (إيشمي).
المجموعة المعترضة على المهرجان قالت إن المضي باتجاه إقامة المؤتمر سيعيدهم لمربع الحرب، وإنهم جاهزون للتضحية مثلما فعلوا من قبل، وقالوا انهم دفعوا بمذكرات لمجلسي السيادة والوزراء ولم يتسلموا رداً حتى الآن، ويبدو أن والي شمال دارفور ومجلس السيادة الذي ينوب عنه الطاهر حجر في رعاية المهرجان، وحسب ما فهمت بدأت المجموعة التي تدعي ملكية مزبد الاستعداد لوقف المهرجان بطريقتها أن لم توقفه الحكومة، كما يتهمون الوالي وحجر ومناوي باستغلال وجودهم في السلطة لفرض سياسة الأمر الواقع وتقوية مجموعة على مجموعة وسلبها حقها.
الاسئلة التي تطرح نفسها الآن لماذا لا يقام المهرجان باسم محلية أمبرو ثم بعد ذلك ابناء كل وحدة إدارية ينفذون المشاريع التي يريدونها في وحدتهم درءا للفتنة، وحقيقة هذا يدل على حالة الفوضى وعدم التزام القائمين على أمر الدولة هناك بحماية أهل دارفور من أسباب الخلاف والصراع بل ويتسببون فيه.
بصراحة هذه الخطوة تدل على عدم حكمة والي شمال دارفور وحاكمه الذي حذرنا من تعيينه، ولا أدري ما الداعي إلى اقامة مهرجان للتنمية اساسا، وما يصرف في المهرحان يمكنه أن يوظف لفائدة المنطقة بدلا من صرفه على فعاليات لا قيمة لها، هذا غير ان الوقت غير مناسب للمهرجان بسبب عدم الاستقرار الذي يسود المنطقة ولا يجب إثارة اسبابه، وأعتقد أن قيام أي مهرجان في هذا الوقت يعكس قصور الرؤى للحكومة وعجزها عن جمع شتات المواطنين وتقوية أواصر المحبة، فليكن المهرجان لإعادة بناء شمال دارفور كلها مثلا وليسعى أبناء كل منطقة لتطوير منطقتهم، وبهذه الطريقة لن تعترض أي مجموعة طريق الأخرى ولن اذكرها بأن المنطقة حاكورتها.
عموما نحذر الحكومة من فتنة قد يتسبب فيها هذا المهرجان، وتتحول مزبد إلى جنينة أخرى، وعليها معالجة الأمر فورا.
على أبناء المنطقة إن إرادوا التنمية توحيد الناس وجمعهم على كلمة سواء إن كانوا ملاكا للحواكير أو لا، فالأرض ستسعهم جميعا ويمكن تحويل مزبد إلى مدينة سودانية مثالية ولا داعي إلى التنافس القبلي على حقوق مطلوب احترامها ادبيا، فإن وقعت الفتنة فسيخسر الجميع كل شيء: المال والانفس، ولن تنفعهم الأرض حينها التي سيأتي من يعمرها ولو من خارج السودان.
اخيرا نقول للحكومة: مهرجان مزبد شرارة فتنة قبلية هي المسؤولة عنها ويجب التصرف معها قبل أن توقدها الرياح وتحملها إلى المناطق المجاورة، فالمجموعتان من اشرس المجموعات القبلية في دارفور وان اشتعلت النار فلن يطفيها إلا رب العالمين. إلا هل بلغت اللهم فاشهد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى